في كلمته في إطار الاحتفال بالذكرى العاشرة لتأسيس "بيت العائلة المصرية"، تحدث شيخ الأزهر الإمام الأكبر «أحمد الطيب» عن "الديانة الإبراهيمية" وهاجمها ووصفها بـ"أضغاث الأحلام"، ليحيي بذلك جدلا يثار ويخبو منذ أكثر من سنة عبر وسائل التواصل.
بدأ «الطيب» الحديث عن الأمر بالقول إنه يريد "التنبيه قطعا للشكوك التي يثيرها البعض بغرض الخلط بين التآخي بين الدينين، الإسلامي والمسيحي، وبين امتزاج الدينين وذوبان الفروق والقسمات الخاصة بكل منهما، خاصة في ظل التوجهات والدعوة إلى الإبراهيمية".
وقال إن هذه الدعوات تطمح فيما يبدو إلى "مزج المسيحية واليهودية والإسلام في دين واحد يجتمع عليه الناس ويخلصهم من بوائق الصراعات"
بالإضافة إلى ذلك، حث شيخ الأزهر الشريف على رفض الدعوة إلى "الديانة الإبراهيمية الجديدة" وتساءل في خطابه عما إذا كان المقصود من الدعوة "تعاون المؤمنين بالأديان على ما بينها من مشتركات وقيم إنسانية نبيلة أو المقصود صناعة دين جديد لا لون له ولا طعم ولا رائحة" حسب تعبيره
وقال «الطيب» إن الدعوة لـ"الإبراهيمية" "تبدو في ظاهر أمرها دعوة للاجتماع الإنساني والقضاء على أسباب النزاعات والصراعات، وهي في الحقيقة دعوة إلى مصادرة حرية الاعتقاد وحرية الإيمان والاختيار"
ويرى «الطيب» أن الدعوة إلى توحيد الدين دعوة "أقرب لأضغاث الأحلام منها لإدراك حقائق الأمور وطبائعها"، لأن "اجتماع الخلق على دين واحد أمر مستحيل في العادة التي فطر الله الناس عليها"
و قال «الطيب» إن "احترام عقيدة الآخر شيء والإيمان بها شيء آخر".
مواقف مؤيدة لشيخ الأزهر بعد رفضه دعوات نادت بـ"الدين الإبراهيمي" ديناً يجمع الديانات السماوية الثلاث للتخلص من النزاعات. pic.twitter.com/UiPpF06Bua
— TRT عربي (@TRTArabi) November 11, 2021
كلمات فضيلة #الإمام_الأكبرِ قد قتلت فكرة #الديانة_الإبراهيمية في مهدها، فقد بيَّنَ فضيلة الإمام أنَّ هناك فرقاً بين احترام عقيدة الآخر والإيمان أو الاعتراف بعقيدة الآخر.
— عبدالله رشدي (@abdullahrushdy) November 9, 2021
بُحَّ صوتي توضيحاً لهذه القضية والحمد لله الذي أجرى بها لسان فضيلة الإمام ليقطعَ الطريق على أصحاب الأوهام.
ومن بين الرافضين للديانة الجديدة من يعتبر أن أساس الفكرة لا بأس به إذا كان الهدف فعلا التسامح وإزالة الخلافات القائمة على الاختلافات والفروق الدينية"، لكنهم يرون أن مشروع الدين الإبراهيمي، "سياسي بحت هدفه دعم وتوسيع دائرة تطبيع العلاقات مع إسرائيل في المنطقة العربية خاصة".
