الجزائر تستدعي سفيرها لدى المغرب بسبب الخلاف حول الصحراء الغربية ومنطقة "القبايل" - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

الأحد، 18 يوليو 2021

الجزائر تستدعي سفيرها لدى المغرب بسبب الخلاف حول الصحراء الغربية ومنطقة "القبايل"

 الإيطالية نيوز، الأحد 18 يوليو 2021 - استدعت وزارة الخارجية الجزائرية سفيرها لدى المغرب اليوم الأحد وألمحت إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات في أحدث تصعيد للتوتر بين الجارين في شمال إفريقيا بشأن إقليم الصحراء الغربية المتنازع عليه مقابل إقليم القبايل الذي يطالب بتقرير مصيره، وبالتالي الانفصال عن الجزائر، تماما كما كان يخطط له قادة إقليم كتالونيا الإسباني.


وقالت الوزارة إن هذه الخطوة مرتبطة بتعليقات من مبعوث المغرب لدى الأمم المتحدة، «عمر هلال»، بشأن "منطقة القبايل" الجزائرية، بعد أن دفع المبعوث المنطقة إلى الخلاف المستمر منذ عقود بشأن الصحراء الغربية، والتي يطالب بها المغرب وتتمسك بها جبهة البوليساريو الإنفصالية، المدعومة علنا من الجزائر.

وكان المبعوث المغربي قد دعا في اجتماع لحركة عدم الانحياز إلى "حق تقرير المصير لشعوب منطقة القبائل" في إشارة إلى الأقلية الجزائرية الناطقة بالأمازيغية. وكان قد اقترح على الجزائر ألا تنكر ذلك بينما تدعم حق تقرير المصير للسكان المغاربة المعمرين  للصحراء الغربية المغربية.


تقاتل جبهة البوليساريو من أجل استقلال الصحراء الغربية، وهي مستعمرة إسبانية حتى منتصف السبعينيات من القرن الماضي محتلة ويديرها المغرب إلى حد كبير، خاصة بعد استرجاعها من خلال تنظيم المسيرة الخضراء سنة 1975.


وجرى إغلاق الحدود البرية بين الجزائر والمغرب منذ أوائل التسعينيات بسبب الأمن، ما أدى إلى تفاقم الخلافات بين الجزائر العاصمة والرباط اللتين ساءت العلاقات بينهما بسبب النزاع.


وكان وزير الخارجية الجزائري الجديد، «رمطان لعمامرة»، قد تطرق في كلمته، خلال المناقشة الوزارية العامة في اجتماع حركة عدم الانحياز، الذي عُقد بشكل افتراضي يومي 13 و 14 يوليوز، لموضوع قضية الصحراء المغربية خلال "أول تصريح له في محفل دولي، منذ تعيينه مؤخرا" مهاجما بذلك المغرب ومدافعا عن حق جبهة البوليساريو في تقرير مصيرها واسترجاع أراضيها المزعومة، التي وصفها بأنها "مستعمرة. هذا التصريح جعل  السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، «عمر هلال»، يلح على الرد بالتفصيل، على كافة الادعاءات الجزائرية بشأن قضية الصحراء المغربية.


وكان السفير المغربي في الأمم المتحدة، عمر هلال،  قد دعا خلال اجتماع دول عدم الانحياز يومي 13 و14 يوليو الجاري، إلى "استقلال شعب القبائل" في الجزائر، وفق ما نقلته "وكالة المغرب العربي" للأنباء الحكومية.


واعتبرت الجزائر تصريح السفير المغربي تصعيدا خطيرا. ويرى الإعلامي والمحلل السياسي الجزائري، «حكيم بوغرارة»، في حديث مع موقع "الحرة"، أن "التصعيد المغربي، المرفق بخريطة الجزائر  مبتورة من منطقة القبائل يدخل في سياق الرد على دعم الجزائر للقضية الصحراوية في المحافل الدولية، وخاصة بعد ما حدث في قضية ترحيل الرئيس الصحراوي وزعيم جبهة البوليساريو إلى إسبانيا لتلقي العلاج وعودته للجزائر".


