الإيطالية نيوز، الجمعة 29 أكتوبر 2021 ـ نظم خفر السواحل اليوناني عملية إنقاذ لسفينة حاويات ترفع العلم التركي وكانت تقل حوالي 400 مهاجر والتي أرسلت إشارة استغاثة قبالة جزيرة كريت في 29 أكتوبر.
أفاد خفر السواحل اليوناني بتصريحات ركاب تفيد بأن السفينة أبحرت من تركيا. تم تعريف يوم 29 أكتوبر بأنه "أحد أكبر عمليات البحث والإنقاذ التي نفذتها السلطات البحرية اليونانية في شرق البحر المتوسط". ثم قال خفر السواحل إن السفينة ستنقل إلى الشاطئ من دون أن يقدم مزيد من التفاصيل. ولم يتم الكشف عن جنسيات الركاب على الفور.
وتحدث مسؤول مطلع على العملية لوكالة "أسوشيتيد برس"، شريطة عدم الكشف عن هويته، نقلاً عن قناة "الجزيرة" الإنجليزية، قائلاً: "في الوقت الحالي، المهم هو إحضار السفينة إلى مرسى آمن".
وأظهرت صورة نشرها خفر السواحل اليوناني على موقعه على الإنترنت عشرات الأشخاص، ومعظمهم من الرجال على ما يبدو، يقفون في مجموعات على ظهر سفينة شحن صغيرة تبدو وكأنها محطمة مع رسم على مقدمة السفينة ما يبدو أنه اسم "فاتا".
اليونان هي إحدى طرق الوصول الرئيسية إلى الاتحاد الأوروبي لطالبي اللجوء من تركيا. ومع ذلك، انخفض عدد الوافدين بشكل كبير منذ عام 2016 بعد أن اتفق الاتحاد الأوروبي وأنقرة على اتفاقية في 18 مارس من ذلك العام لمنع المهاجرين من العبور إلى اليونان. ووفقًا لهذه الأخيرة، فإن تركيا تتوخى احتواء اللاجئين السوريين وغير السوريين، التي كانت مهمتها منع عبورهم إلى أوروبا والترحيب بجميع المهاجرين غير الشرعيين المرفوضين. في المقابل، منح الاتحاد الأوروبي أنقرة 6 مليارات يورو وسهل إجراءات الحصول على تأشيرة أوروبية للمواطنين الأتراك. ومع ذلك، دعت تركيا، التي تضم نحو أربعة ملايين لاجئ، مرارًا وتكرارًا إلى مراجعة اتفاقية عام 2016، بحجة أن الاتحاد الأوروبي لم يف بوعوده المنصوص عليها في الاتفاقية.
وصل ما يقرب من مليون شخص، معظمهم من اللاجئين السوريين، إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2015 بعد عبور الجزر اليونانية بالقرب من تركيا. ومنذ أن سيطرت طالبان على أفغانستان في 15 أغسطس، تخشى العديد من دول الاتحاد الأوروبي تكرار الأزمة التي أثارها الصراع السوري، الذي بدأ في 11 فبراير 2011.
وبحسب تقديرات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في سبتمبر 2021، وصل أكثر من 12 ألف مهاجر إلى أوروبا عن طريق البحر والبر، وهو ما يمثل زيادة طفيفة مقارنة بالأرقام المسجلة في سبتمبر 2020، أي ما يعادل 10769. الدولة التي استقبلت أكبر عدد من الأجانب هي إيطاليا، تليها إسبانيا (27320)، اليونان (5233)، قبرص (1515) ومالطا (464). الجنسيات الخمس الأولى من المهاجرين الذين يدخلون أوروبا، وفقًا لتقديرات المفوضية، هم تونسيون وبنغلاديشيون ومصريون وإيفواريون وسوريون. من جهتها، قدرت المنظمة الدولية للهجرة (IOM) أن عدد الوفيات والمفقودين في البحر في الأشهر التسعة الأولى من عام 2021 يصل إلى 1361.
