وبحسب تصريح لوزير خارجية باريس «لودريان»، إن قرار فرنسا باستدعاء سفيريها لدى الولايات المتحدة وأستراليا، بسبب اتفاق أمني بين البلدين مع المملكة المتحدة، اتخذ بأمر من الرجل الأول في فرنسا، من الرئيس «إيمانويل ماكرون» (Emmanuel Macron).
#FutureSubmarineProgram | #FSP
— France Diplomacy🇫🇷 (@francediplo_EN) September 16, 2021
Termination of the "Contract of the Century":
❝This is a real stab in the back. We built a relationship of trust with #Australia, this trust is betrayed❞ stated @JY_LeDrian. https://t.co/Vxxm478Wib
وفي محاولة لتخفيف التوترات مع فرنسا، المتضررة من أنباء الشراكة الأمنية بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا، والتي ظلت باريس خارجها، أكدت إدارة الرئيس «جو بايدن» (Joe Biden) أن تظل الدولة الأوروبية " شريك حيوي "لواشنطن في مجموعة متنوعة من القطاعات.
هذه هي كلمات وزير الخارجية الأمريكي، «أنتوني بلينكين» (Antony Blinken)، الذي قال، في مؤتمر صحفي مشترك مع كبار المسؤولين الأمريكيين والأستراليين يوم الخميس 16 سبتمبر، إن الولايات المتحدة تستكشف "كل فرصة" لتعميق التعاون مع فرنسا، أيضا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
كما شدد وزيرة الخارجية الأمريكي على أن المبادرة الجديدة لن يتم وضعها في مواجهة حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، بل على العكس من ذلك، سيتم تصورها على أنها مساحة إضافية للتعاون بين الدول. قبل كل شيء، كرر «بلينكين» أهمية العلاقات بين واشنطن وباريس.
وقال«بلينكين» إن "فرنسا، على وجه الخصوص، هي شريك حيوي في هذه القضية وفي العديد من القضايا الأخرى، والتي استمرت لفترة طويلة جدًا، ولكنها تمتد أيضًا إلى المستقبل".
من جهتها، حاولت أستراليا، صباح اليوم السبت 18 سبتمبر ، طمأنة فرنسا بعد أن استدعت باريس سفيريها من "كانبيرّا" و"واشنطن" بسبب اتفاق أمني ثلاثي مع لندن، أدى إلى إلغاء طلب غواصة فرنسية من 40 مليار دولار.
It was an absolute pleasure to have met face-to-face with @SecDef at the Pentagon to discuss the Alliance, ANZUS, Australia-US defence cooperation & #AUKUS – an enhanced trilateral security partnership with the United States & United Kingdom. pic.twitter.com/s1R0SOgY5f
— Peter Dutton (@PeterDutton_MP) September 16, 2021
وأعلنت أستراليا أنها تقدر علاقتها مع فرنسا وستواصل التواصل مع باريس بشأن قضايا أخرى. وقالت المتحدثة باسم وزيرة الخارجية الأسترالية «ماريز باين» ( Marise Payne)، في بيان، إن "أستراليا تتفهم خيبة أمل فرنسا العميقة من قرارنا، الذي تم اتخاذه وفقًا لمصالح الأمن القومي الواضحة والمُعلن عنها". بدوره، قال وزير دفاع كانبيرّا، «بيتر داتون» (Peter Dutton)، إن القادة العسكريين هم من نصحوا الحكومة بشراء غواصات تعمل بالطاقة النووية لتعزيز القدرات العسكرية طويلة الأجل. وقال «داتون» "في نهاية المطاف، يستند القرار الذي اتخذناه إلى ما هو في مصلحة أمننا القومي وأمننا وسلامنا داخل منطقة المحيطين الهندي والهادئ".
Interview with @Natalie_Barr and @MichaelUsher. https://t.co/AqatPH7zhm
ولم يشر بيان وزارة الخارجية الفرنسية بشأن سحب السفيرين إلى بريطانيا، لكن مصدرا دبلوماسيا، حسب ما نقلته "رويترز"، قال إن باريس كانت على علم بأن لندن ستنضم إلى الاتفاق لأغراض انتهازية. وأضاف المصدر "لسنا بحاجة للتشاور مع سفيرنا لمعرفة ما يجب القيام به أو لاستخلاص النتائج" في إشارة إلى دور بريطانيا في هذا الخلاف.
France notes the decision just announced by the Australian Government of the halting of the ocean-class #FutureSubmarineProgram [FSP].
— France Diplomacy🇫🇷 (@francediplo_EN) September 16, 2021
This decision is contrary to the letter and spirit of the cooperation which prevailed between 🇫🇷 and #Australia.
👉 https://t.co/m8YueQWGbN pic.twitter.com/Rb2VuV7yjz
ومع ذلك، ركزت باريس انتقاداتها على الولايات المتحدة. قارن الوزير لو دريان الإدارة التي يقودها الرئيس «جو بايدن» بالإدارة السابقة بقيادة «دونالد ترامب». وقال الوزير خلال مداخلة إذاعية لفرانس إنفو "هذا القرار الوحشي، الأحادي الجانب والذي لا يمكن التنبؤ به يذكرني بالكثير مما كان يفعله السيد «ترامب»". وأضاف: "هذه الأمور لا يجب أن تحدث بين الحلفاء".
أخيرًا، شجبت الصين أيضًا التحالف الأمني بين الدول الثلاث، المسمى "أَوْكوس" (AUKUS)، والذي يبدو أنه يهدف إلى محاولة مواجهة نفوذ بكين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
في هذا الصدد، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية «تشاو ليجيان» (Zhao Lijian) في مؤتمر صحفي، في 16 سبتمبر، إن "التعاون النووي في الغواصات بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا يقوض بشكل خطير السلام والاستقرار الإقليميين، ويؤدي إلى تكثيف سباق التسلح وإلحاق الضرر بالجهود الدولية لمنع الانتشار". ثم حدد الشيء نفسه الشراكة بأنها "غير مسؤولة للغاية". من جانبها، نفت الولايات المتحدة أن يكون التحالف مع المملكة المتحدة وأستراليا معاديًا للصين. وقال وزير الدفاع الأمريكي «لويد أوستن» (Lloyd Austin): "فيما يتعلق بقضية بكين ، أود فقط أن أشير مقدمًا إلى أن هذه الاتفاقية لا تستهدف أي شخص أو أي شيء".