عبد المجيد موميروس: "ما أُهلّ لغير الاختيار الديمقراطي في انتخابات 8 سبتمبر بالمغرب" - الإيطالية نيوز

عبد المجيد موميروس: "ما أُهلّ لغير الاختيار الديمقراطي في انتخابات 8 سبتمبر بالمغرب"

 الكاتب: عبد المجيد موميروس/ المغرب

"إن الانتخابات ليست غاية في حد ذاتها، وإنما هي وسيلة لإقامة مؤسسات ذات مصداقية، تخدم مصالح المواطنين، وتدافع عن قضايا الوطن". مقتطف من خطاب ثورة الملك و الشعب 20 غشت 2021.


تَاللهِ .. فقد أَشْهَرَ العزيزُ الأَزْرَقُ رئيسُ الحكومة المَزْعُوم، قد أَشْهَرَ مِدْيَة المالِ السائل، مُشَوِّهًا بِها جَماليَّة التجربة الدستورية الديمقراطية بالمملكة الشريفة. و عساهُ أَبلغُ تَوصيفٍ لِجرائم الغزوة الانتخابوية التي بالغَ في إرتكابها الباطرون عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار. و بِما أنّي مُصابٌ بِعُسر هَضم أحداث الذومالية الحزبية المُسْتكبرة، إذ يختلط فيها الواقعي بالافتراضي. كل ذلك وفق سخاوة مُبرمَجَة تجعل الذكاء الإصطناعي خادما آليّا مطيعا مهووسا بالتأثير على المسار الديمقراطي لإنتخابات 8 شتنبر، مع الترويج غير الدستوري لغزوة الفساد و الإستبداد الجديدة، و شعارها الشارد: " أنا عزيز حكومة المغرب من سوس .. لاَّغِيسْ أفوسْ أفوسْ". 

إِيْ وَ ربِّي .. إنّها لَقذارة المالِ السهل التي تنكُتُ سَوادَها في قلب الإختيار الديمقراطي الدستوري، كي يصير أسودا مربادا كالكوز مُتَجَخِّيًّا. و إنها العقليات الفاقدة للوازع الوطني الأخلاقي، بمنتهى الإصرار و الترصد تهيمُ عابثة بمصداقية المؤسسات الدستورية المنتخبة. بما أنها الحاضنة الحزبية الناسفة لماهية الاختيار الديمقراطي الذي رسًّخته أحكام الدستور ثابتا من الثوابت التي تستند عليها الأمة المغربية.

فلا تستغربوا! إن الغَزوة الإنتخابوية لِميديَا البِتْرودٍرهَم تريد شرعنة أباطيل المخاتلة السياسوية. إذ أن إرادة المسخ السياسوي قد تجعل الرئيس مَرؤُوساً و المرؤُوسَ رئيساً. ثم قد تجعل التاجر الذومالي "ديمقراطيا اجتماعيا" كبيراً . بينما نحن – ولاد الشعب- صرنا نخاف أن يجعلوا كل معارض لهذه " الملاغة الذومالية" قاعدا مذموماً حسيراً. وقد يغضب عنّا العزيز رئيس الحكومة المزعوم، لأننا - أولا و أخيرا- نرفض بأشد صيغ الرفض، جَعْلَ كفّة الاختيار الديمقراطي الدستوري تميل بالغبن و التدليس نحو سوق البيزنيس السياسوي و السمسرة الذومالية. نعم نرفض -دون تردد- أن نسمع عن مؤشرات قيم الديمقراطية المغربية قد أصبحت رهينة لكُبْريات بُورصات "لاَفِّيرزم بوليتك" المستوطنة داخل المنظومة الحزبية.

وكأن سلاح الميديا الرقمية (وليس الميديا) قد زاغ نحو صناعة " هُولُوغْرام " للعزيز رئيس الحكومة القادم بديكتاتورية "السْبُونسُورينْغ الرقمي" و توزيع ملايير المال الإنتخابوي القذر. و إنما ذي زَرْقَاوَاتُ الذومالية بالسُّحتِ القِيَمي سائِلةٌ، ممّا يجعل حسابات البؤر العالمية المختصة بالتضليل الرقمي و التلاعب الإنتخابوي، تتحول إلى البروفايلات المليونية العابرة للقارات، المُستعملة لتوجيه نتائج الإستحقاقات الإنتخابية المغربية بالغش، عبر رفع نسب المشاهدة و تكثيف المشاركة الصورية لمحتويات التّبشير السياسوي ضمن طقوس قداس "السيراج الشعبوي الرقمي". و ذلك من أجل أن إزاحة مفهوم الديمقراطية التمثيلية نحو  #هاشتاغ: "زيد سيري سُباط العزيز الذومالي رئيس الحكومة المبشر به رقميا".

