وقال «ماكرون» في حضور رئيس الوزراء اللبناني الجديد «نجيب ميقاتي» في مؤتمر صحفي: “.أجرؤ على القول أنكم تمكنتم، أخيرًا، من إنشاء مجلس وزراء كامل الأركان مع وجود أجندة إصلاحية منتظرة للغاية. أود أن أقدم علانية «نجيب ميقاتي» كل تمنياتي بالنجاح في مهمته في خدمة اللبنانيين وأن أكرر للشعب اللبناني كل دعم فرنسا في المصاعب التي تمر بها. لذا، إن مسؤوليتكم هائلة وتاريخية. يجب أن تعلموا أن فرنسا تريد مساعدة هذه الحكومة، التي طال انتظارها، لكنها تظل يقظة."
وأضاف ماكرون في كلمته موجها الكلام لضيفه اللبناني: "..سنواصل أيضًا حشد المجتمع الدولي للاستجابة للاحتياجات الأكثر إلحاحًا، ولكن من الواضح جدًا أننا نعلم أنه لا يمكننا أن نرضيها بأكملها..لبنان يستحق الأفضل. فالأمر هنا يتعلق بمستقبله وشبابه ولهذا السبب فإن مسؤوليتك هائلة وتاريخية وأننا سنبذل قصارى جهدنا لمساعدتك على النجاح. ولا يخفى على أحد أن المفاوضات التي أدت إلى تشكيل هذه الحكومة الجديدة كانت طويلة جدًا، فيما استمرت الأوضاع المعيشية للبنانيين في التدهور.لقد استنكرت هنا السلوك غير المسؤول لمهندسي هذا الانسداد.. لكن اليوم، من خلالكم ومن خلال الوزراء المرافقين لكم، لدينا فرصة لإحراز تقدم ملموس على طريق الإصلاحات. هذا هو التزامك اتجاه الشعب اللبناني. هذا هو الالتزام الذي قطعته للتو أمامي وعلى هذا الأساس نريد مساعدتك على النجاح."
وواصل الرجل الأول في فرنسا وسيد الإليزيه في كلمته التي تهم في المقام الأول «نجيب ميقاتي»، ثم الشعب اللبناني الذي يتطلع إلى مستقبل أفضل مما هو عليه الحال الآن: " من الملحّ فعلاً اتخاذ الخطوات الأولى التي تنتظر اللبنانيين وأصدقاء لبنان. التدابير والإصلاحات ضرورية حتى يتمكن لبنان، في الواقع، من استعادة الثقة بالنفس، ولكن أيضًا ضمان حياة يومية مستدامة لجميع السكان. علاوة على ذلك، لن يتمكن المجتمع الدولي من تقديم الدعم الهيكلي للبنان إلا بعد تنفيذ هذه الإصلاحات. على أي حال، أفكر في تجديد قطاع الطاقة، والمالية العامة، ومكافحة الفساد، وإصلاح الإدارة. لديك كل هذه المشاريع في الاعتبار، وقد ناقشناها باستفاضة. ومن الواضح أن أولويتك ستتمثل في تمكين توفير استجابات قصيرة الأجل بشأن مسائل الطاقة والبنية التحتية والغذاء ودعم السكان.
من جانبه، في كلمته، قال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إن بلاده تعوّل على الدعم العربي والغربي، مؤكدا استعداد حكومته لإجراء انتخابات نيابية العام المقبل.
وقال المسؤول اللبناني "ستتخذ خطوات حاسمة لانعاش الاقتصاد ومواصلة المفاوضات الواعدة مع صندوق النقد الدولي والبدء في حل الأزمة الاقتصادية". وجدّد «ميقاتي» إرادة حكومته إجراء انتخابات تشريعية في مايو المقبل، مؤكدا: "نعوّل على الدعم العربي والغربي في لبنان".
تبنَّت دولة الأرز حكومة برئاسة «ميقاتي» في 10 سبتمبر، بعد 13 شهرًا من الأزمة السياسية بعد استقالة الحكومة المؤقتة برئاسة «حسان دياب» في 10 أغسطس 2020، بعد ستة أيام من الانفجار الذي دمّر مرفأ بيروت.