اجتماع الرئيس المصري «السيسي» مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يفتح خطوط الرحلات الجوية بين البلدين - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

اجتماع الرئيس المصري «السيسي» مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يفتح خطوط الرحلات الجوية بين البلدين

الإيطالية نيوز، الثلاثاء 14 سبمتبر 2021 ـ يبدو أن الصفائح التكتونية التي تحكم الشرق الأوسط في حركة مستمرة. يتمسك بعضها بالقطيعة، والبعض الأخر أقل تواترا إتجاه الاتحاد مع إسرائيل. في هذه المرحلة يبدو أن العلاقات الثنائية بين مصر وإسرائيل تكتسب المزيد من الدفىء واللمعان. إذ بعد عقد من عدم وجود اتصالات رسمية على أعلى مستوى، التقى قادة البلدين مرة أخرى في قمة مهمة عقدت في منتجع شرم الشيخ، الواقعة بين صحراء شبه جزيرة سيناء والبحر الأحمر.

كان هذا هو المكان الذي اختاره الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» لاستقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي «نفتالي بينيت» يوم الاثنين. هذا الأخير نفسه (نفتاليكان قد اختاره «حسني مبارك» ذات مرة للقاء «بنيامين نتنياهو»، أحد آخر القادة الذين زاروا المستبد المصري قبل سقوطه. ومع ذلك، فمن المعروف أن «نتنياهو» نفسه سافر إلى مصر في عام 2018 للقاء «السيسي» مباشرة وأن كلاهما عقد عدة اجتماعات على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.


سافر المستشار السابق لـ«نتنياهو»، وفي النهاية المسؤول الرئيسي عن إقالته من السلطة بعد 12 عامًا في المنصب، إلى شرم الشيخ برفقة وفد مكون من رئيس مجلس الأمن الفريق «علي جيل» (Ali Gil)، السكرتير العسكري لرئيس الوزراء والسفير الإسرائيلي في القاهرة «شمريت مئير» (Shimrit Meir). وهناك التقوا بوزير الخارجية المصري، «سامح شكري»، ورئيس المخابرات، «إيال حولاتة» (Eyal Holata).
«حسني مبارك» و «بنيامين نتنياهو»
دارت شروط الحديث بين الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» ورئيس الوزراء الإسرائيلي «نفتالي بينيت» حول الصراع في غزة. وشهد القطاع اشتباكات متكررة بين ميليشيات حماس الإسلامية وقوات الدفاع الإسرائيلية. ووقعت في الأيام الأخيرة اشتباكات جديدة تذكرنا بذروة الحرب التي وصلت في مايو، وهي فترة 11 يوما قتل فيها أكثر من 250 شخصا. لعبت القاهرة دورًا وسيطًا كان حاسمًا في فتح اتفاق وقف إطلاق النار.

موقف مصر من هذه القضية واضح وضوح الشمس
أكد الرئيس دعم مصر لكافة الجهود المبذولة لتحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط على أساس حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية بما يسهم في تحسين الأمن والازدهار لجميع شعوب المنطقة.

في هذا السياق، تحدث «السيسي» في أوائل سبتمبر مع العاهل الأردني الملك «عبد الله الثاني» و«محمود عباس» في القاهرة، حيث اتفقوا على إحياء حل الدولتين المحتقر للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. بالنسبة للزعماء الثلاثة، للشعب الفلسطيني الحق في دولة مستقلة عاصمتها القدس، وهو الطرح الذي ترفضه إسرائيل بشكل قاطع، ومع القيادة الجديدة لـ«بينيت»، حامل لواء المستوطنين الإسرائيليين، يبدو هذا الموقف أكثر ثباتا مما كان عليه سابقا.

لكن في غزة، تختلف مقاربات مصر بشكل واضح. وتحافظ الدولة الواقعة في شمال إفريقيا على علاقة وثيقة مع السلطة الفلسطينية، وليس مع حركة المقاومة الإسلامية التي تهيمن على القطاع وتنافس مديري الضفة الغربية على دعم الفلسطينيين. في الواقع، فرضت إسرائيل، برضا وتعاون مصر، حصارًا على الحدود منذ عام 2007، وهو العام الذي سيطرت فيه حماس على المنطقة الساحلية. وتطالب فصائل المقاومة برفع الحصار الاقتصادي، بينما تطالب إسرائيل بالإفراج عن مدنيين إسرائيليين وإعادة رفات جنديين قتلا في حرب 2014.

واتفق الجانبان على تعزيز المنطقة اقتصاديا وتحويلها إلى أنقاض بعد القصف الإسرائيلي في مايو. العواقب الاجتماعية والسياسية التي قد تنجم عن حالة عدم الاستقرار في غزة تقلق مصر. اقترح وزير الخارجية الإسرائيلي «يائير لبيد» (Yair Lapid) بناء بنية تحتية جديدة في المنطقة مقابل وقف تصعيد الصراع من قبل حماس. وأكد «لبيد» بالطبع أن ذلك "لن يتحقق من دون دعم ومشاركة شركائنا المصريين وبدون قدرتهم على التحدث مع كل المعنيين".

لم تكن انتفاضة قطاع غزة الموضوع الوحيد للنقاش. تعززت العلاقات الاقتصادية بين مصر وإسرائيل بإعادة فتح "معبر طابا"، وهي مدينة مصرية تعمل كمعبر حدودي مع إسرائيل ويمر عبرها آلاف السائحين سنويًا، واستئناف رحلات شركة طيران مصر للطيران في إسرائيل. كما تمت مناقشة الأزمة الملحة في لبنان ونزاع السد الإثيوبي.

42 سنة من البرودة
بعد أربع حروب، توصلت مصر إلى اتفاق سلام تاريخي مع إسرائيل في عام 1979 لا يزال قائماً حتى اليوم. كانت الدولة الأفريقية أول دولة عربية تفعل ذلك في مناخ من الجدل بالنسبة للعالم الإسلامي، ومع ذلك، كان كلا البلدين حتى الآن أقرب الشركاء في المنطقة بأكملها على الرغم من التقلبات المتعددة. ويرجع ذلك جزئيًا إلى دعم واشنطن، الذي يبقي الاثنين في فلكهما.

وأعلن «نفتالي بينيت» بعد لقائه «السيسي» "معًا، يمكننا تعزيز العلاقات بين بلدينا والعمل من أجل مستقبل أكثر استقرارًا وأمنًا وازدهارًا للمنطقة". واختتم حديثه قائلاً: "لقد أنشأنا أساسًا لعلاقة عميقة في المستقبل". وهو أن كلاهما يتعاون في المسائل الأمنية ويحافظان على روابط اقتصادية قوية، لا سيما في قطاع الطاقة، مع التركيز على مياه شرق البحر الأبيض المتوسط.

أخيرا، أعلن الوزير «لبيد»، الذي سيشغل منصب رئيس الوزراء في غضون عامين، أن "العلاقات بين إسرائيل ومصر رصيد إستراتيجي لأمننا القومي". ومع ذلك، فإن النقطة الشائكة هي القضية الفلسطينية، وهي القضية التي تنوي القاهرة التأثير فيها على المدى المتوسط ​​الطويل. هذا هو السبب في أن العلاقات بين مصر وإسرائيل ظلت باردة لأكثر من أربعة عقود.