وقال الاتحاد، بيان نشره على موقعه الإلكتروني الرسمي: "يقف اتحاد الجالية الإسلامية في إيطاليا إلى جانب الحكومة الإيطالية والشركاء الدوليين في محاربة داعش ويعرب عن قربه الشديد من الوزير «دي مايو» بسبب الكلمات التهديدية التي تلقاها عقب القمة التي عقدت في روما."
وأوضح "اتحاد الجالية الإسلامية في إيطاليا" أنه " لا يمكن أن يكون هناك ارتباط بين الدين والإرهاب والإيمان والكراهية، حتى عندما يتم إنشاء هذا الرابط قسراً لإيصال رسالة مختلفة."
بدأ الخبر بالانتشار في إيطاليا اعتبارًا من من اليوم السبت 10 يوليو، عندما أطلق سياسيون مختلفون رسائل تضامن اتجاه الوزير، الذي هاجمته شخصيًا الصحيفة الأسبوعية التي يديرها المكتب الصحفي لتنظيم داعش.
وبحسب وكالة أنباء AdnKronos فإن المقال الذي نشرته "النبأ" جاء فيه: "إن الملف الأثقل والأكثر أهمية على طاولة التحالف الصليبي في روما هو أفريقيا ومنطقة الساحل.
وردا على هذا التهديد، قال وزير الخارجية الإيطالي بأنه "لا يكفي محاربة تنظيم داعش في العراق وسوريا، لكن يجب النظر إلى المناطق الأخرى التي يوجد فيها، بحجة أن التوسع في إفريقيا ومنطقة الساحل يثير القلق وحماية السواحل الأوروبية يعني حماية أوروبا".
ثم تضيف أسبوعية تنظيم داعش: "ليس من قبيل المصادفة أن يلتقي الصليبيون وحلفاؤهم في حرب روما الصليبية ولا شك أن مخاوف روما مبررة، لأنها لا تزال على قائمة الأهداف الرئيسية للمجاهدين. مجاهدو داعش ما زالوا ينتظرون الوفاء بوعد الله تعالى عليهم: هذه هي دابق، هذه هي الغوطة، هذه هي القدس وتلك هي روما وسنفتتحها من دون وعود كاذبة". يشير المقال إلى بلدة دابق في شمال سوريا، والتي تبعد 10 كم فقط عن الحدود التركية. هي مدينة لا تتمتع بأهمية استراتيجية أو كثافة سكانية يعتمد عليها التنظيم (وفقا لإحصاء سكاني أجرى في سنة 2004، كان عدد السكان 3000 نسمة)، لكنها تمثل قيمة رمزية كبيرة لا يمكن إغفالها. فمدينة دابق مشهورة في نبؤات إسلامية هامة بأنها ستكون ساحة معركة نهاية العالم بين المسلمين وأعداءهم الروم. ويعتقد أن النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، قال "لا تقوم الساعة حتى ينتصر المسلمون على الروم في معركة تكون في دابق أو الأعماق"، وكلتاهما على الحدود السورية التركية، وذلك في طريقهم لفتح القسطنطينية (مدينة اسطنبول).. من ناحية أخرى، تُعرف الغوطة بأنها "مكان التقاء المسلمين في زمن الحرب".
التضامن مع الوزير «دي مايو»
جاء التضامن مع الوزير «دي مايو» من العديد من السياسيين، من الحكومة وليس، بما في ذلك رئيس الوزراء نفسه، «ماريو دراغي» (Mario Draghi)، الذي شدد على أن "المؤتمر المناهض لداعش الذي ترأسه كان ناجحًا". من بين أمور أخرى، حدد وزير الإدارة العامة، «ريناتو برونيتا» (Renato Brunetta)، في مذكرة: "لقد مرت سنوات على أن أحد وزراء خارجيتنا لم يتلق تهديدات صريحة. لا يطاق اليوم أكثر من أي وقت مضى: إيطاليا «ماريو دراغي» قوية في هويتها الوطنية، تفخر بمكانتها في قلب الحضارة الغربية والأوروبية والأطلسية، عدوة كل الأصولية، حازمة في مكافحة توسع الإرهاب الإسلامي في شمال إفريقيا وفي دول جنوب الصحراء، لحماية أوروبا بأكملها، وقبل كل شيء، بلدنا، من الدخول الطبيعي للإرهاب الجهادي".
تأتي التهديدات من تنظيم داعش بعد أن استضافت إيطاليا في روما بالاشتراك مع الولايات المتحدة، يوم الاثنين 28 يونيو، الاجتماع الوزاري العام للتحالف العالمي ضد داعش. يتكون هذا الائتلاف من 83 دولة عضو وحضر أكثر من نصفهم إلى الاجتماع بعد أكثر من عامين من الاجتماع الأخير بشكل كامل. وفقًا جرى علمه من الخارجية الإيطالية (فارْنيسينا)، فإن تعيين 2021، الذي تم تنظيمه في العاصمة الإيطالية، يمثل اعترافًا بجهود روما في مكافحة الجماعة الإرهابية، في المجالين العسكري والمدني.
يهدف المؤتمر الوزاري إلى إعادة التأكيد على تماسك التحالف في ضمان هزيمة دائمة لداعش، وإعادة تأكيد الالتزام بتحقيق الاستقرار في المناطق المحررة في سوريا والعراق وتعزيز التعاون في مجموعات العمل المواضيعية. حدث إعطاء مساحة واسعة للنقاش حول استراتيجيات مواجهة تهديد المنظمات التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في إفريقيا، لا سيما في منطقة الساحل. وفي هذا الصدد، أعلن وزير الخارجية الإيطالي، «لويجي دي مايو»، أن العالم يجب ألا يتخلى عن حذره ضد مسلحي داعش، خاصة في القارة الأفريقية.
أخيرا، في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الأمريكي «أنتوني بلينكين» (Antony Blinken)، اقترح «دي مايو» إنشاء مجموعة عمل دولية لتحديد ووقف التهديد الإرهابي المرتبط بالدولة الإسلامية في إفريقيا.