الإيطالية نيوز، الأربعاء 29 سبتمبر 2021 - في لقاء رئيسي بين رئيسي روسيا وتركيا، «فلاديمير بوتين»، و«رجب طيب أردوغان»، اليوم الأربعاء، ناقش الزعيمان تطورات الأزمة السورية. في غضون ذلك، ذكر المبعوث الخاص للأمم المتحدة، «غير أوتو بيدرسن» (Geir Otto Pedersen)، أنه في 18 أكتوبر، ستستأنف المحادثات لصياغة دستور جديد.
ومن بين النقاط التي كانت محور المناقشات في اجتماع اليوم، الذي انعقد في مدينة "سوتشي"، جنوب روسيا، الوضع في إدلب، وهي محافظة شمال غربي سوريا لا تزال تحت سيطرة فصائل المعارضة.
وكان «أردوغان» و«بوتين»، في 5 مارس 2020، اتفقا على وقف إطلاق النار الذي تجنب خطر حدوث تصعيد عنيف في المنطقة. بالإضافة إلى الهدنة، نص الاتفاق على إنشاء "ممر آمن" على طول طريق حلب - اللاذقية الدولي "M4"، بعمق 6 كيلومترات جنوباً وكثير إلى الشمال من الشريان، شريطة أن يكون تم الاتفاق على معايير محددة للعمليات الأمنية بين وزارتي الدفاع التركية والروسية. وقد أدى ذلك، خلال العام الماضي، إلى تنظيم عمليات دورية روسية تركية مشتركة في نفس المنطقة، لكن لم يتم إنشاء الممر فعليًا ولم يتم إعادة فتح الطريق بالكامل بعد.
وقال وزير الدفاع التركي «خلوصي أكار» (Hulusi Akar) عشية الاجتماع، بالتزامن مع الضربات الجوية المستمرة ضد إدلب من قبل الجيش التركي، "نحن ملتزمون باحترام مبادئ الاتفاق المبرم مع روسيا ونتوقع أن يتحمل الطرف الآخر مسؤولياته". ونذكر بأن قوات موسكو حليف جيش دمشق في إطار الصراع المستمر. وقال مسؤول تركي في وقت لاحق "قد تكون هناك حاجة لاتخاذ بعض القرارات الحاسمة خاصة في ضوء التطورات في سوريا."
من ناحية أخرى، أفاد المتحدث باسم الرئاسة الروسية، «دميتري بيسكوف» (Dmitry Peskov)، أنه على الرغم من أن إدلب "أولوية قصوى"، فإن الرئيسين بحثا الرئيسان أيضًا العلاقات التجارية والاقتصادية، والملفات الإقليمية، بما في ذلك أفغانستان وليبيا".
وقال المتحدث، على أية حال، إن الوضع في إدلب أصبح "غير مقبول وخطير"، في ظل استمرار "الأنشطة الإرهابية" التي تهدد بعرقلة عملية التسوية والمصالحة في سوريا.
في هذا السياق ، وبحسب ما أوردته صحيفة "العرب"، فبينما تتوقع أنقرة التوصل إلى اتفاق لهدنة طويلة الأمد في إدلب، تأمل موسكو في إبرام اتفاق لتوريد دفعة ثانية من منظومة صواريخ "إس 400"، كما أعلن في 23 أغسطس الماضي.
في الأيام التي سبقت القمة، لم يكن هناك نقص في التوترات في "إدلب"، حيث استهدفت الضربات الجوية مواقع مختلفة في جنوب المنطقة، فيما استهدفت الجماعات الموالية لتركيا المواقع في دمشق. وفي الجنوب في محافظة "درعا" تتواصل عمليات المصالحة والتسوية في "اليرموك" غربي المنطقة فيما تواصل قوات "دمشق" والشرطة العسكرية الروسية تفتيش المنازل بهدف إعادة السلاح مملوكة من قبل المواطنين المحليين. في موازاة ذلك، وصل مئات الأشخاص، بمن فيهم مدنيون ومقاتلون محليون ومطلوبون للخدمة العسكرية الإجبارية، إلى مراكز إعادة التوطين.
في غضون ذلك، أعلن المبعوث الأممي إلى سوريا «بيدرسن»، أنه من المقرر عقد الجولة السادسة من مفاوضات اللجنة الدستورية، وهي هيئة روجت لها الأمم المتحدة لإنهاء الأزمة المستمرة في سوريا ، في 18 أكتوبر. على وجه الخصوص، ستجتمع "اللجنة المصغرة". وقال «بيدرسن» في 28 سبتمبر "إن الشعب السوري في أمس الحاجة إلى عملية سياسية بقيادة سورية"، مشدداً على الحاجة إلى بذل جهود لإحلال السلام في سوريا واستعادة "السيادة والوحدة والاستقلال وسلامة الأراضي".
.@GeirOPedersen …. we should all now expect the Constitutional Committee to begin to work seriously on a process of drafting – not just preparing – a constitutional reform.
— UN Special Envoy for Syria (@UNEnvoySyria) September 28, 2021
بلغ العدد الإجمالي للأعضاء المشاركين في اللجنة 150 عضوا، وعلى وجه الخصوص، تم اختيار 50 عضوا من قبل الحكومة السورية، و 50 من قبل فصائل المعارضة، والباقي من قبل المبعوث الخاص الذي أخذ رأي الخبراء وممثلي المجتمع المدني في الاعتبار. وبالتوازي مع ذلك ، هناك هيئة صغيرة، مؤلفة من 45 عضوا، منخرطة في مفاوضات بوساطة الأمم المتحدة. الهدف النهائي للاجتماعات هو صياغة دستور لسوريا، والذي سيصوت عليه الشعب السوري، بهدف وضع حد للصراع من خلال آلية يكون السوريون أنفسهم أبطالها. اجتمعت اللجنة خمس مرات حتى يناير 2021، لكن لم يتم تحقيق نتائج ملموسة حتى الآن.
الصراع الأهلي السوري، التي اقتحمته دول حليفة على الجبهتين، مستمر منذ حوالي عشر سنوات. اندلع ذلك في 15 مارس 2011، عندما بدأ جزء من الشعب السوري بالتظاهر والمطالبة باستقالة الرئيس السوري «الأسد». وتساعد موسكو جيش الحكومة السورية، فضلاً عن دعمها من إيران وميليشيات حزب الله اللبنانية الموالية لإيران. على الجانب الآخر يوجد المتمردون الذين يتلقون الدعم من تركيا.