وحسب ما ذكره الإليزيه على موقعه الإلكتروني، في 17 أكتوبر 1961، نظم الاتحاد الفرنسي لجبهة التحرير الوطني مظاهرة في باريس للاحتجاج على مرسوم 5 أكتوبر الذي يمنع الجزائريين فقط من مغادرة منازلهم بعد الساعة 8:30 مساءً. في المساء، على الرغم من الحظر المفروض على المظاهرة، توجه أكثر من 25 ألف رجل وامرأة وطفل إلى نقاط التجمع المختلفة. كان القمع وحشيًا وعنيفًا ودمويًا. قُبض على قرابة 12 ألف جزائري ونُقلوا إلى مراكز الفرز في ملعب "كوبرتان" وقصر الرياضة وأماكن أخرى. بالإضافة إلى العديد من الجرحى، قتل العشرات، وألقيت جثثهم في نهر السين. لم يعثر العديد من العائلات على رفات أحبائهم الذين اختفوا في تلك الليلة.
واعترف رئيس الجمهورية الفرنسية، «إيمانويل ماكرون»، بالجرائم التي ارتكبت في تلك الليلة تحت سلطة «موريس بابون» (Maurice Papon)، واعتبرها، بالنسبة للجمهورية، "جرائم لا تُغفَر".
وقال الإليزيه: "هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها رئيس جمهورية في مراسم إحياء ذكرى ضحايا أحداث أكتوبر 1961 في باريس"، مضيفا أنها "خطوة تاريخية في الاعتراف بالوقائع التي حدثت في ذلك اليوم".
وأضاف: "تنظر فرنسا إلى تاريخها بأكمله بوضوح وتعترف بالمسؤوليات المحددة بوضوح. إنها مدينة بذلك أولاً وقبل كل شيء لنفسها، لكل أولئك الذين أصيبوا بكدمات في أجسادهم وأرواحهم بسبب الحرب الجزائرية ومواكب الجرائم التي ارتكبتها من جميع الجوانب. كما تدين بذلك بشكل خاص لشبابها، حتى لا تنحصر في ذكريات متضاربة وتبني مستقبلها، مع الاحترام والتقدير للجميع."
#هام
— Algerian Presidency رئاسة الجمهورية الجزائرية (@AlgPresidency) October 2, 2021
من بيان رئاسة الجمهورية:
لا يمكن لأحد أو لشيء، أن يغفر للقوات الاستعمارية، ولجرائمها، لاسيما مجازر 17 أكتوبر بباريس، و هو التاريخ الذي ستُحيي الجزائر والجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا ذكراه في كرامة.
وكانت رئاسة الجمهورية الجزائرية قد قالت في بيان، نشرت جزءا منه، على حسبها على تويتر، جاء من بعض مضمونه: "لا يمكن لأحد أو لشيء، أن يغفر للقوات الاستعمارية، ولجرائمها، لاسيما مجازر 17 أكتوبر بباريس، و هو التاريخ الذي ستُحيي الجزائر والجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا ذكراه في كرامة."
في هذا الصدد، يقول الكاتب الصحفي «علي بوخلاف» لموقع "الحرة": "هذه السنة نحيي الذكرى الستين لهذه الأحداث المأسوية. يريد «ماكرون» القيام بخطوات جديدة من أجل الاعتراف بجرائم الاستعمار الفرنسي. سيحاول أيضا تهدئة العلاقات الفرنسية الجزائرية المتوترة بعد تصريحاته الأخيرة".
وكانت صحيفة "لوموند" نقلت عن الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» قوله إن "النظام السياسي العسكري" الجزائري أعاد كتابة تاريخ الاستعمار الفرنسي للجزائر على أساس "كراهية فرنسا". كما نُقل عن «ماكرون» تشكيكه في وجود أمة جزائرية قبل الحكم الاستعماري الفرنسي.
وحينذاك، قالت صحيفة "ليكسبرسيون" المقربة من السلطة إن «ماكرون» ارتكب "انحرافا لا يغفر، لم يرتكبه أي رئيس فرنسي سابقا"، بحسب ما نقلت "فرانس برس" عن الصحيفة.
لكن «نضال شقير»، أستاذ التواصل الاستراتيجي والعلاقات الحكومية في باريس، يقول لموقع "الحرة" إن مشاركة الرئيس ماكرون تأتي في إطار "جهوده وسياسته المستمرة منذ انتخابه نحو المحاولة لطي صفحة أليمة ومظلمة من تاريخ العلاقات بين فرنسا والجزائر".