أدانت محكمة في باريس «نيكولا ساركوزي» بتهمة تمويل حملة انتخابية بشكل غير قانوني، وحكم عليه بالسجن لمدة عام ليقضي في المنزل مرتديًا سوارًا إلكترونيًا. تضع فرنسا حدًا قانونيًا قدره 22.5 مليون يورو، أي ما يعادل 26.1 مليون دولار، على الإنفاق الانتخابي. في محاكمة هذا الربيع، زعم ممثلو الادعاء أن حملة ساركوزي أنفقت أكثر من 40 مليون يورو، باستخدام إيصالات مزيفة في محاولة لإخفاء الإنفاق.
قال «ساركوزي»، الذي لم يكن حاضرا في المحكمة اليوم الخميس، إنه لم يكن يعلم أن تكلفة حملته تجاوزت الحد القانوني للإنفاق. وقال محامي «ساركوزي» إنه سيستأنف على الفور. بموجب القانون الفرنسي، لا يُطلب من «ساركوزي» قضاء أي عقوبة حتى يتم استنفاد إجراءات الاستئناف.
إن إدانة «ساركوزي» هي وصمة عار جديدة على إرث رئيس الدولة السابق الذي ينتمي حزبه المحافظ إلى سياسة القانون والنظام. لا يزال شخصية مؤثرة في المؤسسة السياسية الفرنسية وله علاقات ودية مع الرئيس «إيمانويل ماكرون».
وفي وقت سابق من هذا العام ، أدين «ساركوزي» في قضية منفصلة بتهم استغلال النفوذ والفساد. حُكم على «ساركوزي» بالسجن لمدة عام واحد تحت الإقامة الجبرية وسجن لمدة عامين مع وقف التنفيذ لأنه عرض في عام 2014 مساعدة قاضٍ في الحصول على منصب حاكم إمارة موناكو مقابل الحصول على معلومات سرية حول التحقيق في الشؤون المالية لحملة الانتخابات الرئاسية لعام 2007. واستأنف ساركوزي الحكم.
كما وجه المدعون اتهامات أولية بشأن انتهاكات تمويل الحملات والفساد ضد «ساركوزي» بزعم قبوله ملايين اليورو نقدًا من نظام الليبي الراحل معمر القذافي» لتمويل حملته الانتخابية لعام 2007. ينفي «ساركوزي» أخذ أموال من «القذافي».
في القضية التي تم الحكم عليه اليوم الخميس، يزعم المدعون أن شركة "Bygmalion"، وهي شركة إعلامية ساعدت في تنظيم حملة السيد «ساركوزي» لعام 2012، أصدرت فواتير مزيفة للسماح لحملته بالتغلب على حدود الإنفاق التي حددها القانون الفرنسي.
إلى جانب «ساركوزي»، كان هناك 13 متهماً قيد المحاكمة، بمن فيهم مسؤولون سابقون في الحملة، ومسؤولون تنفيذيون ومحاسبون في "Bygmalion". تم العثور على الجميع مذنبين. حُكم على «جيروم لافريلو» (Jérôme Lavrilleux)، نائب رئيس حملة «ساركوزي»، بالسجن ثلاث سنوات. كما جرى فصل أحد المتهمين الـ13 من العمل وسُجِن الآخرون في المنزل بسوار إلكتروني، وذلك للمساعدة والتحريض على تمويل الحملة غير القانوني.
