الإيطالية نيوز، الأحد 19 سبتمبر 2021 - عقدت إدارة الرئيس الأمريكي «جو بايدن»، يوم الجمعة 14 سبتمبر، اجتماعا مع نظرائه الإسرائيلي والإماراتي والبحريني والمغربي للاحتفال بمناسبة الذكرى الأولى لتطبيع العلاقات بين بلديهم، وهو التطبيع الذي أشرف عليه «دونالد ترامب» قبل عام، واصفا إياه بأنه خطوة نحو السلام مع الفلسطينيين.
ومثّل الاجتماع الافتراضي لوزير الخارجية الأميركية «أنطوني بلينكين» مع نظرائه من إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب احتضانًا كاملاً لما اعتبره الرئيس السابق «ترامب» أحد أهم إرثه في السياسة الخارجية.
وأشاد الوزراء بما يسمى باتفاقات أبراهام التي أدت إلى فتح سفارات وإطلاق رحلات جوية مباشرة ومجموعة من الاتفاقيات لتعزيز العلاقات الاقتصادية. وأعربوا عن أملهم في تعميق العلاقات الجديدة وأن تحذو الدول الأخرى حذوها.
الإمارات العربية المتحدة
مثّل دولة الإمارات في الاجتماع الدكتور «أنور بن محمد قرقاش»، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة.
وحسب ما جاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي، جاء الاجتماع بهدف مناقشة سبل تعميق العلاقات وبناء منطقة أكثر ازدهاراً واستقراراً من خلال التعاون والحوار الهادف إلى تعزيز السلام وجني ثمار الاتفاقيات التي تم توقيعها بما يخدم مصالح شعوب المنطقة. وقال «قرقاش» في كلمته خلال الاجتماع إن الذكرى الأولى لتوقيع اتفاقيات السلام الإبراهيمية هي مناسبة للاحتفاء بالفرص التي تم تحقيقها خلال العام الماضي، وهي رسالة أمل وإيجابية للمنطقة التي تعاني من تحديات عديدة أبرزها عدم الاستقرار.
وأضاف أن الرسالة الأهم موجهة للأجيال الشابة في هذه المنطقة، ومفادها أن هنالك الكثير من الفرص والسلام والعمل المشترك، وإمكانية تحقيق الكثير من الفوائد من خلال التعاون، وأن الخلافات يمكن مناقشتها وإيجاد الحلول لها. وواصل قائلا: "إن اتفاقيات السلام الإبراهيمية سوف تسمح لنا بالمساعدة في عملية السلام بشكل أكبر، وسوف تقود إلى الهدف الأسمى وهو حل الدولتين، وهو الأمر الذي يعني بشكل مباشر الفلسطينيين والاسرائيليين، ودورنا هو تأمين شبكة ثقة من شأنها وضع مشاكل الماضي جانباً واستبدالها بآمال المستقبل".
وأكد «قرقاش» التزام دولة الإمارات بالاستمرار في مسار السلام الاستراتيجي ، ومواصلة جهود تعميق وتنويع هذا المسار في المنطقة، مثمناً مساعي الولايات المتحدة الأمريكية في توسيع دائرة السلام في المنطقة.
المغرب
في كلمته، وصف وزير الخارجية المغربي «ناصر بوريطة» الاتفاقات بأنها "حدث تاريخي يستحق الاحتفاء به"، لكنه قال إن إعادة إطلاق عملية السلام مع الفلسطينيين "أمر أساسي".
وأشار الوزير المغربي إلى أن التبادل التجاري بين الرباط وتل أبيب ارتفع بخمسين بالمائة في الأشهر الستة الأولى من السنة الجارية، وأضاف قائلا: “شركتان للطيران بين البلدين توفر حاليا 20 رحلة بين البلدين وذلك وفقا لما أوردته مواقع إخبارية عربية.
البحرين
قال وزير الخارجية البحريني «عبد اللطيف بن راشد الزياني» إنه ينبغي بذل المزيد لإبراز فوائد التعاون.
