الإيطالية نيوز، الأربعاء 8 ديسمبر 2021 ـ شرع ولي عهد المملكة العربية السعودية، «محمد بن سلمان»، في جولة في الخليج في 6 ديسمبر، رآه يتوجه، كخطوة أولى، إلى سلطنة عمان. وهنا تم التوقيع على 13 مذكرة تفاهم في سلسلة من المجالات بقيمة اجمالية 30 مليار دولار.
استقبل السلطان «هيثم بن طارق» الأمير «بن سلمان» في العاصمة العمانية مسقط. ويأتي الاجتماع الذي بدأ في 6 ديسمبر في إطار التعزيز المتنامي للعلاقات بين البلدين الخليجيين، والذي تجسد أيضًا في زيارة «هيثم بن طارق» إلى المملكة العربية السعودية في 11 يوليو الماضي. أفادت تقارير من مصادر سعودية في أعقاب وصول «بن سلمان» أن مجموعة من الشركات السعودية المهمة وعدد من الشركات المملوكة للهيئة العمانية للاستثمار والقطاع الخاص وقعت 13 مذكرة، تهدف إلى التشجيع على الاستثمار وتعزيز الروابط التعاونية في مجموعة من القطاعات الاقتصادية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك الطاقة والطاقة المتجددة والرعاية الصحية والأدوية والتطوير العقاري والسياحة والبتروكيماويات.
تم إيلاء اهتمام خاص للمشاريع التي تشمل أيضًا الصناعات التحويلية والصناعات الغذائية والزراعية والنقل والخدمات اللوجستية وتكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا المالية، فضلاً عن سلسلة من الاستثمارات النوعية في منطقة الدقم،في عمان. "يمكن للمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان تقديم فرص استثمارية واعدة"، هكذا قال وزير الاستثمار السعودي «خالد بن عبد العزيز الفالح»، الذي يعتبر هذه الفرص أرضًا خصبة لإقامة شراكات بدورها، تماشياً مع أهداف التنمية المحددة في رؤية السعودية 2030 ورؤية عمان 2040. في سياق المناقشات المستقبلية، يمكن النظر في المشروع السعودي لإنشاء منطقة صناعية في عمان وإنشاء مجلس التنسيق بين البلدين.
ووفقا لـ«رضا جمعة الصالح»، رئيس غرفة تجارة وصناعة عمان، تعتبر الرياض ومسقط ركيزتان أساسيتان في مجلس التعاون الخليجي ولهما ثقل استراتيجي في مسار نمو العمل المشترك العربي. بالإضافة إلى ذلك، يشترك البلدان في وجهات نظر متطابقة حول التنمية المحلية، كما هو موضح في رؤية عمان 2040 ورؤية السعودية 2030. وفي هذا السياق، أبرزت الإحصاءات زيادة في التجارة، من 461 مليون ريال عماني في عام 2010 إلى 960 مليون ريال عماني مسجلة في عام 2020. أخيرًا وليس آخرًا، أظهرت أرقام الربع الأول من عام 2021 زيادة بنسبة %14.89 في التجارة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وأوضح «الصالح» أن القطاع الخاص في البلدين ينتظر المزيد من التحسينات بهدف الوصول إلى مرحلة التكامل الاقتصادي التي من المتوقع أن تحظى بزخم جديد من خلال افتتاح الطريق الصحراوي العماني السعودي السريع.
إلى جانب التعاون الاقتصادي والتجاري، اعتُبرت زيارة «بن سلمان» إلى عُمان استمرارًا للمحادثات في يوليو الماضي وفرصة لمناقشة علاقات البلدين مع جيران المنطقة الآخرين وكذلك مع إيران. آخر التطورات المتعلقة بالاتفاق النووي الإيراني. قال دبلوماسي غربي في مسقط "السعوديون يعتبرون عمان جسرا أساسيا مع إيران"، وفقا لما قاله يمكن للسلطنة أن تقنع طهران بإنقاذ اتفاق 2015، ما يسمى بخطة العمل الشاملة المشتركة، وحث المتمردين الشيعة الحوثيين في اليمن لقبول الهدنة. وقال المصدر الدبلوماسي "عمان ستستفيد من كونها وسيطا في هذين النزاعين من خلال الفوز بعقود كبيرة من السعوديين لإنعاش اقتصادها المتعثر".
ويرى البعض فيما يتعلق برحلة «بن سلمان» إلى الخليج أن ذلك يهدف إلى رأب الخلافات وتقوية أواصر التعاون بين دول مجلس التعاون الست. ومن المحطات التالية لوريث العرش السعودي الإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين والكويت. تأتي الجولة بالتزامن مع زيارات أخرى لفتت انتباه المحللين، بما في ذلك زيارة الرئيس التركي، «رجب طيب أردوغان»، إلى قطر، وكبير مستشاري الأمن القومي الإماراتي، الشيخ «طحنون بن زايد آل نهيان»، إيران. على أي حال، فإن الاجتماع الأكثر ترقبًا هو الاجتماع بين الرياض والدوحة، والمقرر عقده يوم غد 8 ديسمبر، والذي سيعقد بعد حوالي أحد عشر شهرًا من إعلان العلا.