باريس تستدعي سفيريها في كانبيرا وواشنطن عقب تراجع أستراليا عن شراء غواصات من فرنسا - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

السبت، 18 سبتمبر 2021

باريس تستدعي سفيريها في كانبيرا وواشنطن عقب تراجع أستراليا عن شراء غواصات من فرنسا

 الإيطالية نيوز، السبت 18 سبتمبر 2021 ـ أعربت فرنسا عن غضبها إزاء قرار أستراليا المفاجئ بإلغاء صفقة غواصات ضخمة لصالح غواصات تعمل بالطاقة النووية من الولايات المتحدة، ووصفتها بأنها "طعنة في الظهر" من كانبيرّا وتوترًا على علاقتها الودية مع واشنطن. قال وزير الخارجية الفرنسي،  «جان إيف لودريان»  (Jean-Yves Le Drian) "لقد أقمنا علاقة ثقة مع أستراليا، هذه الثقة تعرضت للخيانة".

وبحسب تصريح لوزير خارجية باريس «لودريان»، إن قرار فرنسا باستدعاء سفيريها لدى الولايات المتحدة وأستراليا، بسبب اتفاق أمني بين البلدين مع المملكة المتحدة، اتخذ بأمر من الرجل الأول في فرنسا، من الرئيس «إيمانويل ماكرون» (Emmanuel Macron).


ووصف الوزير الاتفاقية الثلاثية بين البلدين بأنها "غير مقبولة"، مضيفًا أن العواقب "تؤثر بشكل مباشر على رؤيتنا لتحالفاتنا وشراكاتنا وأهمية منطقة المحيطين الهندي والهادئ بالنسبة لأوروبا".

تفاقم التصعيد بسبب حقيقة أنه في 16 سبتمبر، اليوم التالي لإعلان الشراكة الثلاثية، أعلنت أستراليا أنها ستلغي اتفاقية بقيمة 40 مليار دولار، تم توقيعها في عام 2016 مع شركة  فرنسية مختصة في صناعة السفن لبناء أسطول من الغواصات. أعلنت كانبيرّا، بدلاً من ذلك،  أنها ستكلف ببناء ما لا يقل عن ثماني غواصات تعمل بالطاقة النووية باستخدام التكنولوجيا الأمريكية والبريطانية، حيث كانت هذه أكثر استجابة لاحتياجات البلاد من حيث السلامة. وردت فرنسا على الفور على ما اعتبرته إهانة، ووصفت الاتفاقات التي أدت إلى هذا الوضع بـ "طعنة في الظهر". وأشار مصدر دبلوماسي فرنسي إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تستدعي فيها باريس سفرائها بهذه الطريقة.

وفي محاولة لتخفيف التوترات مع فرنسا، المتضررة من أنباء الشراكة الأمنية بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا، والتي ظلت باريس خارجها، أكدت إدارة الرئيس «جو بايدن» (Joe Biden) أن تظل الدولة الأوروبية " شريك حيوي "لواشنطن في مجموعة متنوعة من القطاعات.


هذه هي كلمات وزير الخارجية الأمريكي، «أنتوني بلينكين» (Antony Blinken)، الذي قال، في مؤتمر صحفي مشترك مع كبار المسؤولين الأمريكيين والأستراليين يوم الخميس 16 سبتمبر، إن الولايات المتحدة تستكشف "كل فرصة" لتعميق التعاون مع فرنسا، أيضا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.


كما شدد وزيرة الخارجية الأمريكي على أن المبادرة الجديدة لن يتم وضعها في مواجهة حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، بل على العكس من ذلك، سيتم تصورها على أنها مساحة إضافية للتعاون بين الدول. قبل كل شيء، كرر «بلينكين» أهمية العلاقات بين واشنطن وباريس.


 وقال«بلينكين» إن "فرنسا، على وجه الخصوص، هي شريك حيوي في هذه القضية وفي العديد من القضايا الأخرى، والتي استمرت لفترة طويلة جدًا، ولكنها تمتد أيضًا إلى المستقبل".


من جهتها، حاولت أستراليا، صباح اليوم السبت  18 سبتمبر ، طمأنة فرنسا بعد أن استدعت باريس سفيريها من "كانبيرّا" و"واشنطن" بسبب اتفاق أمني ثلاثي مع لندن، أدى إلى إلغاء طلب غواصة فرنسية من 40 مليار دولار.

وأعلنت أستراليا أنها تقدر علاقتها مع فرنسا وستواصل التواصل مع باريس بشأن قضايا أخرى. وقالت المتحدثة باسم وزيرة الخارجية الأسترالية «ماريز باين» ( Marise Payne)، في بيان، إن "أستراليا تتفهم خيبة أمل فرنسا العميقة من قرارنا، الذي تم اتخاذه وفقًا لمصالح الأمن القومي الواضحة والمُعلن عنها". بدوره، قال وزير دفاع كانبيرّا، «بيتر داتون» (Peter Dutton)، إن القادة العسكريين هم من نصحوا الحكومة بشراء غواصات تعمل بالطاقة النووية لتعزيز القدرات العسكرية طويلة الأجل. وقال «داتون» "في نهاية المطاف، يستند القرار الذي اتخذناه إلى ما هو في مصلحة أمننا القومي وأمننا وسلامنا داخل منطقة المحيطين الهندي والهادئ".

ولم يشر بيان وزارة الخارجية الفرنسية بشأن سحب السفيرين إلى بريطانيا، لكن مصدرا دبلوماسيا، حسب ما نقلته "رويترز"، قال إن باريس كانت على علم بأن لندن ستنضم إلى الاتفاق لأغراض انتهازية. وأضاف المصدر "لسنا بحاجة للتشاور مع سفيرنا لمعرفة ما يجب القيام به أو لاستخلاص النتائج" في إشارة إلى دور بريطانيا في هذا الخلاف.

  ومع ذلك، ركزت باريس انتقاداتها على الولايات المتحدة. قارن الوزير لو دريان الإدارة التي يقودها الرئيس «جو بايدن» بالإدارة السابقة بقيادة «دونالد ترامب»وقال الوزير خلال مداخلة إذاعية لفرانس إنفو "هذا القرار الوحشي، الأحادي الجانب والذي لا يمكن التنبؤ به يذكرني بالكثير مما كان يفعله السيد «ترامب»". وأضاف: "هذه الأمور لا يجب أن تحدث بين الحلفاء".


أخيرًا، شجبت الصين أيضًا التحالف الأمني ​​بين الدول الثلاث، المسمى "أَوْكوس" (AUKUS)، والذي يبدو أنه يهدف إلى محاولة مواجهة نفوذ بكين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.


في هذا الصدد، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية «تشاو ليجيان» (Zhao Lijianفي مؤتمر صحفي، في 16 سبتمبر، إن "التعاون النووي في الغواصات بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا يقوض بشكل خطير السلام والاستقرار الإقليميين، ويؤدي إلى تكثيف سباق التسلح وإلحاق الضرر بالجهود الدولية لمنع الانتشار".  ثم حدد الشيء نفسه الشراكة بأنها "غير مسؤولة للغاية". من جانبها، نفت الولايات المتحدة أن يكون التحالف مع المملكة المتحدة وأستراليا معاديًا للصين. وقال وزير الدفاع الأمريكي «لويد أوستن» (Lloyd Austin): "فيما يتعلق بقضية بكين ، أود فقط أن أشير مقدمًا إلى أن هذه الاتفاقية لا تستهدف أي شخص أو أي شيء".