و لأن الشيء بالشيء يُذكر، و لأن الخطب اللاديمقراطي الجلل قد دُبِّر منذ بضع سنين. هكذا بالفلاشْ باكْ قد تَذكرت ذاك الفقير لخصال الحيادية والموضوعية، حين جلس مريداً سامعاً مطيعاً في حضرة مولانا التاجر الذومالي. و كان أن تعمد ذاك الفقير لغير الله، و أدمج تاريخ العزيز ضمن متون تاريخ المقاومة المغربية المعروف. كما تجاهل تاريخ الحياة السياسية المغربية، و تغافل عن بسط نشأة حزب التجمع الوطني للأحرار بالمغرب. بل .. قد كان و خَرَّ مبتسماً، كأن لسان حاله يقول: " و الله حْتَا زواج المال و السلطة أحَلُّ من زواج البارت تايم .. و الله حتى الأساتذة ديال تاريخ الفكر السياسي كانوا غالطين .. في الحقيقة أنا الفقير لغير الله، خاصني نراجع كل البحوث الجامعية اللي درت و المقالات اللي كتبتها حيث كنت غافل عن نعيم إكراميات العزيز الباطرون".

و قد تذكرت أيضا، ذاك الأخرُ المُتَحوّر من قفص الاتهام. بما أنه لا يليق بمَقام مُحاوري التاجر الذومالي و الزعيم الديمقراطي الإجتماعي المزعوم. لذا كان أن تماطل هذا "القاضي حاجة لِرَاسُو" عن تشغيل آلة الرقن الضبطي من فرط الإحساس بالرضوان التام في حضرة العزيز رئيس الحكومة المزعوم. ثم بعد أن انبسطت أساريره تَزَلُّفًا لِصاحب الإكرامِيّة، صار يتمسّح بأهذاب الذومالية كي يشتم عطر الزعيم الحُرّ الباذخ الثمن.

إِينَعَم .. إنما ذي سرديات رواية " أنا العزيز.. زعيمكم الحميم" تَدُكُّ طلاسم " زرقاء الحَمَامَة "، و تُرهقُ عَرَّافة الجداول الانتخابوية المشبوهة بالمال السائل و ما أُهلَّ به لغير الإختيار الديمقراطي. و نحن لم - و لن- نتزحزح عن مقاومة هذه الكامْبرادورا اللاَّ ديمقراطية دُونَ بريَّة و بْلاَ تليفون، إنما بالجذوة الوطنية القانونية العالية. و ذلك حَتَّى نضبِطُهُم في حالة تلبس بممارسة رذيلة قرصنة الإختيار الديمقراطي الدستوري. فَها..أنا..ذا أحيطكم علماً بحبْكَةِ الزَّرْقَلافْ السحرية و تَمائِمِها الرقمية و بروفايْلاتِها الوهمية المنضوية تحت لواء أطروحة الهزال الذومالي " فَعَلَتْها زرقاءُ الحمامة .. ذا العزيز رئيس حكومة المغرب". 

و لأن المناسبة شرط، فليسمح لنا معالي رئيس الحكومة المبَشَّر بِهِ رَقْمِيًّا، أن نشاركه أسئلة تيار ولاد الشعب التي هي أسئلة تطرحها كل مواطنة وطنية غيورة، و يطرحها كل مواطن وطني غيور على شرف التجربة الديمقراطية المغربية، و أول المُساءَلة : أين الثروة أيها العزيز ؟!

ذلك لأن أوضاع شباب المغرب المنسي باتت تبعث على الخوف من الكفر بأجندة الإصلاح الديمقراطي التنموي. و أيضا لأننا نعلن رفضنا التام لاستمرار نخب حزبية بارعة في التحريف و التبخيس و التمييع و التدليس. بما أننا ندين تخاذل حكومة الإخوان و الذوماليين عن إعطاء الأولية للشباب المنسي في برامجها الحكومية السابقة. إذ أن لنا جادة قوية تفرض الانطلاق من إرادة التصويب المنسجم مع الحق في اعتماد النهج الدستوري لتنزيل البديل الاقتصادي الجديد القادر على إحقاق العدالة الاجتماعية و العدالة المجالية و كذا العدالة الإنتخابية.

