واعتبرت المجلة الإيطالية أن مصر تتطلع هكذا بشكل متزايد إلى ليبيا وعامة إلى أن يكون لها دور في البحر المتوسط.
والقاعدة الجديدة قريبة من ميناء "جرجوب" التجاري ومحطة الضبعة النووية. كما تشمل أرصفة بحرية تصلح لرسو جميع أنواع السفن والقطع البحرية، وتوفر الخدمات اللوجستية للسفن. ومن بين المهام حماية المياه الإقليمية، والشواطئ المصرية، وحركة السفن من وإلى الموانئ المصرية.
وتقع القاعدة بالقرب من ليبيا، فيما يعتقد أن هدفها هو ضمان استعداد مصر لأي صراعات ومخاطر جديدة قد تأتي من الجانب الغربي لحدودها.
وتم توجيه الدعوة لرئيس البرلمان الليبي «عقيلة صالح» وقائد الجيش الليبي «خليفة حفتر» لحضور حفل التنصيب. وقالت مصادر إن الأول رفض الدعوة لأنه في زيارة رسمية لليونان فيما لم يحضر حفتر لأسباب شخصية، بينما لم يتم توجيه الدعوة إلى رئيس الحكومة الليبية «عبد الحميد الدبيبة».
افتتاح القاعدة جاء في ضوء اتفاقيات مبرمة حديثا حول شرق البحر المتوسط وهي منطقة تضم احتياطات واعدة للنفط والغاز. وفي يوليو 2017، افتتحت مصر قاعدة "محمد نجيب" الأكبر في إفريقيا والشرق الأوسط، في مدينة الحمام بمرسى مطروح، إلى جانب قاعدة "سيدي براني" التي تبعد 100 كيلومتر من حدود مصر مع ليبيا. كما افتتح «السيسي»، في يناير العام الماضي، قاعدة "برنيس" العسكرية البحرية الأكبر في البحر الأحمر.
من جهته، أكد «سمير راغب»، الخبير العسكري والإستراتيجي المصري، لـ"فورميكي" أن افتتاح القاعدة يمثل جزء من استراتيجية القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية لتنفيذ استراتيجية عالمية لتطوير وتحديث أفرعها وفي الصدارة البحرية ودعم قدراتها لمواجهة التحديات الحالية بالمنطقة.
وقال راغب إن قاعدة 3 يوليو تمثل الحدود الغربية للقواعد البحرية وهي الأقرب إلى الحدود الغربية لمصر. وتستضيف الفرقاطة الفرنسية فريم تحيا_مصر، والفرقاطة الشبحية "جوويند 2500"، والفرقاطتين من طراز "فريم بيرغاميني" الايطالية "الجلالة وبرنيس"، والغواصات الألمانية مثل الغواصات الألمانية 209/1400، و قاذفة صواريخ وعدد آخر من السفن الحربية والبرية والقوارب الخفيفة.
من جانبه، اعتبر المحلل والباحث المصري «أبو بكر الديب» أن هدف القاعدة الأساسي هو حماية الأمن القومي المصري في الشمال والغرب ودعم أمن واستقرار ليبيا.
وأضاف لـ"فورميكي" أن الأمن القومي المصري مرتبط للغاية بشكل مباشر بليبيا حيث تعمل مصر على تعزيز وجودها العسكري في الشمال الغربي لمواجهة الإرهاب ومنع تسلل المرتزقة والإرهابيين إلى البلاد والحفاظ على السلامة البحرية باستخدام المجموعات القتالية من الوحدات السطحية والغواصات.
وشدد على أن مصر تدعم الحل السياسي للأزمة الليبية، مشيراً إلى أن حضور المنفي في الافتتاح يكشف عن أهمية ليبيا للقاهرة، فيما ستستخدم القاعدة لمكافحة التهريب والهجرة غير الشرعية وستساهم في تأمين قناة السويس.
أما اللواء المصري السابق «محمد الشهاوي» فقد أوضح أن القاعدة البحرية تتطلع لتصبح من بين الأهم في العالم حيث أنها ستستضيف جميع أنواع السفن الحربية وستضطلع بتطوير النظام المتكامل للقواعد العسكرية للبحرية المصرية وينبغي عليها الدفاع عن الحدود الشمالية للبلاد.
وأشار لـ"فورميكي" إلى أن القاعدة تستضيف كل الأسلحة والمعدات الحديثة التي تشتريها مصر كما ستكون موقعًا للتدريبات العسكرية المشتركة القادمة مع الدول الأخرى، معتبراً أن وجود «المنفي» في حفل التنصيب يكشف طبيعة الاهتمام بليبيا لأن الأمن الليبي مرتبط بشدة بالأمن المصري.