نشر مسؤول أمني ليبي مجهول نبأ الجثث الـ 28 التي عُثر عليها في ليبيا، وحدد: "انتشلت فرق الهلال الأحمر الليبي 28 جثة لمهاجرين وعثرت على ثلاثة ناجين في موقعين مختلفين على شواطئ "العَلْوَص." ثم أوضح المسؤول: "حالة التحلل المتقدمة للجثث تشير إلى أن حطام السفينة وقع قبل عدة أيام" ، مضيفًا أن عدد القتلى قد يرتفع في الساعات القليلة المقبلة. وأظهرت صور نشرتها وسائل الإعلام الليبية نقلا عن العربية جثثا مصطفة على طول الشاطئ ثم جرى تغطيتها لأسباب مراعاة الحس الإنساني.
I cadaveri di 28 migranti sono stati trovati su una spiaggia della costa occidentale della Libia. Portati li dalle onde. Tra questi anche un bambino. pic.twitter.com/AdYj6ztAXH
— Tg3 (@Tg3web) December 26, 2021
جاءت آخر الأخبار بعد أيام قليلة من وفاة 163 مهاجرا في حادثين منفصلتن لغرق سفينتين قبالة سواحل ليبيا بين 18 و 19 ديسمبر. وبهذه الحلقة، ارتفع العدد الإجمالي للقتلى من الأرواح منذ بداية عام 2021 على طول الطريق المعني، الذي يعتبر الأخطر في العالم، إلى 1508 شخصًا، وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة. هذه الأخيرة قالت إنه في الفترة نفسها، حدث اعتراض نحو 31500 مهاجر وإعادتهم إلى ليبيا.
في هذا السياق، في الساعات الأولى ليوم 25 ديسمبر، ساعدت سفينة "سي وُتْش-3" زورقين مطاطيين كانا ينقلان ما يقرب من 80 و 100 شخص على التوالي على بعد نحو 70 كيلومترًا من الساحل الليبي. ثم أنقذ "سي وُتْش" 93 شخصًا على متن قارب خشبي في المياه الدولية جنوب جزيرة لامبيدوزا الإيطالية في صباح يوم 24 ديسمبر. وقالت المنظمة غير الحكومية الألمانية إن فريقها يعتني حاليًا بنحو 270 شخصًا.
أصبحت ليبيا إحدى نقاط الانطلاق الرئيسية للمهاجرين من إفريقيا والشرق الأوسط الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا، وغالبًا ما يتجهون إلى إيطاليا. كانت الدولة الإفريقية مسرحًا لحرب طويلة بدأت في 15 فبراير 2011، وأعقبها في أكتوبر من نفس العام سقوط نظام الراحل «معمر القذافي». منذ ذلك الحين، استغل تجار البشر حالة انعدام الأمن على نطاق واسع في ليبيا لتهريب الأشخاص عبر حدود دولة شمال إفريقيا. يقوم المجرمون المعنيون بتحميل المهاجرين في قوارب مطاطية سيئة التجهيز ويضعونهم في رحلة في ظروف محفوفة بالمخاطر عبر البحر الأبيض المتوسط. أولئك الذين يتم اعتراضهم وإعادتهم من قبل خفر السواحل الليبي يتم نقلهم إلى مراكز الاحتجاز ويتعرضون للانتهاكات، مثل القتل والتعذيب والاسترقاق والقتل خارج نطاق القضاء والاغتصاب. غالبًا ما يكون العنف مصحوبًا بابتزاز الأموال من العائلات. في تقرير صدر في أكتوبر، قال محققون تابعون للأمم المتحدة إن الانتهاكات والمعاملة السيئة التي يتعرض لها المهاجرون في ليبيا يمكن أن تشكل جرائم ضد الإنسانية.
في التقرير الأممي نفسه، يستشهد الخبراء بتقارير تشير إلى أن خفر السواحل الليبي - الذي تم تدريبه وتجهيزه من قبل الاتحاد الأوروبي كجزء من جهود وقف تدفق المهاجرين عبر البحر الأبيض المتوسط - قد أساء معاملة المهاجرين وسلم بعضهم إلى مراكز الاحتجاز حيث يتعرضون، على نحو سائد، للتعذيب والعنف الجنسي.
وبحسب تقديرات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في نوفمبر 2021، وصل نحو 12205 مهاجرا إلى أوروبا بحرا وبرا، وهو ما يمثل انخفاضا طفيفا مقارنة بالأرقام المسجلة في نوفمبر 2020، أي ما يعادل 16354 مهاجرا. يبدو أن الدولة التي استقبلت أكبر عدد من الأجانب هي إيطاليا، تليها إسبانيا (37260)، واليونان (8145) ومالطا (607). وقدرت المنظمة الدولية للهجرة أن عدد الوفيات والمفقودين في البحر في الأشهر العشرة الأولى من عام 2021 يصل إلى 1646. الجنسيات الخمس الأولى للمهاجرين الذين يدخلون أوروبا، وفقًا لتقديرات المفوضية، هم تونسيون وبنغاليون ومصريون وإيرانيون وإيفواريون.
بالنسبة لإيطاليا، تشير بيانات وزارة الداخلية إلى أنه، بشكل عام، في الفترة من 1 يناير إلى 21 ديسمبر 2021، هبط 64008 مهاجر، مما يمثل زيادة مهمة مقارنة ببيانات الفترة نفسها من عام 2020، أي ما يعادل 32.589. الجنسيات الخمس الأولى للمهاجرين هي التونسية والمصرية والبنغالية والإيرانية والإيفوارية. لكن منذ بداية العام ، بلغ عدد القاصرين غير المصحوبين 9359.