في المقابل، ترى المحللة السياسية المغربية، «شريفة لومير» أن رد السفير المغربي على إعلان وزير الخارجية الجزائري دعم حق تقرير مصير سكان الصحراء المغربية جاء "في محله".


وتضيف لموقع "الحرة"  أن حق تقرير المصير هو مبدأ لا يتجزأ و"رفض الجزائر للمذكرة الرسمية التي قدمها المغرب خلال المناقشة الوزارية العامة في اجتماع حركة عدم الانحياز  هو تعبير واضح عن ازدواجية الخطاب التي تتعامل بها الجزائر، فهي داعمة لجبهة البوليساريو لكنها ترفض إبداء المغرب لموقفه الداعم لاستقلال منطقة القبايل".


وكانت السلطات الجزائرية، صنفت قبل أشهر من الانتخابات، المنظمة الانفصالية "حركة استقلال منطقة القبائل" على قائمة "المنظمات الإرهابية" في إجراء أمني جديد.


وتتخذ الحركة من باريس مقرا لها، علما أن نشاطها محظور تماما في الجزائر. وتأسست في أعقاب ما يعرف بـ"الربيع الأمازيغي" سنة 2001، وتتهمها السلطة الجزائرية بأنها "حركة انفصالية" وعنصرية ضد العرب، بحسب وكالة "فرنس برس".


وفي أبريل اتهمت وزارة الدفاع الجزائرية حركة استقلال منطقة القبائل بالتخطيط لتفجيرات على أرض الجزائر تستهدف مسيرات الحراك.


وقالت الجزائر، في بيان أصدرته خارجيتها يوم 16 يوليو، أنها تنتظر توضيحا رسميا مغربيا ونهائيا بشأن "هذا الحادث بالغ الخطورة".


ويضيف بيان الخارجية الجزائرية "إن هذا التصريح الدبلوماسي المغربي المجازف وغير المسؤول والمناور، يعد جزءا من محاولة قصيرة النظر واختزالية وغير مجدية تهدف إلى خلق خلط مشين بين مسألة تصفية استعمار معترف بها على هذا النحو من قبل المجتمع الدولي وبين ما هو مؤامرة تحاك ضد وحدة الأمة الجزائرية".

ويتوقع «محمد علي ربيج»، أستاذ العلوم السياسية بالجزائر، أن تحدث الخطوة المغربية شرخا في العلاقات العربية العربية والعلاقات المغاربية من خلال ادعاء أن منطقة في الجزائر تطالب بالانفصال،  وهذا لا يوجد له أثر، لا من ناحية التاريخية ولا من الناحية السياسية أو حتى من ناحية الواقعية، يضيف المحلل في حديثه للحرة.


لكن الرد المغربي لن يتجاوز الصمت، بحسب ما يعتقد المحلل الجزائري، «بوغرارة»، في حديثه لموقع "الحرة"، مضيفا أن الرباط تعاملت بنفس الأسلوب مع حادث القنصل المغربي قبل أكثر من سنة عندما وصف الجزائر بالدولة المعادية وهو يخاطب مجموعة من المغاربة في محيط قنصلية المغرب بمدينة وهران"، إذ طالبت الجزائر المغرب آنذلك بتوضيح رسمي.


وترى المحللة «لموير» أن دعم المغرب اليوم لمنطقة القبايل التي تصدح فيها أصوات منادية بضرورة الانفصال عن الجزائر وحق تقرير مصيرها هو دعم بديهي إزاء كل ما تعرفه المنطقة من تجاوزات في حق أبنائها".

ولم يصدر حتى الآن أي توضيح رسمي من الخارجية المغربية.


يذكر أن الرباط تقترح حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها للصحراء الغربية، فيما تطالب "البوليساريو" بتنظيم استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تستضيف لاجئين من الإقليم على أراضيها.


واندلعت مؤخرا أزمة دبلوماسية كبيرة بين الرباط ومدريد إثر استقبال الأخيرة زعيم جبهة بوليساريو إبراهيم غالي للعلاج من أثار إصابته بفيروس كورونا، وشهدت إسبانيا تدفق نحو 10 آلاف مهاجر إلى جيب سبتة بعد تخفيف السلطات المغربية رقابتها على الحدود.