الإيطالية نيوز، الخميس 3 يونيو 2021 - على الرغم من أن التوترات مع تركيا تبدو وكأنها تمر بمرحلة من الهدوء النسبي، إلا أن مصر تواصل الاستثمار في الجيش، وعلى وجه الخصوص، القطاعات البحرية. بعد شراء الفرقاطات الإيطالية، تحول تَحوَّل القاهرة الآن إلى المعدات الألمانية الصنع.
النبأ ذكره موقع "الدفاع باكستان" المتخصص في الشؤون العسكرية والحربية، عقب لقاء، في 31 مايو، بين الرئيس المصري، «عبد الفتاح السيسي»، و«بيتر لورسن» (Peter Lurssen)، العضو المنتدب لشركة بناء السفن التي تحمل الاسم نفسه، والمتخصصة في بناء اليخوت الفاخرة والسفن العسكرية. كما حضر الاجتماع قائد البحرية المصرية «أحمد خالد» مع ضباط أخرين، حيث ناقشوا الجهود المبذولة لتحديد مواقع الصناعات البحرية المصرية، وتحسين ترسانة القاهرة، وتدريب الكوادر المتخصصة، من أجل مواكبة أحدث التقنيات المطورة دوليًا.
في هذا الصدد، قالت "الهيأة العامة للاستعلامات"، التابعة مباشرة لـرئاسه الجمهوريه المصرية، أن الاجتماع تناول متابعه جهود الدوله لتوطين الصِّناعات البحريه بكافه جوانبها حيث تمَّ استعراض أوجه تطوير تِرسانات صناعه السُّفن، بالإضافه الى تأهيل و تدريب الكوادر البشريه الوطنيه من الشَّباب العَاملين فى هَذا المَجال، وجرى أيضًا مُناقشة تطوير البنيه التحتيه للمعدات اللازمه لهذه الصناعه الحيويه، بما يُمكِّنها من مُواكبة احدث التِّكنولوجيات العالميه.
الجدير بالذكر أن شركة "لورسن" تصنه نوعًا وحيدًا من الفرقاطات وهي من طراز F125. لذا يُعتقد أن أمر الفرقاطة الثانية التي كانت تنوي مصر صناعتها بجانب 4 ميكو (الخبر كان 4 ميكو + 2 مجهولين) اتضحت الآن.
F125 هي Baden-Wurttemberg class فرقاطة قتالية تمتلكها ألمانيا أيضًا بعدد 3 فرقاطات + واحدة تحت الطلب.
وهي فرقاطة شبحية مميزة ويمكنك اعتبارها مدمرة حيث إنها تمتلك تسليح جبار وتستطيع العمل في البحار لمدة سنتين كاملتين ولكن يعيبها الدفاع الجوي.
يسمح بدن الفرقاطة بإضافة 64 خلية إطلاق صورايخ عمودية حينها يمكن أن نسميها مدمرة رسميًا حيث يمكن أن تتجهز بـ64 خلية إطلاق صورايخ "MICA NG" الجديدة مثلما فعلت مصر مع أختها الميكو.
بعد محادثات 31 مايو، قالت مصادر دبلوماسية مصرية لـوكالة الأنباء الإيطالية، "نوڤا"، إن مشروع التعاون مع الشركة الألمانية يشرف عليه قائد البحرية المصرية، الذي يعتبر من القادة العسكريين الأقرب لـ«لسيسي»، ومن قبل فريق من الضباط والمهندسين المصريين المسؤولين عن زيارة «لورسن» والاتفاق الأوسع.
وفقًا للمصادر نفسها، كان الهدف الأولي للشركة الألمانية هو إنتاج ست فرقاطات جديدة لمصر في حوض بناء السفن في "بريمن"، والتي سيستغرق بناؤها حوالي ثلاث سنوات. العرض، الذي قدم في عام 2020، تم تطويره لاحقًا، بما في ذلك المساعدة في تطوير الصناعات والترسانة البحرية في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا، بالإضافة إلى تدريب القوات المحلية.
