بسبب عدم الوفاء بالالتزامات..برلمان ليبيا يستدعي الحكومة للمساءلة - الإيطالية نيوز

بسبب عدم الوفاء بالالتزامات..برلمان ليبيا يستدعي الحكومة للمساءلة


الإيطالية نيوز، الثلاثاء 24 أغسطس 2021 - استدعى مجلس النواب الليبي حكومة الوحدة الوطنية للمساءلة في جلسة تعقد يوم 30 أغسطس. في غضون ذلك، يحاول مبعوث الأمم المتحدة الخاص «يان كوبيس» إنقاذ خارطة الطريق المرتبطة بمسار التحول الديمقراطي في ليبيا.


في هذا الصدد، قال المتحدث باسم البرلمان الليبي، «عبد الله بلحق»، في 22 أغسطس، إنه سيتعين استجواب الحكومة الليبية المؤقتة، بقيادة رئيس الوزراء «عبد الحميد الدبيبة»، في أعقاب السخط المتزايد الذي أعرب عنه بعض النواب الليبيين، الذين يشكلون جزءا من عمل مجلس النواب. 


وعلى وجه الخصوص، في 18 أغسطس، وقّع 11 نائبا "بيانا" موجَّها إلى رئيس مجلس نواب طبرق، «عقيلة صالح»، يطالبون فيه بسحب الثقة من حكومة الوحدة الوطنية بقيادة «الدبيبة»، بسبب "استمرار إهدارها للمال العام خارج البلاد" و"عدم تنفيذ الالتزامات"، ما يجعل الوضع داخل ليبيا يتدهور باستمرار. في الوقت نفسه، اتهمت السلطة التنفيذية بالتدخل في الشؤون العسكرية وعرقلة جهود اللجنة العسكرية المشتركة 5 + 5. كل هذا، بحسب النواب، زاد من حدة الخلافات بين المواطنين الليبيين، وزرع الكراهية بينهم.


وفيما يتعلق بالانتخابات القادمة، جرى تسجيل 2.83 مليون ناخب ليبي، من إجمالي 7 ملايين نسمة، للمشاركة في الانتخابات المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر، في ظل وجود العديد من الملفات التي لم تُحَل بعد.


 وتشمل عدم إقرار الموازنة الموحدة لعام 2021، ووجود القوات الأجنبية والمرتزقة في البلاد، وغياب قاعدة دستورية لانتخابات ديسمبر، وعدم وجود جهاز عسكري وأمني موحد. هذه قضايا تخاطر بتأخير العملية الانتخابية، ما يهدد مسار التحول الديمقراطي الذي سلكته ليبيا بعد وقف إطلاق النار، الذي جرى التوصل إليه في 23 أكتوبر 2020.


في مواجهة هذا السيناريو، بدأ مبعوث الأمم المتحدة «كوبيس»، رئيس بعثة دعم بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، محادثات مع مختلف الجهات الليبية، بدءًا من 23 أغسطس. وكان من أوائل الشخصيات التي التقى بها رئيس المجلس الرئاسي «محمد المنفي»، الذي جرى معه بحث سبل إجراء الانتخابات في موعدها المحدد، وبعض القضايا الأمنية، بما في ذلك التنسيق مع دول الجوار. من جهته، قال المجلس الرئاسي إنه ملتزم بالعمل على توحيد مؤسسات الدولة وإرساء أسس المصالحة الوطنية، بهدف تحقيق الاستقرار الدائم.


ثم التقى «كوبيس» بوزيرة الخارجية «نجلاء المنقوش» التي تحدث معها عن الانتخابات وتوحيد مؤسسات الدولة، مؤكدا ضرورة دعم الجهود التي تبذلها اللجنة العسكرية المشتركة 5 + 5. هذه اللجنة العسكرية هي هيئة تتألف من مندوبين من كلا الطرفين المتحاربين، والجيش المرتبط بحكومة طرابلس، والمعروفة أيضًا باسم حكومة الوفاق الوطني (GNA) والجيش الوطني الليبي (LNA)، بقيادة اللواء «خليفة حفتر». نقطة أخرى تطرقت إليها الوزيرة الليبية وممثل الأمم المتحدة هي تنظيم مؤتمر دولي تنظمه ليبيا وترأسه بمشاركة الأمم المتحدة والدول المهتمة بالملف الليبي. سيكون الهدف هو الترويج لما يسمى بـ "مبادرة استقرار ليبيا"، التي قدّمها «عبد الحميد الدبيبة» في 23 يونيو الماضي، خلال مؤتمر برلين 2، وتطوير آليات محددة وعملية لتنفيذ ما تم إنشاؤه في مؤتمري برلين 1 و 2 وفي قراري مجلس الأمن 2570 و 2571.


تشهد ليبيا مرحلة انتقالية يتوقع أن تُتوَّج بالانتخابات المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر 2021. ما حدث من قبل في 5 فبراير، بتعيين هيئات تنفيذية جديدة من قبل منتدى الحوار السياسي، ثم 10 مارس، مع شكل تصويت الحكومة المؤقتة على الثقة، لحظة "تاريخية" للدولة الواقعة في شمال إفريقيا، التي كانت منذ 15 فبراير 2011 مسرحًا لأزمة مستمرة وحرب أهلية طويلة. أعطت اتفاقية وقف إطلاق النار، الموقَّعة في جنيف في 23 أكتوبر 2020، في إطار اللجنة العسكرية المشتركة 5 + 5، دفعة جديدة للمسار السياسي.