الإيطالية نيوز، الأربعاء 10 نوفمبر 2021 - قدّم مواطنون مغاربة شكوى إلى الإنتربول ضد «مختار سعيد مديوني»، ضابط المخابرات العسكرية السابق رفيع المستوى الذي شجع ميليشيات جبهة البوليساريو على شن هجمات على الأراضي المغربية. "الصحراويون ، متوا وضحوا بأنفسكم شهداء من أجل بلدكم. نقلوا الحرب من الأرض "المحتلة" إلى الأراضي المغربية "، قال المسؤول السابق في قناة تلفزيونية جزائرية.
وحرّض «مديوني» مقاتلو جبهة البوليساريو على نقل الحرب إلى داخل المدن المغربية الآمنة، كالرباط العاصمة والدار البيضاء: "رأينا في التاريخ أنه ليس هناك حل إلا عن طريق الحرب، وليس هناك استقلال إلا بالتضحية" واستشهد «مديوني» تجربة الجزائر في الاستقلال عن فرنسا قائلا: "أن جبهة التحرير نقلت الحرب إلى فرنسا، لذا، يجب على البوليساريو أن ينقل الحرب حتى في المناطق المغربية، في الرباط، في كازابلانكا. هذه هي حربنا..."
وبحسب موقع "زنقة 20"، ودعا «مديوني» وحدات البوليساريو إلى مهاجمة "ليس في الصحراء الغربية" بل "في الأراضي المغربية مثل الدار البيضاء أو مراكش"، "لتنتشر الحرب داخل الأراضي المغربية بهدف بث الرعب في المجتمع المغربي".
كما قلل العسكري السابق من أهمية مشروع الأمم المتحدة لإنهاء الصراع في الصحراء الغربية. وقال: "إذا كنت تعتقد أن الأمم المتحدة ستساعدك على تحقيق الاستقلال، فعليك أن تنسى ذلك". بالإضافة إلى هذه التصريحات التي تحرض على الإرهاب ضد المملكة المغربية، أدلى «مديوني» بعدة تصريحات مثيرة للجدل، حتى باستخدام الإهانات، ضد الحكومة والجيش المغربي. كما اتهم المغرب بالرغبة في "فرض هيمنته".
ووفقا لما ذكرته الصحفية الإسبانية «مارغيريتا أريدونداس بيدال» (Margarita Arredondas Vidal) في مقال نشرته على موقع "أَتَليار" الإسباني، بعنوان "المغرب يطلب من الإنتربول اعتقال الضابط الجزائري السابق بسبب التحريض على الإرهاب"، اتُهم هذا الضابط السابق بالتورط في مذبحة المدنيين خلال "العشرية السوداء"، وهي واحدة من أكثر الأحداث عنفًا في التاريخ الجزائري. وفي أغسطس 2020، ظهرت أيضًا شكوى ضد مديوني بتهمة الاعتداء الجنسي ومحاولة الاغتصاب.
ووفقًا لما أورده موقع "Algerie Part"، اتهمته امرأة في عام 2015 بمحاولة بإجبارها على "إقامة علاقة جنسية" معها في مصعد بمبنى في سيدي فرج. تم إنقاذ الضحية من قبل ثلاثة رجال تدخلوا بعد سماع صراخها.
تأتي تصريحات «مديوني» الأخيرة في لحظة حساسة للغاية. بعد قرار الجزائر بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط نتيجة لتصاعد التوتر في المنطقة. ووقعت الحلقة الأخيرة التي خيمت على العلاقات بين البلدين الجارين الأسبوع الماضي، عندما اتهمت الجزائر الجيش المغربي بقتل ثلاثة مدنيين جزائريين في غارة جوية. وقالت الجزائر في بيان "مقتلهم لن يمر دون عقاب". ومع ذلك، كان هناك دائمًا خلاف معين بين المغرب والجزائر، بحيث أن الجزائر هي الداعم الرئيسي لجبهة البوليساريو. وتحقق بعثة الأمم المتحدة في نزاع الصحراء (مينورسو) بالفعل في الحادث، على الرغم من أنها أكدت بالفعل أن الشاحنات التي تعرضت للهجوم كانت في منطقة عسكرية، وفقًا لـ"أوروبا برس".
كما استخدم «مديوني» خطابه في التلفزيون الجزائري للتعليق على هذا الحدث الأخير. وعلى غرار الحكومة، اتهم المغرب بقصف المنطقة وأكد أن الرباط متورطة "في قتل ثلاثة مواطنين جزائريين". وقال "إن شعبينا، الأقرب والأكثر تشابها مع بعضهما البعض، لم ينفصما قط بشكل جذري"، في إشارة إلى الوضع الحالي بين الرباط والجزائر. ثم اقترح فكرة طرد المغاربة المقيمين على التراب الجزائري إذا ثبت دعمهم لسياسة المغرب ضد الجزائر. بالإضافة إلى ذلك، وفي رد على الشعارات المرفوعة على وسائل التواصل الاجتماعي الداعية إلى التشبت بالأخوة بين الشعبين وعدم الانزلاق في هاوية السياسة، قال مديوني: "إذا لم يتحرك الشعب المغربي للثورة على ملكه وحكومته، فليس هناك أخوة بيننا..نحن لسنا إخوة..." من جهة أخرى، وصف «مديوني» من يدافعون عن "قضايا المغرب" بـ "الضالين والعبيد".