الإيطالية نيوز، الأربعاء 24 نوفمبر 2021 - يزور الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» العاصمة الإيطالية روما غدا في زيارة تستمر يومين، فيما من المقرر التوقيع على معاهدة كويرينالي فضلاً عن مناقشة عدد من الملفات كالوضع في المتوسط والساحل والأزمة الليبية.
وقالت مصادر من قصر الرئاسة الفرنسي الإليزيه إن التحضير مع رئيس الوزراء الإيطالي «ماريو دراغي» وبعض أعضاء الحكومة الإيطالية للرئاسة الفرنسية لمجلس الاتحاد الأوروبي التي ستبدأ الفصل المقبل وتوقيع معاهدة كويرينالي بين إيطاليا وفرنسا هما الهدفان الرئيسيان لزيارة ماكرون.
ويصل «ماكرون» إلى قصر كويرينالي الرئاسي في روما في حوالي الساعة الخامسة مساء غد حيث من المقرر عقد لقاء مع الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا.
ثم يتوجه «ماكرون» إلى قصر كيجي (مقر الحكومة الإيطالية)، حيث سيعقد اجتماع مع «دراغي»، تليها مناقشات ممتدة للوزراء الحاضرين والوفد.
وفي المساء يتوجه «ماكرون» إلى كويرينالي لتناول العشاء الذي أقامه الرئيس «سيرجيو ماتاريلا»، وفي صباح اليوم التالي سيتم توقيع اتفاقية التعاون الفرنسي الإيطالي في قاعة كويرينالي يعقبها مؤتمر صحفي.
وأفاد الاليزية بأنه بعد "التباطؤ" في العلاقات بين روما وباريس "وجدنا علاقة فرنسية إيطالية لها جودة استثنائية تترجم إلى التقارب الوثيق بين الرئيس «ماكرون» والرئيس «دراغي»"، موضحاً أن روما تعيد اكتشاف "الطموح في أوروبا" بعد "الرئاسة الجيدة لمجموعة العشرين التي شهدت على "تأثير روما على الساحة الدولية".
ومن المقرر أن يلتقي «ماكرون» بابا الفاتيكان «فرانسيس»، فيما سيتم طرح القضايا المتعلقة بالمناخ والتنوع البيولوجي، بالإضافة للتضامن مع البلدان النامية والقارة الأفريقية.
من جهته، قال «بيير موركوس»، الزميل الزائر لبرنامج أوروبا وروسيا وأوراسيا في مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية، إن هدف فرنسا يتمثل في دفع شركائها الأوروبيين لتحمل مسؤولية أكبر بشكل جماعي عن أمنهم، فيما تقوم بذلك عبر النظر في معاهدة كويرينالي التي ستوقعها إيطاليا وفرنسا مع وضع الأسس لتعاون أوثق حتى على مستوى الصناعة الدفاعية.
وقالت الرئاسة الفرنسية إن المعاهدة ستعمل على تقريب المواقف الفرنسية والإيطالية مع التنسيق بين البلدين في السياسة الأوروبية والخارجية والأمن والدفاع والهجرة والتعاون عبر الحدود.
وأوضح «موركوس» أن الجهود الفرنسية هذه تعني للدول الأخرى تعزيز ميزانياتها الدفاعية والاستثمار المشترك في القدرات المهمة والعمل معًا في المناطق التي تكون فيها مصالح أوروبا على المحك من الساحل إلى المحيطين الهندي والهادئ.
واعتبر أن فرنسا تستثمر أيضًا في علاقاتها الثنائية مع شركاء رئيسيين من بينهم إيطاليا، مضيفاً أن باريس تقدر تعاونها الصناعي مع روما في القطاع البحري، بالإضافة إلى تعاونها العسكري المتزايد من البحر الأبيض المتوسط إلى الساحل و خليج غينيا أو مضيق هرمز، وهي مناطق كان لإيطاليا وفرنسا فيها مصالح متباينة في الماضي ويبدو أنهما مصممان على إعادة الاتصال كما يتضح من المؤتمر الأخير حول ليبيا الذي ترأسه البلدان، وفقاً لموقع "ديكود 39" الإيطالي.
ووفقا لموركوس، فإن هذه الخطوات التي اتخذها الأوروبيون تحظى بدعم واشنطن في التزامها بإعادة تحديد استراتيجيتها للمنطقة.