وكما كان متوقعا، ناقش الوزيران القضايا الإقليمية بما في ذلك أفغانستان وسوريا. واتفقا على تحديد خارطة طريق لتعاون شامل طويل الأمد. بينما في اجتماع مع الرئيس الإيراني ناقش «أوغلو» و«إبراهيم رئيسي» العلاقات الثنائية، بما في ذلك التجارة والاستثمارات ومكافحة الإرهاب وآخر المستجدات في المنطقة المحيطة بالبلدين.
وتأتي الزيارة في وقت عادت العلاقات بين تركيا وإيران إلى الاستقرار، بعد فترة من التوتر بسبب الصراع في "ناغورنو كاراباخ"، حيث دعمت أنقرة أرمينيا، بينما دعمت طهران أذربيجان. منذ أن استعادت باكو السيطرة على "ناغورنو كاراباخ" من "يريفان" - مع حرب استمرت 44 يومًا، بين سبتمبر ونوفمبر 2020 - كانت المنطقة مسرحًا للنشاط العسكري المتزايد الذي شهد مشاركة جمهورية أذربيجان وتركيا، في بعض الحالات، باكستان.
ورافقت هذه الأنشطة سلسلة من التصريحات الحربية لوسائل الإعلام والمسؤولين الأذريين بشأن "ممر زانجيزور" الذي يربط أراضي أذربيجان بجيب "ناخيتشيفان" المتاخم لإيران بطول 179 كم. في عدة مناسبات، تعهد مسؤولون أذريون رفيعو المستوى بإعادة إنشاء الممر بناءً على تفسيرهم لأحكام اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا بين "يريفان" و"باكو"، والذي أنهى الحرب التي استمرت 44 يومًا.
من ناحية أخرى، على الرغم من المواقف المتعارضة بشأن مختلف القضايا الإقليمية، بما في ذلك الأزمة في سوريا، فقد تمكّنت طهران وأنقرة من احتواء التوترات في علاقاتهما، وطوّرتا نوعًا من الأسلوب المؤقت الذي يسمح بالتعاون والحوار حتى في الأوقات الصعبة. يدرك كلا البلدين أن التصعيد لن يخدم مصالحهما الخاصة. لذلك، تشكل زيارة «جاويش أوغلو» فرصة أخرى لتوطيد العلاقات وتعميق التعاون الثنائي.