ذكرت وكالة "رويترز" أن نحو 430 مهاجرا ، معظمهم من الأكراد العراقيين، سجلوا وصولهم في رحلة من مينسك إلى أربيل بإقليم كردستان العراق المتمتع بالحكم الذاتي، ثم إلى بغداد. وأكدت وزارة الخارجية العراقية النبأ. يشكل الأكراد العراقيون عددًا كبيرًا من الأشخاص البالغ عددهم نحو 4000 شخص الذين خيموا على الحدود بين بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي والذين حاولوا عبور الحدود إلى ليتوانيا ولاتفيا وبولندا، ورفضهم حرس الحدود للدول الواقعة على الحدود.
وبلغ عدد القتلى ثمانية في الأشهر الأخيرة. ومع ذلك، من الصعب تقديم بيانات دقيقة في هذا الصدد، لأن الوصول إلى المنطقة محدود والمعلومات غير مستمرة ويصعب التحقق منها. أفاد المركز البولندي للمساعدة الدولية أن زوجين مهاجرين تم إنقاذهما في الساعات الأولى من يوم 18 نوفمبر قالا إن طفلهما البالغ من العمر عام واحد توفي في الغابة. حتى أولئك الذين قرروا المغادرة يقولون إنهم مروا بلحظات مؤلمة. وقال كردي عراقي يبلغ من العمر 30 عاما رفض الكشف عن اسمه لـ"رويترز" قبل يوم من رحلة الإجلاء "لن أعود (إلى العراق) لولا زوجتي". وأضاف: "لم تريد زوجتي العودة معي إلى الحدود، لأنها رأت الكثير من الأهوال هناك". وبحسب ما ورد، حاول الزوجان عبور الحدود ثماني مرات على الأقل من بيلاروسيا إلى ليتوانيا وبولندا.
في غضون ذلك، أوقفت شركة الطيران الحكومية البيلاروسية، "بيلافيا"، السماح لمواطني أفغانستان والعراق ولبنان وليبيا وسوريا واليمن بركوب رحلات جوية من أوزبكستان إلى مينسك. ومع ذلك، لا يزال المهاجرون الموجودين على طول الحدود يواصلون محاولة عبورها. في 17 نوفمبر، اعتقلت بولندا 100 شخص بتهمة اختراق السياج الحدودي العازل. وفي حادثة أخرى، رشق عشرات المهاجرين الحرس الحدودي بالحجارة، ما أدى إلى إصابة ثلاثة جنود وضابط شرطة. في ذلك الوقت، احتشد نحو 200-300 شخص، معظمهم من الرجال ولكن أيضًا من العائلات التي لديها أطفال صغار، حول حرائق مؤقتة بالقرب من نقطة "كوزنيكا-بروزجي" الحدودية بين 17 و 18 نوفمبر.
ويتجمع نحو ألف مهاجر قرب معبر "بروزجي الحدودي"، بحسب متحدث باسم حرس الحدود، مضيفا أن العدد انخفض إلى النصف مقارنة بالأيام السابقة.في غضون ذلك، عقدت بيلاروسيا وألمانيا في 17 نوفمبر الجولة الثانية من المحادثات الهاتفية في غضون أسبوع. بالتفصيل، ناقش الزعيم البيلاروسي، «ألكسندر لوكاشينكو» (Alexander Lukashenko)، والمستشارة الألمانية، «أنجيلا ميركل» (Angela Merkel)، أزمة الهجرة والخطوات الواجب اتخاذها لتطبيعها. واتفقا على اختيار مسؤولين من بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي لحل المشكلة. في 15 نوفمبر أيضًا، تحدثت المستشارة وزعيم مينسك عن الوضع الصعب على الحدود، ولا سيما الحاجة إلى المساعدة الإنسانية للاجئين والمهاجرين.
في هذا السياق، اتُهمت بيلاروسيا بتدبير الأزمة، باستخدام المهاجرين ودفعهم نحو الحدود كنوع من "الحرب المختلطة" المصممة للضغط على الاتحاد الأوروبي. كرد على العقوبات التي فرضها الاتحاد، في 21 يونيو الماضي، على نظام مينسك لاختطاف رحلة "ريان إير" في 23 مايو. أدت هذه الواقعة إلى اعتقال الناشط والصحفي «رومان بروتاسيفيتش». وكان «لوكاشينكو» قد أعلن أن بيلاروسيا لن تساهم بعد الآن في مساعدة الاتحاد الأوروبي في محاربة الهجرة غير الشرعية بسبب تدخل بروكسل في "الشؤون الداخلية" للبلاد.
في هذا الصدد، من الضروري أن نتذكر أن الوضع على الحدود بدأ في التدهور ابتداء من أغسطس، عندما أبلغت ليتوانيا ولاتفيا وبولندا عن زيادة حادة في المهاجرين غير الشرعيين من الحدود البيلاروسية. في المجموع، تم تسجيل أكثر من 14000 محاولة عبور غير قانوني من أغسطس إلى سبتمبر. وقد أدى ذلك إلى قيام الدول الثلاث بتعزيز الأسوار على طول الحدود، وتوزيع قواتها الأمنية، وحتى إعلان حالة الطوارئ.