الإيطالية نيوز، السبت 12 يونيو 2021 - اتخذت الحكومة الإسبانية، بقيادة «بيدرو سانشيز»، الخطوات الأولى للاستعانة بالولايات المتحدة للقيام بدور الوسيط لحل الأزمة المفتوحة مع المغرب منذ ديسمبر، والتي تفاقمت في أبريل مع استقبال «إبراهيم غالي»، زعيم جبهة البوليساريو، في مستشفى بمدينة لوغرونيو (محافظة سرقسطة، شمال إسبانيا).
أجرت وزيرة الخارجية، «أرانشا غونزاليس لايا»، محادثة هاتفية مع نظيرها الأمريكي، «أنتوني بلينكين»، يوم الجمعة 11 يونيو، ذكّرته بأن القرار الذي اتخذه الرئيس الجمهوري السابق، «دونالد ترامب»، كان له عواقب على إسبانيا، ما تسبب في أزمة مع الجار المغرب.
ثم طلبت من «بلينكين» أن يساعد الإدارة الديمقراطية الجديدة، إدارة الرئيس «جو بايدن»، في حل المشكلة التي سببتها الإدارة السابقة، بحسب مصادر مطّلِعة على الصفقة بين الوزيرين.
كانت محادثة الجمعة هي المحادثة الثانية بين «غونزاليس لايا» و«بلينكين» - الأولى في فبراير - منذ أن عينه «بايدن» وزيراً للخارجية.
Pleased to speak today with Spanish Foreign Minister @AranchaGlezLaya to reaffirm the positive and multi-faceted U.S.-Spanish relationship. I look forward to continued close cooperation with Spain.
— Secretary Antony Blinken (@SecBlinken) June 11, 2021
ووفقا لما ذكره موقع "إلـكونفيدينسيال" الإسباني، سيعقد رئيس حكومة المملكة الإسبانية «بيدرو سانشيز» اجتماعا مقتضبا مع «بايدن»، يوم الاثنين 14 يونيو، على هامش قمة الناتو التي ستعقد في بروكسل. وإذا سمحت مدة المحادثة بذلك، فإنه سيصر، بدوره، على أن الولايات المتحدة يجب أن تشارك في حل النزاع الإسباني المغربي. واشنطن وباريس هما العاصمتان اللتان تمارسان التأثير الأكبر على الرباط.
وكتذكير، أجرى وزير الشؤون الخارجية الفرنسي، «جان إيف لودريان»، عدة محادثات هاتفية مع نظيريه المغربي والإسباني منذ 23 مايو.
سيكون يوم الاثنين أول اتصال بين الزعيمين الإسباني والأمريكي لأن «بايدن» لم يتصل بـ«سانشيز» عبر الهاتف منذ وصوله إلى البيت الأبيض في 20 يناير. لكن قدومه إلى أوروبا للمشاركة في قمة الدول السبع جعله يلتقي فقط برؤساء دول أو حكومات المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وأيرلندا، بلد أسلافه.
اعترف «دونالد ترامب» بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية في 10 ديسمبر مقابل إقامة المغرب علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. وكانت الولايات المتحدة أول دولة غربية، والوحيدة حتى الآن، التي اتخذت مثل هذه المبادرة. في اليوم نفسه من شهر ديسمبر، أجلت السلطات المغربية إلى أجل غير مسمى القمة المقررة مع الحكومة الإسبانية، ما أدى إلى إطلاق العنان للأزمة، على الرغم من أن «غونزاليس لايا» استغرقت شهورًا للاعتراف بها.
الرباط تطمح إلى أن تتبع إسبانيا، التي كانت القوة الاستعمارية للصحراء حتى عام 1975، خطى «ترامب» وتجر دول الاتحاد الأوروبي الأخرى. لكن السلطة التنفيذية التي يترأسها «بيدرو سانشيز» لم تغير موقفها بشأن هذا الصراع كما كررته «غونزاليس لايا» يوم الأربعاء 9 يونيو في الكونغرس.
إذا بدأت وساطة إدارة «بايدن» في المواجهة مع المغرب، فستكون هذه هي المرة الثانية التي تلجأ فيها إسبانيا إلى الولايات المتحدة لحل النزاع مع جارتها الجنوبية.
