وبحسب ما أوردته صحيفة "العربي الجديد"، فإن زكي توجه إلى روسيا في 22 أغسطس الماضي، للمشاركة في محادثات استمرت ثلاثة أيام، في إطار الاجتماع السابع للجنة العسكرية الفنية بين البلدين. وبينما لم تدل القاهرة بأي تصريحات بشأن الاجتماع، قال وزير الدفاع الروسي «سيرجي سوجو» (Sergej Sojgu) إن مصر شريك استراتيجي مهم في شمال وشرق إفريقيا. وفسرت الصحيفة هذا البيان على أنه محاولة من موسكو لتهدئة مخاوف نظيرتها المصرية في مواجهة الدعم العسكري الروسي لإثيوبيا وكذلك في ملف سد النهضة الإثيوبي الكبير (GERD).
Министр обороны Российской Федерации генерал армии Сергей Шойгу провел переговоры с министром обороны и военной промышленности Арабской Республики Египет генералом-полковником Ахмедом Заки https://t.co/ytkup1YRHN#Минобороны #АрмияРоссии #Шойгу #СергейШойгу #ВТС #РоссияЕгипет pic.twitter.com/97nsFHDoZQ
— Минобороны России (@mod_russia) August 24, 2021
و كشفت مصادر "مطلعة" لـ "العربي الجديد" أن المناقشات تركزت بشكل أساسي على مقاتلات سوخوي 35 الروسية. هذه هي موضوع اتفاقية بقيمة 2 مليار دولار، تم التوصل إليها في 18 مارس 2019 بين مصر وروسيا، والتي تنص على توريد 24 طائرة مقاتلة روسية الصنع من طراز Su-35 مع المعدات ذات الصلة.
نصت الاتفاقية على تسليم الطائرات المقاتلة بين عامي 2020 و 2021، ولكن في وقت مبكر من 23 يوليو 2020، شوهدت أول مجموعة مقاتلة من طراز Su-35 تقلع من مصنع طيران "كومسومولسك نا أموري" (Komsomol’sk-na-Amure) للتوجه إلى المناطق الأوروبية لروسيا، من حيث تنطلق من جديد إلى مصر
في العامين الماضيين، لم تستقبل مصر سوى 5 طائرات، بينما يبدو أن أقل من عشرة طيارين مصريين قد تم تدريبهم لقيادة هذه الطائرات القتالية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان نشرت نسخة منه على حسابها الرسمي على فيسبوك: "أجرى وزير الدفاع الروسي جنرال الجيش سيرجي شويغو محادثات مع وزير الدفاع والصناعة العسكرية بجمهورية مصر العربية العقيد الركن أحمد زكي. خلال الاجتماع الثنائي، ناقش الطرفان التعاون العسكري والفني العسكري. وقال وزير الدفاع الروسي الجنرال سيرغي شويغو مخاطبا نظيره المصري:"عزيزي السيد الوزير، يسعدني أن أرحب بكم في موسكو. نحن نقدر عاليا سعي القيادة المصرية في تطوير العلاقات الشاملة بين بلدينا، بما في ذلك في المجال العسكري. مصر شريك موثوق لنا في شمال إفريقيا والشرق الأوسط."
أما وفقًا لتقارير يومية، كانت موسكو والقاهرة، في البداية، قد قررتا تسريع التسليم ، وإرسال 12 طائرات "سوخوي 35" في عام 2022 و 12 أخرى في عام 2023. هذه أرقام عالية لموسكو، التي يُنظر إلى مبيعاتها من الأسلحة في الخارج بريبة من قبل الولايات المتحدة.
وفي المحادثات التي بدأت في 22 أغسطس، ستطلب مصر بعد ذلك من نظرائها الروس تزويد الدفعة التالية، قيد الإعداد، ببرامج إضافية للتعامل مع الحرب الإلكترونية. وأوضحت المصادر نفسها أن موعد التسليم الجديد قد تأخر بسبب جائحة فيروس كوفيد19 وتقليل ساعات العمل في مصنع Komsomol’sk-na-Amure. ومع ذلك، لا يمكن استبعاد الفرضية القائلة بأن روسيا تتوقع استقرارًا طويل الأمد في العلاقات بين الرئيس المصري، «عبد الفتاح السيسي»، ورئيس البيت الأبيض، «جو بايدن».
حتى مع إدارة «دونالد ترامب»، عارضت واشنطن الاتفاق بين موسكو والقاهرة، وهددت بمعاقبة شراء الطائرات الروسية بعقوبات، وزعمت أن الاتفاقية ستقوض العلاقات الأمريكية مع مصر. هذه الأخيرة بررت رغبتها في الاستحواذ على Sukhoi 35 لشريكه في الولايات المتحدة بالقول إنها تريد حماية أمنها الداخلي والبحري.
وحدث في اجتماعات غير رسمية شهدت توجه وفود مصرية إلى البنتاغون شخصيًا. في موازاة ذلك، وبحسب ما أوردته "العربي الجديد"، فقد اقترحت القاهرة سابقًا على الشريك الأمريكي بيع ما يعادل طائرة سوخوي الروسية، أي مقاتلات F-35 التي تم توريدها بالفعل لإسرائيل، لكن واشنطن لم تكن تقبل العرض.