ووفقا لما ذكره "الكريملين"، في بيان نشره على موقعه الالكتروني الرسمي، ناقش «بوتين» و«ميركل» الوضع على طول الحدود المشتركة بين مينسك ووارسو، واتفقا على أهمية تسوية أزمة الهجرة الحادة في أسرع وقت ممكن وفقًا للمعايير الإنسانية الدولية.. وحث الزعيم الروسي دول الاتحاد الأوروبي على استئناف الاتصالات الثنائية مع بيلاروسيا من أجل حل المشكلة.
أما خلال تبادل وجهات النظر حول الصراع الداخلي في أوكرانيا، شدد «بوتين» على "السياسة الهدامة التي تنهجها كييف"، مشيرًا إلى استخدام الطائرات من دون طيار، وهو ما يمثل انتهاكًا لاتفاقيات مينسك. في هذا السياق، من المهم التأكيد على أن الكرملين قد أدان بشدة، في 27 سبتمبر، نشر كييف لطائرات من دون طيار تركية من طراز Bayraktar في "دونباس"، وهي منطقة في شرق أوكرانيا حيث تدور حرب أهلية منذ عام 2014. كما سلط «بوتين» الضوء على "الطبيعة المزعزعة للاستقرار للأنشطة الاستفزازية للقوات الأمريكية في البحر الأسود" إلى جانب "عدد من الدول الأخرى.
حتى اليوم السابق، اتصلت «ميركل» بالرئيس الروسي عبر الهاتف لحثته على استخدام "نفوذه" لإقناع بيلاروسيا بوضع حد "للاستغلال غير الإنساني للمهاجرين". جاءت تصريحات «ميركل» بعد أن أعلنت السلطات البولندية أنها اعتقلت مئات المهاجرين الذين وصلوا إلى الحدود الشرقية، مرورين ببيلاروسيا، حيث لم يجدوا أي مقاومة. وفي بيان منفصل، نقل الكرملين عن «بوتين» قوله إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي الالتزام بـ "اتصالات مباشرة" مع مينسك بشأن هذه القضية.
في الوقت الحالي، تترأس العشرات من سيارات الشرطة البولندية معبر "كوزنيكا"، حيث يوجد ما يصل إلى 4000 مهاجر محاصرون فعليًا. لا تزال المنطقة محظورة على وسائل الإعلام، وقبل كل شيء، أمام وكالات الإغاثة. قال أحد المهاجرين، «شوان كرد»، 33 عامًا، الذي وصل إلى مينسك في أوائل نوفمبر: "لا أحد يسمح لنا بالدخول إلى أي مكان، لا في بيلاروسيا ولا في بولندا". وأضاف: ""ما من سبيل للفرار. بولندا لا تسمح لنا بالدخول. نحن جوعى جدا. لا يوجد ماء أو طعام هنا. هناك أطفال صغار وكبار ونساء وعائلات”.
اتُهمت وارسو بإبعاد المهاجرين عبر الحدود مع بيلاروسيا، بما يتعارض مع معايير اللجوء الدولية. أما بالنسبة للبيلاروسيين، فقد أفاد الكثيرون أن قوات الأمن مينسك وزعت ملقطًا لمساعدة المهاجرين على اختراق السياج في الأماكن التي يندر فيها الحراس البولنديون.