صحف عالمية: هكذا أججت الخبيرة الألمانية «فيرينفيلز» الغضب ضدها بتطرقها للأزمة المغربية ـ الجزائرية - الإيطالية نيوز

صحف عالمية: هكذا أججت الخبيرة الألمانية «فيرينفيلز» الغضب ضدها بتطرقها للأزمة المغربية ـ الجزائرية

«إيزابيل فيرينفيلز» (Isabelle Werenfels)

الإيطالية نيوز، الخميس 2 سبتمبر 2021 ـ تعرضت رئيسة قسم شمال افريقيا والشرق الأوسط في المعهد الألمانية للسياسة الدولية والأمن في برلين، «إيزابيل فيرينفيلز» (Isabelle Werenfels لانتقادات حادة من قبل وسائل إعلام مغربية، وصلت إلى اتهامها بالعمل لصالح أجندة معادية للمغرب. فماذا جاء في دراستها وأثار الغضب في المغرب؟ جمعت الإيطالية نيوز ملخصات لمقالات أشهر الصحف الدولية التي تطرقت إلى هذا الموضوع.


نبدأ بمقال نشرته الصحيفة الفرنسية "لوموند"، بعنوان: "بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب ، فإن الجزائر "تريد أن تظهر أنها عادت إلى المسرح الدولي". قائلة بأن الباحثة «فيرينفيلز» تعتقد بأن المغرب والجزائر يمثلان القوة الإقليمية العظمى في شمال إفريقيا. وتساءلت بعد أن أشارت إلى إعلان الجزائر، عبر وزير خارجيتها «رمطان العمامرة»،  عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع جاره المغرب الذي تربطبه به أواصر قرابة ويتقاسم معه اللغة والثقافة والدين: ماذا يمكن أن تكون عواقب مثل هذا القرار؟ هل هذه الأزمة حلقة جديدة في التاريخ المضطرب للجارتين أم أنها تفتح جبهة توترات أوسع؟


ردا على هذه الأسئلة، نقلت "لوموند" رؤية الباحثة الألمانية التي حاولت، بقدر ما جمعته من معلومات واستنباطات، تفكيك الدوافع العميقة وراء إندلاع الخصومة الصبيانية بين الإخوة الأعداء في المغرب الكبير، معزية حدوث هذه الأزمة إلى بقاء قضايا الصراع القديمة في الخلفية، وهي مسألة السيادة على الصحراء الغربية والتنافس على القيادة الإقليمية. وقد أضيف هذا مؤخرًا إلى تطبيع المغرب لعلاقاته مع إسرائيل، ما كان بمثابة صدمة للجزائر التي تعتبر أن الإسرائيليين الآن على حدودها. كما أن قضية "بيغاسوس" - حيث ورد أنه تم التجسس على حوالي 6000 رقم هاتف جزائري - زادت المخاوف من أن هذا التعاون الإسرائيلي المغربي سيكون ضد الجزائر. 

ردا على هذه الأسئلة، نقلت "لوموند" رؤية الباحثة الألمانية التي حاولت، بقدر ما جمعته من معلومات واستنباطات، تفكيك الدوافع العميقة وراء إندلاع الخصومة الصبيانية بين الإخوة الأعداء في المغرب الكبير، معزية حدوث هذه الأزمة إلى بقاء قضايا الصراع القديمة في الخلفية، وهي مسألة السيادة على الصحراء الغربية والتنافس على القيادة الإقليمية. وقد أضيف هذا مؤخرًا إلى تطبيع المغرب لعلاقاته مع إسرائيل. كانت صدمة للجزائر التي تعتبر أن الإسرائيليين الآن على حدودها. كما أن قضية بيغاسوس ء حيث ورد أنه تم التجسس على حوالي 6000 رقم هاتف جزائري ء زادت المخاوف من أن هذا التعاون الإسرائيلي المغربي سيكون ضد الجزائر. 


