وبحسب ما أوردته وكالة الأنباء السورية الموالية للحكومة السورية "سانا"، بناء على معلومات قدمها مصدر عسكري، شن "العدو الإسرائيلي"، في حوالي الساعة 7:16 من مساء يوم الاثنين 8 نوفمبر، غارة جوية. واستهدفت الصواريخ، التي انطلقت من شمال بيروت، سلسلة مواقع تقع في الوسط وعلى الساحل السوري، لكن معظمها تم اعتراضها وإسقاطها. وعلى أية حال، وبحسب المصدر ذاته، أصيب جنديان، لم تحدد جنسيتهما، بجروح، فيما تم الإبلاغ عن أضرار مادية.
ثم حدد "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، وهو مركز رصد مقره لندن، أن الصواريخ من الأجواء اللبنانية الشمالية تحطمت في ريف حمص الجنوبي الشرقي قرب ثكنة عسكرية ومركز قيادة لواء التشكيلات العسكرية السورية ذات الصلة. نقطة أخرى يبدو أنها تعرضت للقصف هي قاعدة الشعيرات الجوية. وبحسب ما حدده المرصد، فإن هذه هي الأماكن التي تستضيف مجموعات مسلحة تابعة لإيران وجماعة حزب الله الشيعية اللبنانية. كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن منظومة الدفاع الجوي في دمشق تصدت لبعض الصواريخ الإسرائيلية فيما سُمع صوت سيارات الإسعاف المتجهة إلى حمص. لكن المرصد لم يتلق أي أنباء عن وقوع ضحايا.
ووقعت إحدى الحلقات المماثلة الأخيرة في 3 نوفمبر، عندما قصفت إسرائيل، بحسب مصادر سورية، ضواحي العاصمة دمشق. كما تعرضت قوات الدفاع الجوي السوري في 30 أكتوبر لهجوم صاروخي منسوب إلى "العدو الإسرائيلي" استهدف مواقع عسكرية في أطراف دمشق. وبحسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، فقد دمرت إسرائيل بهذا الهجوم مخزونات أسلحة وذخائر تابعة لحزب الله والمليشيات الموالية لإيران، متمركزة في منطقتي "قدسيا" و"الديماس"، في محافظة ريف دمشق، فيما قتل 5 مقاتلين.
ووقعت حادثة أخرى الشهر الماضي في مساء يوم 13 أكتوبر ، عندما سقط جندي سوري واحد على الأقل و 3 مقاتلين آخرين من الجماعات الموالية لإيران، ضحايا غارة جوية، يفترض أنها نفذتها إسرائيل، بالقرب من مدينة "تدمر" الواقعة في محافظة حمص، وسط سوريا.
منذ عام 2011، تعتبر إسرائيل صاحبة الضربات الجوية في سوريا، والتي تهدف إلى استهداف أعدائها الرئيسيين في منطقة الشرق الأوسط، وإيران وحزب الله على وجه الخصوص، والتي تعتبر تهديدًا لأمنها. على مدار العام الماضي، استهدفت العمليات المنسوبة إلى إسرائيل استهداف الميليشيات الموالية لإيران المتمركزة في شرق وجنوب وشمال غرب سوريا، وكذلك في ضواحي دمشق.
وبحسب إسرائيل، تحاول طهران تكثيف وجودها في سوريا من خلال إنشاء قاعدة دائمة، رغم أن العمليات الإسرائيلية ساعدت في الحد من نفوذ العدو الإيراني. إلى ذلك، قالت مصادر استخباراتية إقليمية، إن مجموعات مسلحة موالية لإيران، بما في ذلك فيلق القدس، عززت وجودها في محيط السيدة زينب جنوبي دمشق، حيث يُعتقد أنه تم إنشاء عدة قواعد تحت الأرض. ثم قال مسؤولون عسكريون سوريون ومسؤولون استخبارات غربيون إن على رأس قائمة الأهداف الإسرائيلية البنية التحتية التي يمكن أن تسمح لإيران بإنتاج صواريخ دقيقة التوجيه على الأراضي السورية، ما يقوض الميزة العسكرية الإقليمية لإسرائيل.
كل هذا جزء من الصراع الأهلي الأوسع في سوريا، الذي اندلع في 15 مارس 2011، عندما بدأ جزء من الشعب السوري بالتظاهر والمطالبة باستقالة الرئيس السوري «بشار الأسد». وجيش النظام السوري مدعوم من موسكو، فضلاً عن دعمه من إيران وميليشيات حزب الله اللبنانية الموالية لإيران. على الجانب الآخر يوجد المتمردون الذين يتلقون دعم تركيا.