بالفعل في عام 2018، أبرمت شركة بناء السفن الألمانية صفقة مع المملكة العربية السعودية، تبلغ قيمتها نحو 130 مليون يورو، والتي، مع ذلك، بسبب حظر الأسلحة المفروض على مملكة آل سعود، لم تُنفَّذ أبدًا. وهكذا، وافقت برلين في 2 نوفمبر 2020 على بيع معدات بحرية لمصر، من بينها 9 زوارق دورية وسفينة دفاع ساحلي، لتعزيز القدرات العسكرية للقاهرة. ولم يخل الاتفاق من الجدل، في ظل مشاركة مصر في التحالف الدولي بقيادة السعودية المنخرط في اليمن إلى جانب القوات الموالية للحكومة. ومع ذلك، وكما أوضح «محمد حجازي»، السفير المصري السابق في ألمانيا، تلعب مصر دورًا رئيسيًا في الحفاظ على أمن واستقرار البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، وكذلك في مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية. وهذه قضايا مهمة لأوروبا، وبالتالي، من شأنها أن تبرر الشراكة بين القاهرة وبرلين.
وعلى وجه الخصوص، تنص الخطة المصرية التي وافقت عليها الشركة الألمانية، بحسب المصادر، على مشاركة أكثر من 200 من الضباط المتخصصين والعاملين المصريين في بناء القوارب، وتقديم المساعدة اللوجستية لجيش القاهرة لإدارة المدمرات والوسائل الحديثة، والاتصالات والتحكم، فضلا عن توريد قطع غيار للسفن والهيكل الجاهز، والتي سيتم تجميعها في الإسكندرية من قبل أعضاء "لورسن".
وبحسب المصادر، فإن تكلفة كل من الفرقاطات الست ما بين 500 و650 مليون يورو، لكن هدف القاهرة، في الواقع، هو تطوير قدرات طويلة المدى تسمح لها ببناء قوارب صغيرة محليًا ومتوسطة الحجم بتكنولوجيا أجنبية، وفي مرحلة لاحقة، المشاركة في توريد الفرقاطات والطرادات إلى دول أخرى.
في الوقت الحالي، تعدّ شركة "Fincantieri" الإيطالية، وهي شركة عامة إيطالية تعمل في قطاع بناء السفن وهي أهم مجموعة بحرية في أوروبا، أكبر شريك لمصر في القطاع البحري، بالنظر إلى العقد المثير للجدل بقيمة 1.1 مليار يورو لبيع فرقاطتين من نوع FREMM ومركبات أخرى، وجميعها مجهزة بأحدث التقنيات. ولكن، ليس من المستبعد، مع ذلك، أن الاتفاقات مع "لورسن" قد تبطئ العقود التي أبرمت مع روما. ومع ذلك، ليست هذه هي المرة الأولى التي تتعاون فيها برلين والقاهرة في القطاع البحري.
يُنظَر إلى العلاقة بين بحرية الإسكندرية والمجموعة الألمانية "ThyssenKrupp" على أنها جزء من هذا الإطار الملتزم ببناء أول فرقاطة خفية متعددة المهام "MEKO-A200" في مصر، وهي الرابعة التي ستحصل عليها القاهرة من نفس النموذج. تم بناء الفرقاطات الثلاث الأخرى في مدينة بريمرهافن بألمانيا. في موازاة ذلك، تعمل شركة ألمانية أخرى على تنفيذ عقد تم توقيعه في سبتمبر 2020 لتزويد مصر بثلاث سفن حربية بحلول عام 2023.
كانت مصر، في 2020، ثاني أكبر متلق للأسلحة الألمانية، بعد المجر، بعقود قيمتها الإجمالية 764 مليون يورو، بانخفاض طفيف مقارنة بـ 801 في العام السابق، 2019. بالإضافة إلى توسيع قواتها البحرية وإقامة قواعد عسكرية في الشمال والشرق، خصصت القاهرة %30 من إنفاقها لاستيراد أنظمة الصواريخ ومعدات الإطلاق، و %10 لأنظمة الرادار والشبح.