🔴البيان الختامي لمؤتمر موقف الأمة الإسلامية من #الديانة_الإبراهيمية
— || د.خالد الشنو || (@khalidalsheno) February 23, 2021
🔄بيان موفق سديد
يجب نشره والتغريد به..@LoveLiberty_2 @dr_wasfy @Mrbrary @q8azm pic.twitter.com/TQ28uxbhuU
ما هي الديانة الإبراهيمية؟
ما علاقتها بإسرائيل والإمارات؟
تداول مصطلح "الإبراهيمية" والجدل حوله انطلق مع توقيع الإمارات والبحرين اتفاق تطبيع مع إسرائيل في سبتمبر العام الماضي. الاتفاق، الذي رعته الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها حينها «دونالد ترامب» ومستشاره «جاريد كوشنير»، يسمى "الاتفاق الإبراهيمي" وفي نص إعلان الاتفاق، المنشور على صفحة وزارة الخارجية الأمريكية، يرد ما يلي: "نحن نشجع جهود دعم الحوار بين الثقافات والأديان للدفع بثقافة سلام بين الديانات الإبراهيمية الثلاث والإنسانية جمعاء" هذه الفقرة، هي منطلق ومركز مبادرات كثيرة صاحبت اتفاق التطبيع وتبعته، فتطبيع العلاقات مع إسرائيل لم يكن صفقة سياسية أو اقتصادية بحتة وإنما انعكس على جوانب ثقافية في حياة كل الأطراف. وهكذا بدأ الحديث عن التسامح والتواصل والحوار بين البلدان والشعوب والملل والأديان ليتحول فيما بعد إلى حديث عما يعرف بـ"الديانة الإبراهيمية الموحدة". وقد كان هذا الارتباط بين مشروع الديانة الإبراهيمية والتطبيع مع إسرائيل سببا لرفض المعارضين للتطبيع للمشروع الديني الجديد، حتى قبل أن تتكشف تفاصيله الكاملة
دولة أخرى اتهمها رواد مواقع التواصل الاجتماعي المتفاعلون مع الأمر بالترويج للديانة الإبراهيمية الجديدة هي الإمارات، الجار إلى التطبيع، ثم يليها المجرور، البحرين، والمملكة المغربية والسودان، التي وقعت على اتفاق التطبيع مع إسرائيل وبدأت بالفعل في تفعيل تبادل مع إسرائيل في مختلف المجالات، منها الثقافية، وشهد المشهد الديني فيها تغيرا يلائم علاقتها الجديدة مع إسرائيل
وربط كثيرون بين الدعوة "للإبراهيمية"، وبين "بيت العائلة الإبراهيمية" الذي أمر حاكم دبي «محمد بن زايد» بتأسيسه في أبوظبي "تخليداً لذكرى الزيارة التاريخية المشتركة للبابا «فرنسيس» وفضيلة الإمام «أحمد الطيب» بداية عام 2019، أي قبل توقيع اتفاق التطبيع مع إسرائيل بأكثر من من سنة ونصف.
وسيفتتح "بيت العائلة الإبراهيمية"، الذي يضم مسجدا وكنيسة وكنيسا يهوديا، في عام 2022. ومن بين المروجين له في الإمارات «وسيم يوسف»، خطيب جامع الشيخ سلطان بن زايد الأول. لكن الداعية الكويتي الشهير «عثمان الخميس»، انتقد مشروع "البيت الإبراهيمي" في الإمارات، واعتبره "كفرا".
الجدل حول "الإبراهيمية"
كان وقود الجدل حول "الإبراهيمية" في شهر مارس من هذا العام، تغريدة لقائد التيار الصدري في العراق، «مقتدى الصدر»، قال فيها إنه "لا تناقض" بين أن يكون "الدين عند الله الإسلام" وبين "وحدة الأديان".
مع بيان شيخ #الأزهر لبطلان ما يسمى #الديانة_الإبراهيمية (والتي هي كفر بواح) تذكرنا تغريدة #الصدر حينما قال:
— نواف آل سليمان (@NawafSTV) November 11, 2021
((لا تناقض بين أن يكون الدين عند الله الإسلام وبين وحدة الأديان)).
نعم لا تناقض بين ما تحمله أنت من دين وبين الأديان المحرفة..
فالمصدر فيها واحد(بولس وابن سبأ اليهوديين) https://t.co/hUDjXmAeNa
وبعد توقيع "الاتفاق الإبراهيمي" وتداول الحديث عن "الديانة الجديدة"، بادر رجال دين ودعاة إلى الإسلام برفض الدعوة، ومنهم من قال إنها "كفر". ومنهم الداعية «طارق السويدان».
وفي شهر فبراير من هذا العام، عقد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ورابطة علماء المسلمين، ورابطة المغرب العربي مؤتمرا عنوانه: "موقف الأمة الإسلامية من الديانة الإبراهيمية". بينما دافع آخرون عن الفكرة واعتبروها سبيلا للسلام.
الم تلاحظ سيادتك أن مشروع الديانة الإبراهيمية يحاولون تطبيقه في العالم العربي فقط؟ الم تتبين أنها مؤامرة لتربية ابنائنا على تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف. سنظل متمسكين بإسلامنا رافضين لمؤامرات عيال زايد والصهاينة على الإسلام حتى يرث الله الأرض ومن عليها. https://t.co/OkhTpKd9rG
— Abdalla.a.salama (@SalamaAbdalla27) November 12, 2021