على وجه الخصوص، تعرض ما يقرب من 500 ناشط، الذين وصلوا إلى بادوفا للاحتجاج على زيارة الرئيس البرازيلي، إلى قمع من قبل الشرطة بعد محاولتهم اختراق الطوق الأمني والاقتراب من كنيسة سانت أنطونيو. من جهتها، استخدمت الشرطة صنابير الإطفاء لتفريق المتظاهرين الذين ابتعدوا بعد ذلك متجهين نحو شريان للمشاة في وسط المدينة. وبحسب مصادر الشرطة، فقد تم القبض على فتاة والتعرف عليها واحتجازها.
كان من المتوقع أن يزور الرئيس البرازيلي بادوفا في زيارة خاصة إلى كنيسة "ديل سانتو"، بعد أن ذهب إلى "أنغيلارا فينيتا"، وهي بلدة في بادوفا، مسقط رأس أحد أسلاف «بولسونارو». ومع ذلك، كما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، فإن رئيس الدولة تعرض للاستهزاء والسخرية، بينما نظمت مجموعات من المتظاهرين اعتصامًا أمام مبنى البلدية. وردد المتظاهرون في بلدة "أنغيلارا فينيتا"، التي يبلغ عدد سكانها 4200 نسمة، هتافات مثل: "لا بولسونارو!"، بينما كانوا يرفعون لافتات كتب عليها "بولسونارو خارجا" و "العدل للأمازون" و "لا جنسية للديكتاتوريين". وعلى العكس من ذلك، لوّح بعض المشجعين بأعلام البرازيل وأمسكوا بأيديهم بالونات صفراء وخضراء.
كان منح الجنسية الفخرية لبولسونارو قرارًا اتخذه رئيس البلدية «أليساندرا ابْوُزو» (Alessandra Buoso) وأيدته أغلبية يمين الوسط. ومع ذلك، أثارت هذه الخطوة الجدل. من جانبها، قالت «ابْوُزو» إن قرار مجلس المدينة لا يمثل تصويتًا على سياسته، بل اعترافًا بكل الإيطاليين الذين هاجروا إلى البرازيل. ويقرأ في صفحة «ابْوُزو» على فايسبوك: "إن منح الجنسية للرئيس البرازيلي تم إملائه فقط من خلال الإرادة، بصفته وريثًا للمهاجرين الإيطاليين، للاعتراف الفوري بآلاف الأشخاص، بمن فيهم زملائهم القرويين، الذين غادروا إيطاليا، مسلحين فقط بقوة أذرعهم، للبحث عن وظيفة في بلد أمريكا الجنوبية. بفضل روحي الحرة والمسيحية، أعتقد أنني عملت بشكل صحيح من أجل المصلحة الحصرية للمجتمع الذي أمثله.
وتابعت المنشور" كدليل، من أجل تجنب المزيد من الهجمات، ليس فقط اللفظية، قررت مع مستشاري تقديم النفقات النقدية المتعلقة بنفقات استقبال الوفد البرازيلي مباشرة".
في المقابل، قال «أنطونيو سبادا» (Antonio Spada)، عضو مجلس المدينة، إنه يعارض قرار منح الجنسية الفخرية لـ«بولسونارو»، على الرغم من أنه كان له الحق في زيارة "أنغيلارا"، موطن الجد الأكبر للرئيس، «فيتوريو بولسونارو». وقال «سبادا»: "لكننا ضده ولا نعتبر أنه من المناسب منحه الجنسية الفخرية، لأن المواطنة الفخرية تعني أن نتخذ منه نموذجا ومثالا للمجتمع بأسره". من بين المتظاهرين كان هناك أيضا «أندريا زانونى» (Andrea Zanoni)، مستشار البيئة في فينيتو للحزب الديمقراطي.
بالنسبة لـ«أندريا زانونى»، إن منح المواطنة الفخرية للرئيس البرازيلي كان "خيارا غير مفهوم"، نظرا لمزاعم تورط بولسونارو في "جرائم ضد الإنسانية" وإدارته الشائنة لجائحة فيروس كوفيدـ19. وعلى العموم، يرى «زانونى» أن "سياسات «بولسونارو» كارثة على الكوكب"، إذ وفقا له، رحب الرئيس البرازيلي بصدر رحب بالشركات متعددة الجنسيات التي تدمر الأمازون"، ويعتبر السياسات التي يتبناها ""خطرة ليس فقط على البرازيل ولكن على العالم بأسره".
وتعرض «بولسونارو»، الموجود في إيطاليا للمشاركة في قمة مجموعة العشرين، التي انتهت في 31 أكتوبر، لانتقادات قبل كل شيء بسبب إدارته لوباء كوفيد -19، الذي تسبب في عدد كبير من القتلى في البرازيل بحوالي 600 ألف شخص.
في هذا الصدد، وافقت "لجنة التحقيق البرلمانية" (Cpi) بشأن إدارة الوباء في البرازيل على تقرير يوصي بتوجيه لائحة اتهام إلى الرئيس «جايير بولسونارو» و 78 مسؤولاً آخرين لتسع جرائم محتملة تتعلق بإدارته لحالة طوارئ كوفيد. وتتراوح هذه الجرائم بين الاعتداء على الدستور والجرائم ضد الإنسانية. طلبت مسودة الوثيقة توجيه لائحة اتهام إلى «بولسونارو» بتهمة الإبادة الجماعية والقتل. ومع ذلك، قرر أعضاء مجلس الشيوخ إسقاط هذه التهم لأسباب وصفها المشرعون بأنها فنية.