ومع ذلك، فإن المهمة التي تنتظر رئيس الدبلوماسيين الإسبان ليست سهلة، لأن الأمر في هذه الحالة والوضع الراهن لا يتعلق بترميم وتعزيز العلاقات المنتهية الصلاحية، بل يتعلق بتنسيقها لإعادة إصدار علاقات أخرى، بناءً على النظام الجيوسياسي المشترك الجديد، مع ديناميكيات مواتية للغاية للمغرب الذي أصبح قوة إقليمية وقارية.
لذا، هل سيتمكن الوزير الجديد «البارس» من تحقيق ذلك؟ إليكم بعض المفاتيح، بالنظر إلى أن الوزير الجديد يبدأ حياته المهنية في خضم أزمة ثقة عميقة، ما يجبر إسبانيا على تغيير موقعها.
تواجه القوى العالمية حاليًا قارة القرن الحادي والعشرين، وتتنافس على مواردها الطبيعية، وعلى سوق هائلة وعلى فرص التأثير التي توفرها. تلتزم الولايات المتحدة وإنجلترا وفرنسا والصين وروسيا اتجاه المغرب باستقراره وأمنه، والتي تربطهم معها تحالفات استراتيجية للتعاون السياسي والاقتصادي والعسكري. لقد جعلت القيادة المغربية منه فاعلًا ومروجًا وقاطرة بحكم الأمر الواقع، ومن ثم فإن الشركات الأوروبية الكبيرة، التي تأسست في المغرب، تقوم بتثبيث أنشطتها على ظهورها، وبالتالي تصل إلى عمق إفريقيا. بالإضافة إلى ذلك، فهي بوابة وضمانة الوصول إلى الموارد الإفريقية حيث تبرز الدولة المغاربية كأول مستثمر في قطاعات مثل البنوك والبناء والاتصالات والفوسفات ومشتقاته ...
تمتنع بعض الشركات الإسبانية، وجزء من المجتمع المدني، عن الاعتراف بالإنجازات الاقتصادية لـ "الجار وصديق الجنوب العظيم"، وبالتالي فهي لا تستفيد من قيمة المزايا التنافسية والاقتصادية والمالية التي يمكن الحصول عليها في حالة وجود منافسة مشتركة أو تعاونية مع المستثمرين المغاربة الذين هم، اليوم، يتعاونوا مع شركات فرنسية أو إنجليزية أو أمريكية أو صينية أو أوكرانية.
أما في حالة تأسيس تحالف إسباني مغربي، سيكون هناك أيضًا تكامل تام بسبب القرب، وفي جميع القطاعات، الأمر الذي يتطلب أن تنتقل العلاقات إلى مستوى آخر للتغلب على المخاوف التي لا أساس لها، حيث أن المغرب لديه بالفعل التكنولوجيا الخاصة به وغيرها، في قطاعات مثل الفضاء أو السيارات أو الاتصالات أو الطاقة.
بالنسبة للوزير «ألباريس»، الذي يعرف طنجة ويعرف العلاقات الفرنسية المغربية كسفير إسباني سابق في باريس، سيتعين عليه الابتعاد عن الكليشيهات ومواجهة إعادة توجيه العلاقات بشجاعة مع احترام مؤسسات "الجار وصديق الجنوب العظيم".
وعلى الرغم من أن العديد من الديمقراطيين الزائفين الإسبان، يشغل بعضهم مقاعد في الكورتيس، على اليسار وفي أقصى اليسار (بوديموس) والصحافة ذات الصلة، اليوم صامتون أمام القمع في كوبا والذين يتجنبون وصف قادتها بـ"الديكتاتورية"، لكنهم يفعلون ذلك بكل وقاحة مع "جار وصديق الجنوب العظيم".