الإيطالية نيوز، الأربعاء 8 سبتمبر 2021 - مع إعلان حركة طالبان، الحكومة الجديدة في أفغانستان، اعتبر سياسيون و محللون إيطاليون أنه من الواضح بعد كابول أن هناك حاجة إلى تغيير في النهج الأوروبي. حيث اعتبر فاسينو أنه من الضروري تغيير في الاتجاه الأوروبي، فيما قال ماورو إن الإجراء الذي قامت به قطر وتركيا هو مؤشر تنظيمي على الدور الذي لعبه الإخوان في العلاقات مع أمريكا، وقال مارجيليتي: "الغرب لا يزال يأمل"، فيما اعتبرت نيرنشتاين أن طالبان مثل حركة حماس.
وأعلنت حركة طالبان عن تشكيل حكومة تصريف أعمال جديدة في أفغانستان، واختيار الملا محمد حسن أخوند لتولي منصب القائم بأعمال رئيس الوزراء.
وعينت حركة طالبان الملا عبد الغني برادار ومولوي عبد السلام حنفي، نائبين أول وثاني لمحمد حسن أخوند. وتم تعيين مولوي محمد يعقوب مجاهد، نجل مؤسس طالبان الراحل الملا عمر، قائما بأعمال وزير الدفاع، في حين تم تعيين الملا سراج الدين حقاني، قائما بأعمال وزير الداخلية.
من جهته، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الإيطالي بييرو فاسينو، إن وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو قال بوضوح شديد إن الموقف من حكومة طالبان يعتمد على سلوكها.
وأضاف فاسينو أن الأنباء من كابول مقلقة وتشير إلى اختيار حكومة تنكر إعلانات الاعتدال في الأسابيع الماضية، موضحاً أنه في حال كان هذا هو المسار الذي اختارته طالبان فإن الموقف الأوروبي والغربي يمكن أن يكون صارماً جداً، وفقاً لموقع "ديكود 39" الإيطالي.
وكان دي مايو أكد أن إيطاليا ستجري حوارا مع قطر وتركيا، وقال فاسينو إن قطر لعبت دورًا في هذه الأزمة، فيما تفكر دول كثيرة مثل إيطاليا لجعل مقرها الدبلوماسي المخصص لأفغانستان هناك، موضحا أن تركيا تلعب دورًا في المنطقة ومن المفيد إجراء حوار مع أنقرة كما مع باكستان والجمهوريات الأوروبية الآسيوية المجاورة التي زارها دي مايو مؤخراً.
وشدد فاسينو إلى الحاجة إلى تعاون أوروبي لتحديد نية الاتحاد الأوروبي في التوازن الاستراتيجي للمنطقة. وبسؤاله عن تسريع الدفاع الأوروبي المشترك، رد فاسينو بالايجاب معتبراً أن الأزمة الأفغانية تتطلب التفكير في حلف الناتو وكيفية تطوير استقلال استراتيجي للاتحاد الأوروبي في تكمله للحلف.
وأكد أن السياسة الدفاعية والأمنية المشتركة لا يمكن أن تكون بدون سياسة خارجية أوروبية مشتركة قوية وتعزيز سلطات الممثل السامي والتغلب على التصويت بالإجماع وخلق تغيير في موقف الاتحاد الأوروبي ليكون له صوت واحد، مشيراً إلى ضرورة تسريع بناء استراتيجية أوروبية للأمن والدفاع.
بدوره، قال ماريو ماورو، وزير الدفاع الإيطالي السابق و النائب السابق لرئيس البرلمان الأوروبي، إنه لا جدوى من إنكار العلاقة المستقرة بين النشاط الدبلوماسي الإيطالي وتركيا وقطر لأسباب منها أن إيطاليا تتعاون مع الأتراك في إطار حلف الناتو، وبالنسبة لقطر يتم السماح بأي نشاط استثماري حر على الأراضي الإيطالية.
وأوضح أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحديداً له علاقات تقليدية مع أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين الذين لعبوا دورًا في القضايا الأفغانية، وليس مصادفة أن الأتراك يقترحون أنفسهم كمحاورين مع طالبان لاسيما إذا كانت تركيا ستلعب هذه اللعبة بالتعاون مع دولة أخرى شريك استراتيجي للولايات المتحدة مثل باكستان.
وذكر أن الاتحاد الأوروبي اختار الاستمرار في مساعدة الأفغان عبر المنظمات الدولية، موضحا أن جهود وزارة الدفاع الإيطالية للاجلاء كابول كانت محط إعجاب وأصبحت نموذجًا لجميع الدول الأعضاء في الحلف.
فيما اعتبرت الصحفية فياما نيرنشتاين، وعضو مركز القدس للشؤون العامة، أن إمكانية ايطاليا إقامة علاقة مع قطر وتركيا مقارنة بالعلاقة بين هذين البلدين وطالبان أمر مقلق، مستشهدة بموقف البلدين مع الإرهاب.
وأضافت أن أفعال طالبان ليست تصريحات بل جوهر وجودهم، كالحديث عن حركة حماس الفلسطينية دون قراءة نواياهم، مذكرة أنهم قتلوا إمرأة في أفغانستان لأنها كانت ترتدي الجينز، وتابعت أنه خيار وضع هذا البلد في خدمة المشروع الإسلامي وذلك للسيطرة على العالم من خلال قانون الشريعة.
أما اندريا مارجيليتي، مدير مركز الدراسات الدولية في إيطاليا، فقد عبر عن الأسف العميق لسماع النقاش حول طالبان الجيدة والسيئة، موضحاً أن الغرب يواصل الأمل بدلاً من الحكم فيما عليه أن يقّيم ما هو أمامه بشكل أفضل.
وذكر أن العبرة تكمن في أن السياسة الغربية تفضل الشعارات كما يحدث حالياً بشأن الدفاع الأوروبي المشترك، مشيراً إلى أن حقيقة قرار روما الحوار مع تركيا بشأن الملف الأفغاني هي فسيولوجية، فيما ليس بإمكان أحد ألا يقيم علاقات مع عضو في الناتو، كما يتم اغفال أحيانا أن أنقرة هي من بين أهم أعضاء الحلف.