فرنسا: الاستشهاد بآيات قرآنية تتسبب في فصل إمامين من العمل بتهمة "الإضرار بالمساواة بين الجنسين" - الإيطالية نيوز

فرنسا: الاستشهاد بآيات قرآنية تتسبب في فصل إمامين من العمل بتهمة "الإضرار بالمساواة بين الجنسين"

الإيطالية نيوز، الأحد 25 يوليو 2021 - قامت وزارة الداخلية الفرنسية، بناء على أمر من وزير الداخلية، «جيرالد دارمانين»، بفصل إمامين من عملهما بسبب الاستشهاد بآيات قرآنية موجهة إلى نساء النبي محمد عليه السلام من سورة الأحزاب، حسب الوزير، "غير مقبولة ولا تتوافق مع قيم الجمهورية".


ووفقا لما ذكرته صحيفة "لوفيغارو"، اتهمت السلطات الأمنية الفرنسية الإمامين بالاستشهاد بآيات قرآنية في خطبة عيد الأصحى "تضر بالمساواة بين الجنسين"، ما دفع «دارمانين» في الأيام الأخيرة إلى دعوة رئيسي مجلسي مسجد "التقوى"، في سان شاموند (لوار) ومسجد "النور"، في جينيفلييه (هوت دو سين)، وطلب منهما إعفاء الإمامين المعنيين من الخطابة. بالنسبة لأمام المسجد الأول، من المحتمل أن قرار الفصل مصحوبا بعدم تجديد تصريح الإقامة، وبالتالي يكون جاهزا للترحيل، بينما اتخذت الإجراء ات نفسها ضد الإمام الثاني، الذي يؤمّ المصلين ويخطب فيهم في مسجد  منطقة "غوبي" لأنه استثنى النساء من الصلاة منذ بداية الجائحة بدعوى أن لهن الأجر أكثر أداء الصلوات في المنزل مقارنة مع الحضور إلى المسجد في هذه الأوقات الصعبة.

من جانبه، كتب وزير الداخلية الفرنسية : "نحن نحارب بلا هوادة من يستهزئون بقواعد الجمهورية وقيمها". وأكد إنهاء مهام الإمامين بناء على طلبه بسبب الخطب التي وصفها بـ"غير المقبولة".


وفي مقابلة عقب هذه الخطبة، والتي تم نقلها على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، دافع إمام مسجد "سان شموند"، «محمدي حمادة» (Mmadi Ahamada)، من أصل جمهورية الكونغو الديمقراطية: "  عن نفسه ضد أي نية متحيزة ضد المرأة، فقال: "للذهاب إلى الجنة، يجب على المرأة احترام حق الله، والشيء نفسه بالنسبة للرجال. لكل فرد حقوقه اتجاه الآخرين. نحن متساوون. لا يتعين على بناتنا البقاء في المنزل. يذهبن إلى المدرسة ويصبحن طبيبات، أو مهندسات أو قائدات طائرات."


وأعرب «محمدي حمادة» عن أسفه لإمكانية إساءة تفسير كلماته. "من بين خمس صفحات من الكلام، من العار أن نتذكر جملة واحدة فقط. خاصة وأنني أركز على التحدث باللغة الفرنسية حتى يفهمها الجميع. لكن إذا أراد الناس تشويه ما أقوله، فلا يمكنني إيقافهم."

وفي رسالة بعث بها في 13 يونيو إلى محافظ "هوت دو سين"، قال الوزير إنه أُبلغ بمحتوى الخطبة التي ألقاها  إمام مسجد "النور"، في جينيفلييه، يوم 4 يونيو، التي عاتب فيها النساء  اللواتي يشاركن على شبكات التواصل الاجتماعي دروس مكياج أو أزياء تبرز شكل أجسادهن، أو تقديم العمل اليومي اللواتي يقمن به في بيوتهن، وهو الفعل الذي، حسب الإمام، يريدن به عرض أجسادهن وإظهار مفاتهن بطريقة تتعارض مع الاحتشام وتعاليم شريعة الديانات السماوية، من بينها طبعا الإسلام.


وفي بيان رسمي، أدانت رئيسة مديرية الأمن في إقليم "لوار"، «كاثرين سيغين» (Selon Catherine) خطبة إمام مسجد "النور"، التي ألقاها صباح يوم عيد الأضحى. وقالت «كاثرين سيغين»: "يتحدث الإمام في الخطبة أحيانا بلغة صالحة للزراعة، وأحيانًا بالفرنسية، أمام عدة مئات من الرجال المجتمعين في الهواء الطلق في ذلك اليوم، ويطلب أيضًا من النساء عدم الاستسلام للفساد والرذيلة". يقول لهن: إبقين في بيوتكن، ولا تتفاخرن بأسلوب النساء قبل الإسلام واخفتن أصواتكن عند الحديث. كما قال لهن: "إن النساء اللوتي ترغبن في دخول الجنة يجب أن يطعن أزواجهن(...) كحق من حقوق طاعة الله."