وقال رئيس الدولة الإيطالية: "إن أوروبا وإفريقيا مدعوتان إلى بذل المزيد من الجهد، في إشارة إلى تعاون مفتوح وفعال وصادق، حيث تكون المواقف أحيانًا بعيدة، ولكنها دائمًا محترمة وبناءة".
وتابع: "لسوء الحظ، إيطاليا تدرك جيدًا المأساة التي يعيشها البحر الأبيض المتوسط منذ عدة سنوات حتى الآن. وكما تعلمون، إن بلدنا، بثقافته القائلة بالترحيب والانفتاح على بقية العالم وعلى حوض البحر الأبيض المتوسط، كان دائمًا ولا يزال ملتزمًا بشدة بحماية حياة المهاجرين في البحر، المعرَّضين للخطر من قبل شبكات الجريمة المنظمة التي تستغل مآسي الأفراد والأسر، بما في ذلك الأطفال".
بالنسبة ل«ماتاريلا»، فإن ظاهرة الهجرة يجب أن تحكم لصالح الجميع. إذا لم يكن الأمر كذلك، فسوف يتم التغلب على أسبابنا الإنسانية وأنظمة دولتنا. للقيام بذلك، يجب علينا معالجة الأسباب الجذرية للهجرة، ولا سيما عدم الاستقرار وانعدام الأمن في بعض مناطق أفريقيا، والتي تتطلب حلولاً سياسية ومستدامة وتنمية اقتصادية واجتماعية، وهي شرط لا غنى عنه لضمان الفرص للأجيال الجديدة. إن نموذج النمو الداخلي والمتكامل، الذي يحترم البيئة والناس، هو أفضل استجابة لظاهرة الهجرة غير المنضبطة".
وأردف رئيس الجمهورية الإيطالية: "بصفتي إيطالي وأوروبي، أعتبر البحر الأبيض المتوسط مكونًا حدد هوية بلدي وكل أوروبا. وإن حضوري في في الجزائر، وهو بلد متوسطي وأفريقي، هو رمز لهويتنا المشتركة وقيمنا المشتركة. لهذا السبب، وكعضو مؤسس في الاتحاد الأوروبي، نحن مقتنعون بفرصة التقارب بين الاتحاد الأوروبي والجزائر، على أساس المصلحة المشتركة وعلى مستوى التكافؤ والمساواة".
واختتم رئيس الجمهورية بالقول إن "الأجندة الجديدة للبحر المتوسط، التي أقرها الاتحاد الأوروبي في الأشهر الأخيرة بفضل الدعم الإيطالي، تشير بوضوح إلى الوعي بالسير في هذا الاتجاه. كما نعتقد أن الخطة الاقتصادية والاستثمارية للمنطقة المقترحة من قبل المؤسسات الأوروبية يمكن أن تلعب دورا هاما في دعم التنمية الاقتصادية للجزائر".