أيضاً، نُسائلكم -السيد رئيس الحكومة المزعوم- عن النموذج الثتقيفي القمين بتطوير برمجيات العقل المؤسساتي التضامني للباطرونا المغربية؟!. و هل يستطيع العزيز رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار تغيير عقلية "الذومالي" نحو تيمة " المستثمر الوطني المواطن ". دون أن يلتف على شروط الفعل الديمقراطي الرفيع ، و دون أن يترك "ولاد الشعب" تحت رحمة سياسات المؤسسات المالية الدولية المانحة للقروض المُنْهِكة. في حين تكتفي هذه العقليات الذومالية المستكبرة بمراكمة الربح السهل و الإستزادة من شغف المشاريع الاستهلاكية و عوائدها النقدية الضخمة. مُتَهربة بذلك من واجبات المواطنة الدستورية و متخاذلة عن الإضطلاع بمسؤولياتها الوطنية. بل إنها عقليات جيوب عرقلة إحقاق الأولويات المتجسدة في تأمين الإختيار الديمقراطي بضمان المساواة و العدالة الاجتماعية و الصعود بمكارم الاقتصادي الوطني؟!

نعم .. و هل يستطيع زعيم حزب التجمع الوطني للأحرار القطع مع هذه البدعة الإنتخابوية الذومالية ذات القناع الإحساني المضلل. و ذلك وفق المنطق السياسي السليم الذي يؤطر الصراع عوض تَعويمِه و إعادة تحويره. لأن البديل الاقتصادي التضامني الجديد  ينطلق من إحترام شروط التنافس الديمقراطي الشريف، بما هو صراع يتناسق و حركية التاريخ و العقل و المجتمع، كي يرسم بدقة الفوارق الفئوية و حتى تتضح مظالم الخريطة الاجتماعية. و هكذا يضمحل التناحر العبثي لشرائحها المؤدي لفوضى غير معلومة العواقب؟!.

ثم .. لماذا لم يكشف لنا حضرة العزيز الباطرون المُبجل عن الجواب التثقيفي ؟! و الذي وجب أن يولي الاهتمام لثقافة الذوق و حس التمدن البديع لدى العنصر البشري لترتيب ارتقائه الحضاري المنشود، كجزء من كل داخل بناء مؤسساتي وطني ديمقراطي متماسك. تماما، ليُسايِر التطور الكوني المرقوم من خلال الدمج الفعال لمستجدات العلوم الإنسانية و التكنولوجيا المتطورة في مفاصل التكوين المقاولاتي بشكل يجعل من الفعل الاقتصادي النبيل محركاً واعياً بوظيفته التاريخية؟!

و في انتظار إنقاذ مصير الإختيار الديمقراطي الدستوري، نؤكد لأقلام غزوة " البِتْرو-زَرْقَلاَفْ"،  أن قلم "ولاد الشعب" ينحاز - أولا و أخيرا- إلى إرادة الصمود و النضال من أجل الديمقراطية الدستورية النقية من قاذورات المال السائل. و لسوف نواصل المسير  بمنتهى الوطنية الحقة و المواطنة الدستورية، مع اجتراح الأهداف الديمقراطية السامية، إذ أن ذاكرتنا السياسية لَحَيَّة، و أن الحفاظ على عهودنا الدستورية لَشَرفٌ أخلاقي عظيم، و أن مجهودنا الفكري لخلاَّق معطاء متين، و ذا العزم عندنا خُلُقُ قَويمٌ لا يلين.

و هكذا .. جاز لنا الختم ببنات أفكر الفقيد السي عبد الرحيم بوعبيد، رحمه الله، حين قال : " أنتم تعلمون و كلنا يجب أن نعلم، أن الاضطلاع بهذه المهام يتطلب منا الصبر. لأن الأمر ليس سهلاً، كما يتصور البعض، بل يحتاج كفاحنا إلى مزيد من التبصر و بعد النظر، و إلى شعور دائم بأن لنا في هذه البلاد رسالة نريد أن نؤديها على أحسن وجه، و أن نمهد الطريق للأجيال الصاعدة".