«ماكرون» يعتذر عن تخلي فرنسا عن 200 ألف "حركي" تعاونوا معها لحفظ مصالحها في الجزائر (فيديو) - الإيطالية نيوز

«ماكرون» يعتذر عن تخلي فرنسا عن 200 ألف "حركي" تعاونوا معها لحفظ مصالحها في الجزائر (فيديو)

الإيطالية نيوز، السبت 25 سبتمبر 2021 - اعتذر الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» نيابة عن الحكومة الفرنسية، الإثنين 20 سبتمبر، طالبًا العفو عن تخلي الجمهورية الفرنسية عن 200 ألف مقاتل جزائري حَرْكي بعد حرب الاستقلال على الرغم من الوعود بالاعتناء بهم اعترافا بالوفاء لفرنسا من خلال التعاون الدؤوب للدفاع عن مصالحها القومية.


وتركت فرنسا الإستعمارية العديد من جنود "الحَرْكيين" الجزائريين الذين حاربوا إلى جانب الفرنسيين من دون حماية بعد الحرب التي استمرت من عام 1954 إلى عام 1962، وتم ذبحهم. أولئك الذين وصلوا إلى فرنسا تحت سيطرتهم تم سجنهم فعليًا في مخيمات لاجئين خطيرة ومهجورة.


وقال «ماكرون» في حفل أقيم في قصر الإليزيه "أريد أن أعبر عن امتناننا للمقاتلين". "أطلب المعذرة، ولن ننسى ذلك." وأضاف الرئيس أن فرنسا "أخفقت في أداء واجبها اتجاه الحَرْكيين وزوجاتهم وأولادهم".

صرخ بعض المقاطعين على الرئيس خلال الحفل واتهموه بتقديم وعود فارغة. حضر الخطاب حوالي 300 شخص، معظمهم من الناجين من "الحَرْكيين" وعائلاتهم.


الحَرْكيون يطالبون باعتراف قانوني

منذ توليه منصبه في عام 2017 ، حاول «ماكرون» معالجة بعض أسوأ جوانب الماضي الاستعماري لفرنسا. لقد قبل مسؤولية التجارب النووية للبلاد في مستعمراتها السابقة ودورها في الإبادة الجماعية عام 1994 في رواندا.


كلف الرئيس المؤرخ بنيامين ستورا بتقييم كيفية تعامل فرنسا مع إرثها الاستعماري في الجزائر. تضمنت توصيات «ستورا» الاعتراف باغتيال مناضل الاستقلال الجزائري البارز «علي بومنجل» وإنشاء "لجنة للذاكرة والحقيقة".


وقبيل الحفل الذي أقيم يوم الاثنين، كتب الناجون من الحَرْكيين خطابًا مفتوحًا إلى «ماكرون» يطالبون فيه بتكريس الاعتراف بمعاناتهم في القانون الفرنسي، مع اقتراح ذكر استخدام التعويضات.


وكتبوا "نأمل أن تكون أنت الشخص الذي ينهي 60 عاما من نفاق معين يتم فيه الاعتراف بالتخلي عن الحركيين في الخطب، ولكن ليس في القانون".


الحركي (Harki) هم نوعان: الفئة الأولى وهم من الجزائريين الذين كانوا مجنَّدين في صفوف الجيش الفرنسي إبّان الثورة الجزائرية من 1954 إلى 1962 وظفتهم فرنسا من أجل قمع المجاهدين الجزائريين والتجسس عليهم، إذ عند انطلاق الثورة التحريرية كانوا ملزَمين بإتمام الخدمة الوطنية في الجيش الفرنسي، والفئة الثانية هم مجموعة (خونة الوطن والشعب) من الجزائريين اختاروا الانضمام إلى الجيش الفرنسي طواعية، أي من دون إكراه وكان معظمهم قد شارك في الحرب العالمية الأولى أو الثانية أو حرب الهند الصينية إلى جانب فرنسا.


وتعريف الحركي اليوم عند العامة من الشعب الجزائري هو الشخص الذي خان بلاده وتآمر ضدها. والحركى هم جزء من الجيش النظامي الفرنسي والذي كان في صفوفه ما يقارب من 100.000 فرد مجند ومنهم عديد من الأشخاص الذين حكموا الجزائر بعد الاستقلال بعد ان انفصلوا عن الجيش الفرنسي ودخلوا مع الجبهة ليواصلوا تقديم الخدمة سرا.  الحركى لم تكن لهم نفس مزايا المنخرطين في الجيش النظامي لكن فرنسا جلبت الكثير منهم معها عندما انتهت الحرب خاصة الذين خافوا على انفسهم من التصفية من طرف جبهة التحرير وإذا جمعنا الحركى الجزائريين مع الجزائريين في الجيش النظامي يبلغ عددهم 200.000 فأحداث الجزائر كانت معقدة في ذاك الوقت.