جرى وضع اللوحة الرخامية البيضاء عند مدخل الحديقة الجميلة التي ستأخذ الآن اسم مؤسس "إيني"، في الحي السكني الأنيق لبلدية "حيدرة"، بالقرب من سفارة إيطاليا بالجزائر العاصمة.
Visita di Stato in #Algeria 🇩🇿, il Presidente #Mattarella 🇮🇹 inaugura il Giardino “Enrico #Mattei” pic.twitter.com/YQDKtDhjwC
— Quirinale (@Quirinale) November 7, 2021
على اللوحة، في الأعلى، صورة منقوشة لوجه «إماتّي»، محاطة بالعلم الجزائري والإيطالي. فيما يلي الكتابات التالية باللغة العربية، ومع الترجمة إلى الإيطالية، نقرأ في النقوش:" «إنريكو ماتّي»، شخصية إيطالية، كان صديقا للثورة الجزائرية، ومقتنع بقيم الحرية ودافع عنها، وناضل من أجل استقلال الشعب الجزائري واسترجاع سيادته".
وقال رئيس الدولة الإيطالية، أمس، في ختام الاجتماع مع نظيره الجزائري «عبد المجيد تبون» "نحن ممتنون جدا للجزائر لأن شخصية «ماتي» ترمز بشكل قوي جدا إلى الصداقة الطويلة بين بلدينا". وأكد في مقابلة مع صحيفة "ليبرتي" الجزائرية أن "«إنريكو ماتي» كان من أهم الشخصيات الإيطالية في فترة ما بعد الحرب وأحد بناة الجمهورية الإيطالية".
وتابع متحدثا عن «ماتي» فقال: "كان مدافعًا عنيدًا عن القيم الديمقراطية، عرف كيف يساهم في النمو المدني والاجتماعي لمجتمعنا الوطني، أولاً من خلال مشاركته النشطة في المقاومة الإيطالية ثم كسياسي وبطل الانتعاش الاقتصادي. وكانت رؤيته للعالم ورغبته في التغلب على الاختلالات قيّمة لإعادة ولادة إيطاليا وبناء علاقات عادلة مع البلدان المستقلة حديثًا. لقد أصبح درسه وخبرته أكثر أهمية من أي وقت مضى".
بالمناسبة، قدم رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، «عبد المجيد تبون»، حصاناً عربياً أصيلاً إلى رئيس الجمهورية، سيرجيو ماتاريلا ، في زيارة دولة إلى الجزائر.
«إنريكو ماتّي»، من مواليد يوم 29 أبريل 1906، في بلدة "أكْوالانْيا، بمحافظة "بيزَرو إ أورْبينو"، بإقليم ماركي. نشأ في عائلة بسيطة. يعتنق الديانة "المسيحية الكاثوليكية". خلال الحرب العالمية الثانية انضم للمقاومة، فأصبح زعيما وقائدا معروفا، في الوقت نفسه، كان ممثلا لحزب "الديمقراطية المسيحية"، وهو حزب سياسي إيطالي ذو إلهام مسيحي ديمقراطي ومعتدل، تأسس عام 1943، داخل لجنة التحرير الوطنية لإيطاليا العليا. في سنة 1945، جرى تعيينه مفوضا مصفّي لـ"الشركة العامة الإيطالية للنفط" (AGIP) وممثلا قانونيا لها. وبغض النظر عن التفويض، جعلها بدلاً من ذلك شركة نفط متعددة الجنسيات، وبطل المعجزة الاقتصادية التي أعقبت الحرب.
مباشرة بعد الحرب كلفته الدولة بتفكيك أجيب ، التي أنشأها النظام الفاشي في عام 1926؛ بدلاً من اتباع تعليمات الحكومة، أعاد تنظيم الشركة ، وأسس شركة "إيني" في عام 1953، والتي أصبحت "الشركة العامة الإيطالية للنفط" العمود الفقري لها. أعطى «إنريكو ماتّي» دفعة جديدة للتنقيب عن النفط في وادي "بو" (Po)، وبدأ في بناء شبكة من خطوط أنابيب الغاز لاستغلال الميثان والانفتاح على الطاقة النووية. تحت رئاسته، فاوضت شركة "إيني" على امتيازات نفطية مهمة في الشرق الأوسط واتفاقية تجارية مهمة مع الاتحاد السوفيتي (بفضل وساطة «لويجي لونغو»، صديقه أثناء الحرب الحزبية ثم سكرتير الحزب الشيوعي الإيطالي لاحقًا). ساعدت هذه المبادرات على كسر احتكار القلة لائتلاف الشركات النفطية السبع، الذي يحمل إسم "الأخوات السبع" (Seven Sisters)، الذين سيطروا بعد ذلك على صناعة النفط العالمية. كما قدم «ماتي» المبدأ الذي يقضي بأن تحصل الدول المالكة للاحتياطيات على %75 من الأرباح المتأتية من استغلال الحقول. بينما لم يكن يشارك بنشاط في السياسة، كان مقربًا من اليسار الديمقراطي المسيحي، وكان عضوًا في البرلمان من 1948 إلى 1953. توفي في 27 أكتوبر 1962 في حادثة غامضة وقعت على طائرته الشخصية، بالقرب من في بلدة "باسكيب"، وتقع في مقاطعة بافيا، بإقليم لومبارديا، شمال إيطاليا. دفن في مقبرة بلدة "ماتيليكا"، بمحافظة "ماتشيراتا"( إقليم ماركي).