من جهتها، قالت صحيفة "دويتشه فيله" الألمانية بأن الباحثة «إيزابيل فيرينفيلز» تتعرض بسبب دراسة أجرتها بشأن الخلاف المغربي/الجزائري للهجوم في وسائل الإعلام المغربية. إذ  يتهمها منتقدوها بأن لديها أجندة معادية للمغرب.


وأضافت الصحيفة الألمانية قائلة في مقال عنونته بـ"المغرب: هل انتقاد العلم وسيلة ضغط؟، بأن حتى الملك المغربي «محمد السادس» وجد الدراسة جديرة بالتعليق على ما يبدو. ففي "خطابه إلى الأمة" في 20 أغسطس 2021 والموثق أيضًا بالفرنسية، قال بأن المغرب يواجه حاليًا "عدوانًا متعمدًا ومقصودا". لم يرغب "أعداء" وحدة أراضي المملكة في أن يبقى المغرب قوة حرة وقوية ومؤثرة. ولإثبات أنشطة هؤلاء الأعداء - "الدول الأوروبية بشكل أساسي" - أشار إلى "تقارير" غير محددة "تجاوزت حدود ما هو مقبول" و "تسعى اإلى بتقييد تنمية البلاد".


ورافقت التصريحات سلسلة من المقالات في وسائل الإعلام المغربية - بما في ذلك مقالات باللغة الإنجليزية مثل "موروكو وورلد نيوز" أو "نورث أفريكا بوست" - والتي اتسمت جزئيًا بنبرة حادة مع دراسة نشرت في نوفمبر من العام الماضي من قبل الباحثة المغاربية «إيزابيل فيرينفيلز» على الموقع الإلكتروني لـ"مؤسسة العلوم والسياسة".


المقال نفسه، الذي اتخذه البعض مثل مادة يراد بها استهداف المملكة المغربية وتبخيس إنجازاتها، تعامل مع سياسة المغرب الناجحة اتجاه إفريقيا. إذ وفقًا لـ «إيزابيل فيرينفيلز» في تحليلها، هذه سياسة المغرب جعلت المملكة دولة مؤثرة في إفريقيا - على عكس البلدين المجاورين الجزائر وتونس، اللتين حققتا في أحسن الأحوال نجاحات متواضعة، على الصعيدين السياسي والاقتصادي. وبروح سياسة التماسك ، ناشدت «فيرينفيلز» في مقالها تقديم دعم أكبر للبلدين الجارتين. فسر موقع "Marocco World News" ذلك على أنه نداء لمحاولة "منع ظهور قوة جديدة مستقلة عن النفوذ الغربي" - المغرب في الواقع.


الانزعاج من ألمانيا

كان المقال موجودًا على الموقع الإلكتروني لمؤسسة العلوم والسياسة لما يقرب من تسعة أشهر عندما أصبح فجأة هدفًا لوسائل الإعلام المغربية. تشير «فيرينفيلز» في مقابلة مع دويتشه فيله إلى أن ذلك ليس مفاجئًا. "بدأ النقاش بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي آنذاك «دونالد ترامب» في ديسمبر 2020 أنه سيعترف بالصحراء الغربية كأراضي مغربية". لم تتبع ألمانيا هذا الخط بسبب مخاوف بشأن القانون الدولي. "لقد كانت ورقيتي مفيدة للغاية في بناء خطاب ضد السياسة الخارجية الألمانية. لا يتعلق الأمر بي كثيرًا بقدر ما يتعلق بالعلاقة الألمانية المغربية ككل." وقد توتر هذا لبعض الوقت بسبب الرفض الألماني للاعتراف بالمطالبات المغربية بشأن الصحراء الغربية. في مايو، سحب المغرب سفيره من برلين. منذ ذلك الحين، ساد صمت مطبق بين الرباط وبرلين، أعقبه تعليق العلاقات.


وقالت «فيرينفيلز» بالتفصيل، من الصعب فهم نقاط الانتقاد. ومن الواضح أن المغرب يريد ترك التوترات تتصاعد مرة أخرى وتقديم ألمانيا كدولة تريد إبطاء التنمية المغربية داخل أوروبا".