كان الأول في يوليو 2002، بعد قيام "القبعات الخضراء" الإسبانية بإخلاء مشاة البحرية المغربية من جزيرة "بيريجيل"، عندما أمر الرئيس «خوسيه ماريا أثنار» وزيرة خارجيته، «آنا بالاسيو»، بالاتصال بوزير الخارجية، «كولين باول». ثم طور هذا عمل الوساطة الذي أعطى، إلى حد كبير، الرضا للمصالح الإسبانية.
Buena conversación con @SecBlinken compromiso de trabajar juntos para la estabilidad en el Mediterráneo, en Oriente Próximo y America Latina. Cooperación en temas migratorios. Impulso a una ambiciosa visión #NATO2030
— Arancha González (@AranchaGlezLaya) June 11, 2021
🇪🇸🇺🇸 amigos y socios estratégicos @MAECgob @SpainInTheUSA
لقد أكد «بلينكين» على التزام الولايات المتحدة بالهجرة التي تم تطويرها من خلال قنوات منتظمة وآمنة ومنظمة وإنسانية. وتحدثت «غونزاليس لايا» من جانبها عن "تشجيع الهجرة المنظمة والآمنة والنظامية". على الرغم من أنه لم يذكر سبتة، إلا أن كلمات «بلينكن» تُفسَّر على أنها إشارة إلى موجة الهجرة التي اجتاحت المدينة المتمتعة بالحكم الذاتي.
بين 17 و 19 مايو، دخل هناك حوالي 10000 مهاجر مغربي، معظمهم يسبحون، بينهم حوالي 2000 قاصر. بقي منهم حوالي 1500 في المدينة.
كان رد الفعل الأول لوزارة الخارجية الأميركية على هذا الطوفان المهاجر الذي روجته الرباط، في 19 مايو، مخيبا للآمال في نظر الحكومة الإسبانية بسبب تساوي المسافة. صرحت «جالينا بورتر»، المتحدثة باسم الدبلوماسية الأمريكية: "نحن نؤيد عمل كل من إسبانيا والمغرب معًا من أجل التوصل إلى حل". لكن إسبانيا ترى تصريحها يتناقض مع الدعم الذي تلقاه «بيدرو سانشيز» في ذلك الوقت من المؤسسات الأوروبية والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
لم ترفض إدارة «بايدن» قرار «ترامب» بشأن الصحراء الغربية، لكنها تحتفظ ببعض الغموضالذي يخدم، بطبيعة الحال، إسرائيل ويعطي المزيد من الدعم للمملكة المغربية. هذه الأخيرة استضافت واحدة من أكبر المناوارات العسكرية "الأسد الأفريقي 2021"، التي تنفذها جيوش الولايات المتحدة والمغرب وثماني دول أخرى في شمال غرب إفريقيا، شملت لأول مرة أماكن حساسة وساخنة مركزها في طانطان بجنوب المغرب.
شعار المناورات يدمج المغرب والصحراء في نفس البلد ووصل إلى منطقة المحبس. بشأن هذا الاعتراف التاريخي، أقر «نيد برايس» المتحدث باسم وزارة الخارجية يوم الأربعاء الماضي ردا على سؤال حول المغرب ونزاع الصحراء الغربية "(...) هناك تواصل ضئيل للغاية" مع إدارة ترامب. واضاف "(...) نتشاور بشكل خاص مع الاطراف حول افضل طريقة لوقف العنف والتوصل الى تسوية دائمة". وختم دون الخوض في تفاصيل "إنها قضية ناقشناها مباشرة مع نظرائنا في المغرب ونظرائنا في إسبانيا وأماكن أخرى في المنطقة".
"العنف" الذي أشار إليه المتحدث الرسمي هو الحرب المنخفضة الحدة التي يقاتل المغرب وجبهة البوليساريو منذ منتصف نوفمبر على طول الجدار الدفاعي الذي أقامه الجيش المغربي في الثمانينيات في الصحراء لحماية نفسه من توغلات الحركة الصحراوية المسلحة. كان كلا الطرفين المتحاربين يقصفان بعضهما البعض منذ سبعة أشهر، لكن لا توجد هجمات ولا أي تحركات للقوات على الأرض.