الإيطالية نيوز، الخميس 11 نوفمبر 2021 ـ بعد مرور يومين فقط من إعلان الرئاسة الفرنسية عن شعور «إيمانويل ماكرون» عن أسفه للجدل وسوء التفاهم الذي سبب توترات حإدة مع الجزائر في الفترة الأخيرة، دعا سيد الإليزيه نظيره «عبد المجيد تبون» لحضور مؤتمر بشأن باريس، الذي سينعقد يوم غد الجمعة 12 نوفمبر.
وفي أول تعليق رسمي جزائري بعد تصريحات «ماكرون»، قال وزير الخارجية الجزائري «رمطان لعمامرة» لصحفيين على هامش اختتام اجتماع نظمته الخارجية الجزائرية مع رؤساء بعثاتها الدبلوماسية بالعاصمة، إن الظروف ليست مواتية لمشاركة الرئيس «تبون» شخصيا في مؤتمر باريس بشأن ليبيا.
ورغم أن «لعمامرة» قال إن الرئيس «تبون» لن يكون حاضرا شخصيا في هذا المؤتمر، لأن الظروف غير مواتية؛ فإنه استدرك بالقول إن الجزائر ستكون حاضرة في هذا المؤتمر، "خاصة أن الأشقاء في ليبيا يرغبون في مشاركتها"، من دون توضيح أكثر حول الشخصية التي ستمثل البلاد.
وتشهد العلاقات الفرنسية الجزائرية توترًا بعد تصريحات للرئيس إيمانويل ماكرون نقلتها صحيفة "لوموند" الفرنسية في أكتوبر الماضي رأى فيها أن الجزائر بنيت بعد استقلالها في 1962 على "ريع للذاكرة" كرّسه "النظام السياسي-العسكري". وشكك في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي، وقال إن "النظام السياسي العسكري" الجزائري أعاد كتابة تاريخ الاستعمار الفرنسي للجزائر على أساس من "كراهية فرنسا".
واحتجت الجزائر بقوة على تلك التصريحات، واستدعت سفيرها في باريس، ولاحقا أغلقت الجزائر مجالها الجوي أمام الطائرات العسكرية الفرنسية، وفقا لما قاله الجيش الفرنسي.
وفي 5 أكتوبر، أعرب «ماكرون» عن أمله في الوصول إلى "تهدئة"، وقال "أكن احتراما كبيرا للشعب الجزائري وأقيم علاقات ودية فعلا مع الرئيس تبون".
وقبل أيام أكّد الرئيس الجزائري «عبد المجيد تبون» أنه لن يقوم "بالخطوة الأولى" لمحاولة تخفيف التوتر مع فرنسا بعد تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون التي انتقد فيها "الأمة" الجزائرية.
وفي مقابلة مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية، قال «تبون» "لا أشعر بأي ندم، أعاد ماكرون فتح نزاع قديم بطريقة غير مفيدة".
وتابع "لو قال اليميني المتطرّف «إيريك زمور» شيئا من هذا القبيل، لا يهمّ، لا أحد ينتبه. لكن عندما يعلن رئيس دولة أن الجزائر ليست أمّة قائمة بذاتها فهذا أمر خطير للغاية".