القاعدة الجديدة التي تحمل إسم "3 يوليو"، سيفتتحها الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» يوم السبت 3 يوليو. كما دعا إلى الحفل رئيس المجلس الرئاسي الليبي المؤقت «محمد المنفي»، ورئيس مجلس النواب الليبي «عقيلة صالح»، وقائد الجيش الوطني الليبي «خليفة حفتر». ومع ذلك، لم تؤكد القنوات الرسمية وجودهم حتى الآن.
جرى تعريف القاعدة الجوية والبحرية على أنها الأكبر لمصر على سواحل البحر الأبيض المتوسط. وتقع في منطقة "القرقوب"، شمال غرب مصر، على بعد 250 كيلومترًا من الحدود مع ليبيا، وستلعب دور "قاعدة الإطلاق". الهدف النهائي هو حماية الأراضي المصرية وسيادة الأمة على "الاتجاهات الشمالية والغربية الاستراتيجية". بالإضافة إلى ذلك، ستستضيف هذه القاعدة تدريبات "قادر 2021".
ووفقًا لما حدده المتحدث باسم الجيش المصري، فإن بناء قاعدة "3 يوليو" هو جزء من خطة تطوير أوسع تنفذها البحرية المصرية. الهدف الأخر من إنشائها هو توفير الدعم اللوجستي للقوات العاملة في منطقة البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، التي تواجه تحديات وتهديدات مختلفة. وبهذه الطريقة على الأقل، تهدف القاهرة إلى حماية مصالحها الاقتصادية وتأمين طرق النقل البحري الدولي، بما في ذلك في شرق وجنوب شرق البحر الأبيض المتوسط.
وبحسب صحيفة "المونيتور" نقلا عن خبراء عسكريين، فإن القاعدة ستكون جزءًا من الأسطول الشمالي المصري الذي يشرف على ساحل البحر الأبيض المتوسط في البلاد. كما حدد اللواء البحري المصري المتقاعد «محمد متولي»، فهذه منطقة مليئة بالمزالق، خاصة في ظل التطورات في ليبيا المجاورة، لكن الأسطول المصري مجهز جيدًا للتعامل معها. ومن المتوقع أن تكون القاعدة الجديدة، بالإضافة إلى كونها مكونة من هياكل تسمح للقوات المصرية بالانتشار الاستراتيجي، مجهزة بمجموعة واسعة من المعدات البحرية، بما في ذلك إحدى حاملتي طائرات الهليكوبتر اللتين حصلت عليهما مصر من فرنسا في عام 2016. بالإضافة إلى غواصة وفرقاطات وبعض الطرادات والقوارب السريعة.
يأتي تدشين قاعدة "3 يوليو" في وقت لا تزال فيه ليبيا، على الرغم من وقف إطلاق النار الموقع في 23 أكتوبر والتقدم السياسي اللاحق، مصدر قلق لمصر. خلال الصراع الليبي، قدمت القاهرة الدعم لرجل طبرق القوي، «خليفة حفتر»، الذي كان يسيطر فعليًا على شرق ليبيا.
وكما يذكر "المونيتور"، أعلن الرئيس «السيسي»، في 20 (يونيو) 2020، أن جيشه مستعد للتدخل في حال تجاوزت قوات طرابلس، بمساعدة أنقرة، "الخط الأحمر" في محيط المنطقة للحدود المصرية. لكن، بعد وقف إطلاق النار، ومع بدء المسار الليبي نحو التحول الديمقراطي، أظهرت مصر نهجًا تقدميًا تجاه طرابلس. ومع ذلك، فإن دور أنقرة المتنامي في المنطقة هو ما يقلق القاهرة، ووفقًا لبعض المحللين، فإن استبعادها من منتدى غاز شرق المتوسط قد يكون له تداعيات.
على أي حال، انخرطت مصر وتركيا، في الأشهر الأخيرة، في عملية تقارب، بعد انقطاع الاتصالات الذي استمر قرابة ثماني سنوات. وعلى الرغم من ذلك، يرى بعض المحللين الذين استشارتهم صحيفة "العرب" أن افتتاح القاعدة الجديدة في القرقوب يمثل وسيلة لمواجهة النفوذ التركي في ليبيا ورفض أنقرة سحب قواتها ومرتزقتها من طرابلس. ويأتي افتتاح القاعدة الجديدة بعد ذلك بمناسبة ذكرى الإطاحة الرسمية بجماعة الإخوان المسلمين في مصر، الأمر الذي من شأنه أن يبعث رسائلا أخرى. أحدها أن أي محاولة لترسيخ وجود الإخوان في ليبيا يمكن أن يقابلها "تحركات مصرية حاسمة". في الوقت نفسه، يبدو أن القاهرة تريد التأكيد على وجودها واهتمامها بما يحدث على الحدود الغربية.
من بين أحدث القواعد العسكرية المصرية، قاعدة "برنيس"، وهي مدينة تقع على البحر الأحمر، شرق مدينة أسوان الجنوبية، على الحدود مع السودان، والتي تم افتتاحها في 15 يناير 2020. وتبلغ مساحة هذه القاعدة 150 ألف فدان، وتضم بداخلها مناطق بحرية وجوية، وسلسلة من الوحدات القتالية والإدارية، ومطار، ومخابئ وحظائر للطائرات العسكرية وصيانتها، ومستشفى عسكري. القسم البحري لهذه القاعدة قادر على استيعاب السفن ذات السعة الكبيرة، بما في ذلك الفرقاطات وحاملات الطائرات والغواصات.