وأضاف: "نحن بحاجة إلى إظهار ما يمكن أن يعنيه السلام الإقليمي الحقيقي والاعتماد المتبادل والازدهار عمليًا في الحياة اليومية لجميع شعوب الشرق الأوسط".
إسرائيل
قال وزير الخارجية الإسرائيلي يوم الجمعة إنه سيزور البحرين في وقت لاحق من هذا الشهر ، وهي أول زيارة من نوعها لوزير إسرائيلي للدولة الخليجية بعد اتفاق دبلوماسي تم التوصل إليه العام الماضي.
أعلن يائير لابيد عن الزيارة في مؤتمر عبر الهاتف مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين ومسؤولين من البحرين والإمارات العربية المتحدة والمغرب ، الذين وقعوا اتفاقيات بوساطة أمريكية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل العام الماضي.
في هذا الصدد، ترجع آخر الاجتماعات بمشاركة الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمملكة المغربية وإسرائيل، وبإشراف من الولايات المتحدة الأميركية، إلى يوم الإثنين 13 سبتمبر 2021، في تل أبيب. عن هذا الاجتماع الخماسي، عبّرت السفيرة الأميركية لدى تل أبيب، «ليندا توماس غْرينفيلد» (Linda Thomas-Greenfield) عن سعادتها بالمشاركة في الحدث. وقالت «غرينفيلد»: "إنه لشرف لي حقاً أن أكون هنا اليوم للاحتفال بهذا الحدث التاريخي. ويسعدني أن أكون هنا مع سفراء الإمارات العربية المتحدة والمغرب والبحرين. وأود أن أشكر بشكل خاص السفير إردان على تنظيم هذا الحدث الهام."
وأضافت: "أظهرت اتفاقيات التطبيع التي نحتفل بها اليوم تقدمًا حقيقيًا نحو منطقة أكثر سلامًا. ولكن ربما كان الأمر الأكثر لفتًا للنظر هو أننا انتقلنا في العام الماضي من حبر على ورق إلى تحسينات ملموسة بين البلدان. منذ توقيع الاتفاقات، فتحت إسرائيل سفارات في الإمارات والبحرين. وقد عينت كل من الإمارات والبحرين أول سفيرين لهما لدى إسرائيل. تهانينا. وفي الشهر الماضي فقط، وافقت إسرائيل والمغرب على ترقية بعثاتهما إلى سفارات كاملة في غضون شهرين."
وختمت: "أود أن أوضح أنه بينما نواصل السعي إلى التطبيع بين إسرائيل والدول المجاورة، نظل ملتزمين بحل الدولتين. نعتقد اعتقادًا راسخًا أن الإسرائيليين والفلسطينيين يستحقون تدابير متساوية من الحرية والكرامة والأمن والازدهار، وستظل الدبلوماسية الأمريكية مركزة على الخطوات العملية لتعزيز هذه الرؤية في المدى القريب. نأمل أن تولّد هذه الاتفاقيات، المهمة في حد ذاتها، زخما بين إسرائيل والفلسطينيين."
السودان
كان أبرز الغائبين عن احتفالات الجمعة هو السودان، الذي تعهدت حكومته المدنية الجديدة لترامب بالمضي في تطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل أن تكبح المعارضة الشعبية زخمها.
معارضو نهج «ترامب» يقولون إن تطبيع العلاقات ليس بديلاً لاتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيي، خاصة وأن الإدارة السابقة كانت داعمة بقوة للدولة اليهودية وما تعتبره حقها في ضم المناطق.
جاء التقارب بين الدول العربية وإسرائيل بعد أن وعد «ترامب» الإمارات بصفقة لبيع مقاتلات F-35 والاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، وهي خطوة جريئة وشجاعة غيرت التوازنات والتحالفات التي ميّزت الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لفترة طويلة وكسرت التوجه طويل الأمد في السياسة الخارجية الأمريكية. لم يغير «بايدن» أيًا من هذين القرارين على الرغم من أن إدارته تقول إنها تولي مزيدًا من الاهتمام للتدقيق في المبيعات للجيش الإماراتي.