لبنان: توقيع مرسوم حكومة «ميقاتي» الجديدة بضغط من فرنسا - الإيطالية نيوز

لبنان: توقيع مرسوم حكومة «ميقاتي» الجديدة بضغط من فرنسا

الإيطالية نيوز، السبت 11 سبتمبر 2021 - وقّع رئيس الوزراء المكلف «نجيب ميقاتي»، وهو مسلم سني، ورئيس الجمهورية اللبنانية «ميشال عون»، وهو مسيحي ماروني، يوم أمس الجمعة، على مرسوم تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة بحضور رئيس مجلس النواب، «نبيه بري»، من الديانة الإسلامية الشيعية.


وألقى «ميقاتي» كلمة مؤثرة أذاعها التلفزيون اللبناني وشدّد على المشاكل الخطيرة التي تواجهها البلاد. وبحسب وكالة "رويترز"، تأتي نقطة التحول بعد ضغوط مارستها فرنسا لإقناع بعض قادة لبنان بالاتفاق على حكومة وبدء الإصلاحات، بعد الانفجار الكارثي لمرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020.


وقال رئيس الوزراء الجديد «ميقاتي» إنه يجب تنحية السياسات الخلافية جانبًا، مشدّدًا على أن الممثل لا يمكنه الذهاب للتحدث مع صندوق النقد الدولي ثم مواجهة المعارضة والاشتباكات في الداخل. وتعهّد بالسعي للحصول على دعم الدول العربية، التي ابتعد بعضها عن لبنان بسبب النفوذ الواسع الذي تمارسه في بيروت جماعة "حزب الله" الإسلامية الشيعية، والمدعومة من إيران. إلى ذلك، أكّد رئيس الوزراء في الحكومة الجديدة أن الانتخابات النيابية المقرر إجراؤها في الربيع المقبل ستُجرَى وِفق المحاور المخطط لها.


وأضاف «ميقاتي» أن الدولة لم تعد قادرة على دعم سلع مثل الوقود المستورد، لعدم وجود احتياطيات من العملة الصعبة لهذا الدعم. وتطرّق إلى قضية الصعوبات اليومية التي لا حصر لها التي يواجهها اللبنانيون، وتحدّث عن الأمهات اللواتي اضطررن إلى تقليص الحليب المخصَّص لأطفالهن وندرة الضروريات الأساسية أو عدم التوفّر الاقتصادي لشرائها. كما أشار الى النقص الحاد في الأدوية وصعوبة الحصول عليها.


وعلى غرار مجلس الوزراء المنتهية ولايته لرئيس الوزراء «حسان دياب»، تضمّ السلطة التنفيذية الجديدة وزراء من ذوي المهارات الفنية من السياسيين غير البارزين، الذين جرى تعيينهم من قبل الأحزاب الرئيسية. وعُيّن «يوسف خليل» المسؤول الكبير بالمصرف المركزي ومساعد المحافظ «رياض سلامة» وزيرا للمالية. بينما عيّنت حركة حزب الله الإسلامية الشيعية المسلحة، الحليف السياسي لـ«عون»، والتي تعتبرها الولايات المتحدة جماعة إرهابية، 2 من بين 24 وزيرا. ولم يكشف بعد عن أسماء الممثلين الجدد.


ينص الدستور اللبناني على نظام تقاسم طائفي للسلطة، ما يتطلب إسناد الأدوار المؤسسية إلى شخصيات تنتمي إلى ديانات مختلفة، وأن يكون لكل طائفة نصيبها الخاص من المقاعد في مجلس النواب. وتنقسم المناصب الرئيسية الثلاثة للدولة بين الطوائف الثلاثة الأكثر عددًا، وهي المسيحيون الموارنة الذين يمثلهم رئيس الجمهورية، والمسلمون السنة الذين يمثلهم رئيس الوزراء، والمسلمون الشيعة الذين يمثلهم رئيس مجلس النواب.

نجيب ميقاتي

«نجيب ميقاتي» رجل أعمال يبلغ من العمر 65 عامًا من المسلمين السنة من مدينة طرابلس الشمالية. بالتعاون مع شقيقه «طه»، أسس «نجيب» شركة التمويل الدولية "M1 Groupفي سنة 2007. بالإضافة إلى كونهما من بين أغنى ستة أشخاص في لبنان، فقد احتل الاثنان المرتبة 377 في قائمة تضم 1226 مليارديراً من جميع أنحاء العالم، مع أصول تقارب 3 مليارات دولار لكل منهما. في عام 2019، واجه الأخوان «ميقاتي» مزاعم بمضاربة غير مشروعة من خلال قروض البناء. لكن بالنسبة لـ«طه» و«نجيب» كانت قضية ذات دوافع سياسية.

شغل رئيس الوزراء الجديد بالفعل منصب رئيس الوزراء مرتين في الماضي: في 2005 و 2011، بالإضافة إلى منصب وزير النقل والأشغال العامة. ومع ذلك، فإن رئيس الوزراء المكلف هو جزء من تلك الطبقة السياسية المتَّهمَة بقيادة لبنان إلى الأزمة الحالية. علاوة على ذلك، يجب أن يواجه «نجيب ميقاتي» معارضة الكتلة المسيحية، بما في ذلك معارضة "التيار الوطني الحر"، وهو حزب أسسه الرئيس «عون» بقيادة صهره «جبران باسيل»هذا الأخير، الذي يقود أكبر تحالف مسيحي في البرلمان،  لم يعيّن أي مرشح خلال المشاورات الملزمة في 26 يوليو. ومع ذلك، قال «باسيل» إنه مستعد للعمل مع «ميقاتي» للتشجيع على تشكيل حكومة جديدة.

أخيرًا ، من المهم أن نتذكر أن «ميقاتي» أعرب عن نيته إعطاء الأولوية لما يسمى بتنفيذ "المبادرة الفرنسية" التي اقترحها رئيس الإليزيه، «إيمانويل ماكرون»، في أعقاب حادثة 4 أغسطس 2020 في مرفأ بيروت، وتنص على تشكيل حكومة من المتخصصين، بعيدًا عن أي تحالف سياسي، قادر على وضع الإصلاحات الاقتصادية والمالية التي يحتاجها لبنان، في مثل هذه اللحظة الحسّاسة للتوازن الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.