إيطاليا، تنظيم "بطولة رياضية" مع "نصب تذكاري" على روح اللاعب الإثيوبي «سيد فيزين» المنتحر بسبب العنصرية - الإيطالية نيوز

إيطاليا، تنظيم "بطولة رياضية" مع "نصب تذكاري" على روح اللاعب الإثيوبي «سيد فيزين» المنتحر بسبب العنصرية

الإيطالية نيوز، الإثنين 7 يونيو 2021 ـ صرح «أنطونيو فرانتشيزي» (Antonio Francese)،مدرب فريق "أتليتيك ڤيتاليكا" (اختصاص كرة القدم المصغرة)، الذي كان يلعب له سيد فيزين، لاعب كرة قدم سابق من أصل إثيوبي، الذي انتحر في بلدة "نوتْشيرا إنْفيرْيوري"، بأنه رفقة أخرين قرروا تنظيم بطولة رياضية ونصب تذكاري مخصص لمن وصفوه بـ"الموهبة ذات القلب الحسّاس".

ويوضح «فرانتشيزي»: "سنفعل ذلك في انسجام مع أسرته التي نريد أن نلتقي بها في الأيام القليلة المقبلة". سيكون شهر سبتمبر هو الوقت المناسب، إلى جانب النصب التذكاري، لإعداد مبادرة تضامن لصالح المشاريع الاجتماعية التي شارك فيها «سيد»ومن بين الأفكار، هناك أيضًا فكرة تسمية ملعبنا الرياضي باسمه، في "سارنو" (Sarno)، الأرض التي لعب فيها مرات عديدة".

وشارك «مانيلو توركواتو»(Manilo Torquato)، عمدة بلدة "نوتشيرا إنفيريوري"، حيث كان يعيش «سيد» مع والديه بالتبني منذ أن في السابعة من عمره، يوم السبت 5 يونيو، في الجنازة مع حشد من رفاقه المواطنين الذين طلبوا منه (من العمدة) أن يجعل ذكرى «سيد» دائما مذكورة وحية. 


يقول «والتر فيزين» (Walter Visin)، الأب بالتبني للاعب كرة القدم السابق «سيد»، لوكالة "أنسا": "ابني لم يضع حدا لحياته لأنه كان ضحية للعنصرية. لقد كان دائمًا محبوبًا، هذا الصباح كانت الكنيسة مكتظة بالشباب والأسر على جنازته". وعن الرسالة التي كتبها الشاب قبل عامين، قال «والتر فيزين»: "لقد كان كان مجرد تنفيس عن همومه، كان غاضبًا من المناخ السائد في إيطاليا. لكن لا علاقة له بانتحاره، فليتوقفوا عن  التكهنات!". وعن أسباب ما حدث "لا أريد أن أتحدث عن قضايا ابني الشخصية. أنا فقط أقول إنه رجل رائع".


ووفقا لما ذكرته صحيفة "فوتبول إيطاليا"، فإن لاعب أكاديمية ميلان السابق «سيد فيزين» (Seid Visin) انتحر الجمعة 4 يونيو تاركا رسالة تكشف عن انتهاكات عنصرية تعرض لها خلال الفترة الأخيرة.

وحسب الصحيفة الإيطالية فإن «فيزين» مولود في إثيوبيا في سبتمبر عام 2000 من أبوين إثيوبيين وقامت عائلة إيطالية بتبنيه في طفولته.


وانضم فيزين إلى أكاديمية ميلان لكرة القدم عام 2014 وبعد عدة مواسم مع "الروسونيري" قرر العودة إلى نادي بينفينتو في الجنوب الإيطالي، قبل أن يتخذ قرارا مفاجئا بالانتقال إلى كرة القدم الخماسية (المصغرة) والعمل نادلا في أحدى المطاعم.


وترك فيزين رسالة مؤثرة ذكر فيها كيف أحبه كل من حوله عندما كان طفلا وكيف تغير كل شيء عندما أصبح بالغا: "أينما تواجدت كنت أشعر بثقل نظرات الناس المتشككة والمتحيزة والمشمئزة والخائفة. أنا لست مهاجرا، لقد تم تبني عندما كنت طفلا، وأتذكر أن الجميع كانوا يحبونني. أينما ذهبت، كان الجميع يتحدثون معي بفرح واحترام وفضول. الآن يبدو أن كل شيء قد انقلب رأسا على عقب".


وأضاف في رسالته الوداعية: "لقد تمكنت من العثور على وظيفة اضطررت إلى تركها لأن الكثير من الناس رفضوا أن أقوم بخدمتهم ووبخوني بحجة أن العديد من الإيطاليين الشباب صاحبي البشرة البيضاء لم يتمكنوا من العثور على وظيفة. شيء ما تغير بداخلي. يبدو الأمر كما لو أنني أخجل من أن أكون رجلا أسودا. كما لو كنت خائفا من اعتباري مهاجرا. يبدو الأمر كما لو كان علي أن أثبت للناس الذين لم يعرفوني أنني مثلهم تماما. إيطالي وأبيض. كنت ألقي نكاتا سيئة عن السود لإظهار أنني مثلهم خوفا من الكراهية".


وختم رسالته بالقول:"لا أريد أن يأسف الناس علي، أريد فقط أن أذكر نفسي بأن المشقة والمعاناة التي واجهتها هي قطرة ماء مقارنة بمحيط المعاناة الذي يعاني منه أولئك الذين يفضلون الموت بدلا من حياة البؤس والجحيم، بعضهم فقدها بالفعل، فقط لتذوق ما نسميه ببساطة الحياة".