مديرة الشؤون الأوروبية بمعهد "أسبن": المفهوم الاستراتيجي لـ"الناتو 2030" - الإيطالية نيوز

مديرة الشؤون الأوروبية بمعهد "أسبن": المفهوم الاستراتيجي لـ"الناتو 2030"

الكاتب: ماسيميليانو بوكّوليني

الإيطالية نيوز، الإثنين 14 يونيو 2021 ـ اعتبرت «مارتا داسّو» (Marta Dassù )، مديرة الشؤون الأوروبية بمعهد "أسبن"، أنه إذا كان حلف شمال الأطلسي (الناتو) في عام 2030 يجب أن يصبح سياسيًا وعالميًا وتكنولوجيًا أكثر، فإن الإطار الاستراتيجي بشكل خاص مهم.


وقالت «داسّو»، التي كتبت لمجلة "فورميكي" الإيطالية، إن روسيا سيتم الاستمرار في اعتبارها التهديد العسكري الرئيسي، لكن التحدي الأكثر حساسية للمفهوم الاستراتيجي الجديد سيكون رسم استراتيجية بشأن الصين.


وأكدت «داسّو»، وهي سياسية إيطالية شغلت منصب نائب وزير الخارجية في حكومة «ماريو مونتي» و حكومة «إنريكو ليتا»، أنه بمشاركة الرئيس الأمريكي «جو بايدن» في قمة الناتو، اليوم، تغلق مرحلة من عدم اليقين في العلاقات عبر الأطلسي، موضحة أنه بالنسبة لبايدن لايزال التحالف السياسي العسكري الذي تأسس عام 1949 يمثل ميزة استراتيجية للولايات المتحدة.


وتابعت أن الرئاسة الأمريكية الديمقراطية اختارت، بعد سنوات لعب فيها الرئيس السابق «دونالد ترامب» ورقة عدم القدرة على التنبؤ، طمأنة الأوروبيين بشأن العضوية الأمريكية الكاملة في الناتو، التي يعتبرها «بايدن» من أولويات المصالح الأمريكية.


ورأت «داسّو» أنه لا يمكن أن يقوم الحلف، حتى يصبح مفيدًا فعلاً، على تراث الماضي الخالص بل الاستجابة لتحديات القرن. وأضافت أنه هكذا تفتح، كما حدث بالفعل في مراحل أخرى من التاريخ الطويل، عملية التكيف، مشيرة إلى أن التحالف سيتبنى مفهومًا استراتيجيًا جديدًا في عام 2022، بالنظر إلى أن المفهوم الساري لعام 2010 عفا عليه الزمن.


وذكرت «داسّو» أن البحث عن التوازن بين ما ينبغي حلف الناتو انقاذة (مهمته الأساسية كأداة دفاعية مشتركة لجانبي المحيط الأطلسي) وما ينبغي أن يتكيف من الناحية التشغيلية، مدرج في شعار الناتو 2030.


ونوهت بأن الغرض هو اطلاق التحالف الأطلسي في العقد المقبل، مع الأخذ في الاعتبار أن صعود الصين يغير الميزان العالمي، والحضور الروسي يمتد حالياً من الجانب الشرقي إلى البحر المتوسط ​​الموسع، وأن التحدي التكنولوجي حاسم وأن هناك مخاطر وتهديدات عابرة للحدود كالإرهاب والتداعيات الأمنية لتغير المناخ.


وأكدت أنها أجندة واسعة لكنها ضرورية، متسائلة عما إذا كانت واشنطن الملتزمة أولاً بدعمها الداخلى و إذا كانت مجموعة من الحلفاء الأوروبيين المنقسمين بشأن المعنى المحدد لما يسمى "الاستقلال الاستراتيجي" للاتحاد الأوروبي سينجحون في الرد بطريقة متماسكة و مقنعة.


وأوضحت أن الأمين العام للحلف «ينس ستولتنبرغ» لخص أعمال التفكير بشأن الناتو 2030، التي عُهد بها جزئياً إلى مجموعة دولية من الخبراء بقيادة توماس دي مازيير وويس ميتشل، في سلسلة من المقترحات التشغيلية المقدمة إلى المجلس الأطلسي، تتضمن توسيع منطقة نشاط الناتو لـ"المقاومة" الداخلية للمجتمعات الديمقراطية، أو ما يطلق عليها "المرونة".


وبحسب «داسّو»، هذا يعني أن يعهد إلى الناتو مهام حماية البنى التحتية الحيوية (في حالة الهجمات الإلكترونية مثلاً) أو مهام الدعم اللوجستي، كما حدث بالفعل في مواجهة وباء كورونا.