الإيطالية نيوز، السبت 18 ديسمبر 2021 - بعد أن قتل بعض المسلحين الفلسطينيين إسرائيليا في الضفة الغربية، اتُّهِم بعض الإسرائيليين المستعمرين في الأراضي الفلسطينية بمهاجمة قرى عربية، ما أثار قلق الأمم المتحدة. في هذا الصدد، حذر منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، «تور وينيسلاند» (Tor Wennesland)، من تصعيد التوترات، مشددًا على أهمية رفض جميع القادة المحليين والسياسيين والدينيين للعنف. قال «وينسلاند» إنه "قلق" من الوضع الناشئ.
في 16 ديسمبر، قُتل المواطن الإسرائيلي «يهودا ديمينتمان»، 25 عامًا، في إطلاق نار بالقرب من مستوطنة "شافي شومرون"، شمال الضفة الغربية، غربي نابلس، أثناء خروجه من مدرسة دينية تقع في مستوطنة "حوميش"، مكان الحادث. بالإضافة إلى «ديمينتمان»، أصيب شخصان آخران كانا مع الضحية في سيارة أثناء مغادرتهم "حوميش". كان من المفترض أن تكون المستوطنة قد هجرها "المستوطنون الإسرائيليون" بالكامل في سياق الإخلاء عام 2005، وتضم حاليًا مؤسسة تعليمية يهودية، "يشيفاه".
في اليوم التالي، استقل مئات المعزين حافلات مدرعة متجهة إلى "حوميش" لحضور حفل تأبين دعا خلالها البعض إلى استعادة المستوطنة. كما أفاد فلسطينيون خلال المسيرة أن "مستوطنين إسرائيليين" شنوا عدة اعتداءات انتقامية ضد الفلسطينيين في القرى القريبة من نابلس، إذ أطلقوا النار ورشقوا الحجارة وأصابوا رجلاً في منزله في "قريوت". وقال قادة الفصائل الإسرائيلية إن الفلسطينيين رشقوهم بالحجارة. كما اندلعت اشتباكات بين فلسطينيين وشرطة الاحتلال في حي "الشيخ جراح"، بالقدس الشرقية.
وذكرت وكالة أنباء "أسوشيتد برس" في وقت لاحق أن أحد مصوريها، «محمود عليان»، "تعرض للضرب والدفع من قبل الشرطة الإسرائيلية في هجوم غير مبرر" أثناء تغطية الاحتجاجات، وانتهى به الأمر في المستشفى. وقالت وكالة "أسوشيتيد برس" إنها "غاضبة" ودعت رابطة الصحافة الأجنبية إلى فتح تحقيق. وردا على ذلك، قالت متحدثة باسم الشرطة إن الضباط "استخدموا وسائلا لتفريق أعمال الشغب للحفاظ على النظام العام" وأنه سيتم التحقيق في الحادث.
وبحسب ما أوردته قناة "العربية"، لم تعلن أي جماعة فلسطينية مسؤوليتها عن إطلاق النار الأخير، الذي أعقب عدة هجمات فلسطينية على إسرائيليين في الأسابيع الأخيرة. في الوقت نفسه يشكو الفلسطينيون من "اعتداءات المستوطنين". في هذا السياق، أرسل رئيس الوزراء الإسرائيلي «نفتالي بينّيت» (Naftali Bennett)، وهو رئيس سابق لحركة الاستيطان الإسرائيلية الرئيسية في الضفة الغربية، "أعمق تعازيه" لأسرة ديمينتمان في 17 ديسمبر. وغرد «بينّيت»: "لن نصمت حتى نأسر القتلة الأشرار ونواجههم". واتهم مكتب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "المستوطنين" بترويع الفلسطينيين "بتشجيع وحماية من حكومة الاحتلال الإسرائيلي".
إطلاق النار في 16 ديسمبر هو جزء من التوترات المستمرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين في الضفة الغربية. ومن بين الحلقات الأخيرة ، ليلا بين 12 و 13 ديسمبر، استشهد شاب فلسطيني إثر إطلاق النار على جيش الدفاع الإسرائيلي خلال مواجهات بين فصائل فلسطينية وجنود إسرائيليين في مدينة نابلس. لكن في 16 نوفمبر، استشهد شاب فلسطيني آخر إثر اشتباكات بين القوات الإسرائيلية والفلسطينية في "طوباس"، وهي مدينة تقع شمال الضفة الغربية، بينما أطلقت القوات الإسرائيلية، في 6 ديسمبر، النار على فلسطيني توفي فيما بعد. اتُّهم بدهس رجال شرطة إسرائيليين متمركزين بسيارته على حاجز "جبارة" بالقرب من طولكرم شمال الضفة الغربية. وقع حادث 6 ديسمبر بعد اتهام شاب فلسطيني يبلغ من العمر 25 عاما في 4 ديسمبر بمهاجمة يهودي أرثوذكسي في البلدة القديمة بالقدس بسكين. وقُتِل الشاب بعد ذلك بالرصاص في إطار ما وصفته الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بأنه "إعدام خارج نطاق القضاء على ما يبدو".