الإيطالية نيوز، السبت 28 أغسطس 2021 ـ ترى «أنيسة بصيري التبريزي»، الخبيرة في الشأن الإيراني والزميلة في معهد رويال يونايتد للخدمات ومقره لندن، أن العلاقة بين طهران وحركة طالبان الأفغانية حول حاجة براغماتية للأولى، والحفاظ على ظروف الاستقرار.
وتشترك إيران في 921 كيلومترًا من الحدود مع أفغانستان ما يكفي لفهم مدى أهمية ارتباط طهران بما يحدث في كابول، والآن مع إعادة تشكيل إمارة طالبان الإسلامية، المرجع الناجح للجهاد السني الذي يعتبر نظريًا الشيعة والجمهورية الإسلامية الإيرانية رمزًا للأعداء الداخليين للإسلام.
واعتبر موقع “ديكود 39” الإيطالي أن العلاقة بين إيران وطالبان أكثر تعقيدًا، فهي علاقات مصالح مشتركة قائمة على البراجماتية أكثر من الأيديولوجية، حيث تعامل الإيرانيون هكذا دائمًا مع الجهاديين السنة والقاعدة وطالبان وحتى تنظيم داعش. وتابع أنهم أعداء وجوديون نظرياً ولكن جزءًا من البراجماتية القائلة أن "عدو عدوي هو صديقي" ضد الولايات المتحدة.
وتطرق الموقع لمقتل «أبو محمد المصري»، الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، في مهمة قتل لجهاز المخابرات الاسرائيلي (الموساد) في طهران حيث عاش بهدوء ومحمي من الحرس الثوري الإيراني.
واعتبرت «التبريزي» أنه بالنسبة لإيران تدور المسألة حول قضية الأمن سواء من وجهة نظر الإرهاب أو أزمة الهجرة المحتملة التي قد تعاني منها طهران وخطر التداعيات المتعلقة بحرب أهلية محتملة.
وقالت إن ما حدث تنظر إلية طهران بقلق حيث لم تأمل بالطبع في هذه النتيجة النهائية، مضيفة أن استيلاء طالبان على السلطة يضع الإيرانيين في حاجة إلى تجنب التوترات المباشرة مع الجماعة الأفغانية.
وأضافت أن الإيرانيين لديهم علاقات جيدة بما يكفي مع بعض الفصائل داخل طالبان ولكن ليس مع الجميع، ما يجعل إيران لا تشعر بالأريحيه حيث تعرف أن باكستان و السعودية لديهما علاقات قادرة على التأثير على العديد من مكونات طالبان الأخرى.
واعتبرت أن الغرض سيكون محاولة تعميق الروابط حتى لا يفقد التأثير (أو إمكانية تحديد ما سيحدث في المستقبل)، فيما ستبقى نشطة أيضًا الخطة المحتملة ب أي خيار الاحتياطي في حالة قيام طالبان بسياسة عدائية أو تفرضها الدول المنافسة لإيران.
وترتبط أولوية الحفاظ على الاستقرار بمحاولة ممارسة النفوذ، فيما سيقود التشكك العام بإيران مخططي طهران إلى عدم الرهان على ما يحدث في أفغانستان. على الرغم من أن خفض مستوى الظروف الأمنية قد يظهر مساحات عمل للإيرانيين والجماعات المسلحة مثل "لواء فاطميون". فيما يتمثل الهدف الآن في الاستقرار.
وقال اتحاد مصدري النفط والغاز والبتروكيميائيات الإيراني إن طهران استأنفت تصدير البنزين وزيت الغاز إلى أفغانستان قبل بضعة أيام، بعد أن تلقت طلبا من حركة طالبان.
وتعيش أفغانستان في وضع اقتصادي مدمر وإمدادات الطاقة هي الحد الأدنى لتوفير ظروف معيشية محتملة للإسكان، لذا يعرض الحكام الجدد في البلاد مطالبهم.
والمصلحة متبادلة مع العقوبات الأمريكية التي تمنع إيران من تصدير العديد من المنتجات ( تحديداً النفط ومشتقاته). وبين مارس 2020 ومارس 2021 أرسلت طهران منتجات بقيمة 367 مليون دولار معظمها من الوقود إلى "قندهار" و"نمروز". فيما يمكن أن تتحسن هذه العلاقات الآن مع الانسحاب الأمريكي من البلاد وعودة طالبان، أيضًا لأن الرئيس الأفغاني «أشرف غني» المرتبط بالولايات المتحدة حاول دائمًا أن يقلص التجارة.