هل ينطلق لبنان من انفجارات حقيقية تؤدي إلى انفجارات اجتماعية؟ - الإيطالية نيوز

هل ينطلق لبنان من انفجارات حقيقية تؤدي إلى انفجارات اجتماعية؟

 الإيطالية نيوز، الثلاثاء 31 أغسطس 2021 ـ يستمر استياء اللبنانيين في الازدياد في مواجهة الجمود السياسي المستمر والأزمة الاقتصادية والمالية المتصاعدة، والتي أضيفت إليها أزمة الوقود. في غضون ذلك، لقي 4 أشخاص مصرعهم إثر انفجار داخل معمل في "محلة عين السكة"، بالضواحي الجنوبية لبيروت في 30 أغسطس. من ناحية أخرى، سبّب ماس كهربائي حريقا بالقرب من "بشري"، شمال لبنان.


ووقع الانفجار في "برج البراجنة" في معمل انتاج سخانات مياه الشامي. ولم توضح وكالة الأنباء اللبنانية أسباب الحادث، لكن مصادر محلية أخرى أفادت بانفجار صهريج أثناء قيام عمال بعمليات لحام داخل المصنع.


بالإضافة إلى الضحايا، وبحسب بعض المصادر، فإن 3 عمال أجانب وصاحب المصنع، أظهرت مقاطع الفيديو التي جرى بثها على الشبكة سيارات متضررة وحالة هلع بين السكان المحليين، في حين جرى عزل المنطقة من قبل الجيش اللبنانيثم، في ليلة 30 أغسطس، اندلع حادث في شمال لبنان، في منطقة بشري شمال لبنان، داخل محطة خدمة. في هذه الحالة، لم تُسجَّل أي ضحايا.

وتأتي هذه الحوادث بعد نحو أسبوعين من انفجار خزان وقود، يقع في مستودع في "قضاء عكار" (شمال لبنان)، في الـ15 أغسطس فأسفر في عن مقتل نحو 20 شخصًا وإصابة 79 آخرينكما تحدث أحداث مماثلة، حيث تشهد دولة الشرق الأوسط أزمة وقود غير مسبوقة، دفعت العديد من المصانع والشركات إلى تكديس احتياطياتها الأخيرة في المناطق السكنية. وازداد الوضع سوءاً مع قرار البنك المركزي، في 11 أغسطس، بإلغاء الدعم عن واردات الوقود والتحول إلى أسعار السوق، بسبب استنفاد الموارد النقدية بالدولار. وقد كان لذلك عواقب على أسعار الضروريات الأساسية وعلى توفير الخدمات الأساسية، في حين أنه أدى إلى زيادة تواتر حلقات العنف.


وفي هذا الصدد، تحدث موقع "لبنان 24" الإعلامي عن مخاطر "انفجار اجتماعي" يمكن أن يزيد من زعزعة استقرار البلاد. جاء التحذير من مصادر أمنية حذرت من استمرار حالة عدم الاستقرار السياسي و "انفجار اجتماعي" لا مفر منه. لقد جرى التوضيح أن شهر سبتمبر سيكون حاسما في هذا الصدد. الخوف هو أن السكان سيواجهون المزيد من المشاكل، بما في ذلك نقص التدفئة مع اقتراب فصل الشتاء والصعوبات على مستوى المدرسة. ولم تكن التوترات التي حدثت في بعض قرى "صيدا" ومدن لبنانية أخرى، حسبما أعلنت المصادر الأمنية حينها، غير متوقعة ومن المتوقع أن تتكرر مشاهد مماثلة في مناطق أخرى من البلاد.


وتتطرق الإشارة إلى ما حدث في 29 أغسطس في جنوب لبنان، عندما كان سكان بلدة "عنقون"، ذات الأغلبية الشيعية، و"مغدوشة"، وهي بلدة يسكنها مسيحيون في الغالب، أبطال الاشتباكات والتوترات التي أججها نقص الوقود، الأمر الذي أجبر الجيش على التدخل لإعادة الهدوء. تفاقم الوضع بعد أن قدّم أحد سكان "مغدوشة"، الذي أصيب بعد نزاع في محطة وقود، شكوى، ما دفع ضباط الشرطة المحلية إلى بدء التحقيقات في "عنقون". لكن بمجرد وصولهم إلى القرية الشيعية، مُنعت قوات الشرطة من قبل السكان المحليين، الذين أغلقوا الطرق المؤدية بإطارات محترقة واقتحموا منازل البلدة المسيحية المجاورة، ما أدى إلى حالة من الفوضى. وقالت بعض المصادر إن الحوادث الأولى اندلعت قبل عدة أيام، عندما هدد سكان "عنقون" أصحاب محطات الوقود في "مغدوشة" بالسكاكين، ما دفعهم لفتح محطاتهم للحصول على الوقود، خلافًا لقرار السلطات البلدية.


تسلط أحداث من هذا النوع الضوء على حاجة الفاعلين السياسيين اللبنانيين إلى تشكيل حكومة جديدة قادرة على تنفيذ الإجراءات الاقتصادية التي يحتاجها البلد ووقف تنامي عدم الاستقرار الاجتماعي، وهو ما قد يؤدي إلى موجة جديدة من الاحتجاجات على غرار "ثورة أكتوبر"  التي اندلعت في 1 أكتوبر 2019.



 وللخروج من هذه الأزمة التي تضيّق الحبل على عنق لبنان، كلف رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، «نجيب ميقاتي»، في 26 يوليو، بتشكيل هيئة تنفيذية جديدة لبيروت، ومنذ ذلك الحين أجرى محادثات مع رئيس الدولة «ميشال عون»، لم تؤد إلى النتيجة المرجوة حتى الآن. وفي 26 أغسطس، عُقد الاجتماع الثالث عشر بين رئيس الوزراء المكلف والرئيس «عون»، لكن لم يتم الإدلاء بأي تصريحات بعد المحادثات. وذكرت مصادر إعلامية أن «ميقاتي» قدم فريقًا من 24 عضوًا إلى رئيس الجمهورية، لكن الخلافات ظهرت قبل كل شيء فيما يتعلق بوزارات العدل والداخلية والاقتصاد والشؤون الاجتماعية، وكذلك بشأن منصب نائب رئيس الوزراء.