وبحسب ما أوردته صحيفة "الوسط" الليبية، فإن ولاية «يان كوبيس» (Jan Kubis)، الرئيس الحالي للبعثة، ستنتهي في 10 ديسمبر المقبل. وكان المبعوث الأممي في 23 نوفمبر الماضي قد قدم استقالته من دون إبداء أسباب معينة. من جانبها، أفادت الأمم المتحدة أن هذه الخطوة لم تكن غير متوقعة تمامًا. ومع ذلك، فقد جاء ذلك في وقت معين بالنسبة لليبيا، التي تحاول إنهاء الأزمة التي اندلعت في عام 2011.
بعد وقف إطلاق النار، المعلن في 23 أكتوبر 2020، انطلقت الدولة الواقعة في شمال إفريقيا على طريق الانتقال الديمقراطي، والذي من المتوقع أن يتوج بالانتخابات الرئاسية والتشريعية، المقرر إجراؤها حاليًا في 24 ديسمبر المقبل. في هذه العملية، لعبت الأمم المتحدة دورًا مهمًا في تعزيز وتشجيع الهدنة على الأرض والمبادرات السياسية والدبلوماسية التي تلت ذلك. السبب في أن استقالة «كوبيس» لم تكن مقلقة.
عرض المبعوث المنتهية ولايته، في إحاطته الأخيرة في 24 نوفمبر لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، البقاء في منصبه خلال الانتخابات الليبية من أجل ضمان انتقال سلس. من ناحية أخرى، قرر رئيس الأمم المتحدة إنهاء ولايته في 10 ديسمبر. في غضون ذلك، بدأت المناقشات لتعيين مبعوث جديد. وبحسب ما أوردته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، عارضت روسيا تعيين «نيكولاس كاي» (Nicholas Kay)، الدبلوماسي البريطاني، المبعوث الخاص السابق في الصومال، الأمر الذي كان من شأنه أن يدفع بالأمين العام للأمم المتحدة، «أنطونيو غوتيريش» (Antonio Guterres)، لاقتراح «ستيفاني ويليامز» (Stephanie Williams)، السيدة التي كانت سابقا بالفعل في عام 2020، كرئيسة مؤقتة للبعثة في ليبيا.
حتى ذلك الحين، ومع ذلك، يُعتقد أن روسيا كانت لديها تحفظات. في هذا الصدد، ذكرت مجلة "فورين بوليسي" أن موسكو منعت سابقًا خطة «غوتيريش» لتعيين «ويليامز» كممثلة خاصة رسمية وخطة الطوارئ التي كانت ستمدد تفويض الدبلوماسي الأمريكي مؤقتًا. علاوة على ذلك، توضح المجلة أن هذه ليست المرة الأولى التي تعارض فيها موسكو ما تعتبره "انتشارًا لمواطنين بريطانيين" في مناصب عليا في هيئات الأمم المتحدة، كما يتضح من رفض تجديد التفويض لبعض خبراء العقوبات من المملكة المتحدة. لكن في عام 2017، منعت روسيا تعيين المواطن الألماني الأمريكي «ريتشارد ويلكوكس» (Richard Wilcox)، وهو مسؤول كبير في برنامج الغذاء العالمي كان عضوًا في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض.
لكن مثل هذا الموقف يتناقض مع نية «أنطونيو غوتيريش»، الذي يرغب في تعيين مبعوث جديد إلى ليبيا في أقرب وقت ممكن، مدركًا خصوصية اللحظة. بالنظر إلى السوابق داخل نفس البعثة، فإن الخوف هو أن يُنظر إلى الأمم المتحدة على أنها جهاز غير قادر على لعب دور فعال في عملية الانتقال الليبي.