وبحسب صحيفة "العربية"، أصابت الطائرات الثلاث الأولى قاعدة بلد الجوية الواقعة في محافظة صلاح الدين، على بعد نحو 80 كيلومترا شمالي بغداد، دون وقوع ضحايا أو أضرار مادية معينة.
وبعد ساعات قليلة سقطت صواريخ أخرى على مجمع فيكتوريا قرب المطار الدولي للعاصمة العراقية. حددت مصادر أمنية وجيش عراقي إطلاق 3 طائرات مسيرة مفخخة في مطار بغداد، أسقطت القوات الأمريكية إحداها. يقال إن هذه هي المرة الأولى التي تضرب فيها طائرات من دون طيار مجمع "فيكتوريا". من ناحية أخرى، كانت بلد قد أصيبت بصواريخ الكاتيوشا. حتى الآن، لم يتم الإعلان عن أي من الهجومين، لكن في كلتا الحالتين، فهما موقعان يستضيفان جنودًا ومقاولين أجانب.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يشهد فيها العراق مثل هذه الأحداث، ومعظمها منسوبة إلى جماعات موالية لإيران، تعارض وجود واشنطن على الأراضي العراقية. في 3 مايو، أُطْلقت ستة صواريخ على قاعدة بلد الجوية العراقية، ما أدى إلى إصابة مقاول أجنبي يعمل لصالح شركة أمريكية. في الهجوم الأول، سقطت ثلاثة صواريخ في مقر "ساليبورت"، وهي شركة تمتلك طائرات إف -16 التي باعتها الولايات المتحدة للعراق. وبعد حوالي 15 دقيقة أُطْلقت ثلاثة صواريخ أخرى بالقرب من القاعدة من دون أن تصيبها. في أعقاب الهجوم، حددت المتحدثة باسم "البنتاغون"، القائدة «جيسيكا ماكنولتي» (Jessica McNulty)، أن بلد ليس لديه قوات أمريكية أو تحالف دولي متمركز، ولكن فقط موظفين في شركات دفاعية أمريكية. في 6 يونيو، جرى إسقاط طائرتين من دون طيار فوق قاعدة عين الأسد في غرب العراق. واستُهدفت المنشأة، التي تضم جنودًا أمريكيين، مرتين الشهر الماضي، يومي 8 و 24 مايو.
منذ بداية عام 2021 وقع أكثر من 39 هجوماً على أهداف أمريكية في الأراضي العراقية. ونُفذت معظم الغارات بقنابل استهدفت قوافل لوجستية ، بينما كانت هجمات أخرى من نوع صواريخ، أعلنت الفصائل الموالية لطهران أن بعضها يهدف إلى الضغط على واشنطن لسحب جميع قواتها.
يبدو أن استخدام الطائرات من دون طيار ضد أهداف أمريكية هو تكتيك جديد نسبيًا، على الرغم من أن الجيش الأمريكي اتهم في السابق الجماعات العراقية الموالية لإيران بمساعدة المتمردين الحوثيين اليمنيين في شن هجمات على المصالح السعودية باستخدام مثل هذه الأجهزة. من جانبها، نفت إيران مزاعم واشنطن.
في الواقع، تعرضت القواعد والمنشآت الأمريكية في العراق لهجمات منذ أكتوبر 2019، ما دفع واشنطن للتهديد بالانتقام من الميليشيات العراقية الموالية لإيران، في إشارة إلى ما يسمى "كتائب حزب الله"، التي يعتقد أنها مسؤولة عن عدة هجمات. وكان الهدف العراقي الآخر الذي استُهدف بشكل متكرر هو المنطقة الخضراء، وهي منطقة محصنة تقع في العاصمة بغداد، وموطن المؤسسات الحكومية والسفارات، بما في ذلك سفارات الولايات المتحدة.
وتشمل قائمة الأهداف التي استهدفها الهجوم أيضا مطار أربيل في كردستان العراق. على وجه الخصوص، في 15 فبراير، سقط هجوم صاروخي بالقرب من قاعدة جوية للتحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد داعش. وتشمل حصيلة القتلى مدنيا ومقاولا أجنبيا توفيا و 6 جرحى على الأقل بينهم جندي أمريكي. وتبنت الهجوم فيما بعد مجموعة تُدعى "سرايا أولياء الدم"، أو "سرايا حراس الدم"، التي أفادت بأن الهدف الحقيقي كان هو الوجود الأمريكي في العراق، وبالتالي اعتبر هجومهم بمثابة شكل من أشكال الانتقام لمقتل القادة الشهداء.
وكثيرا ما أثارت التوترات بين واشنطن وطهران على الأراضي العراقية مخاوف من أن يصبح العراق ساحة معركة بين الخصمين. ووصلت التوترات إلى ذروتها مع مقتل الجنرال المسؤول عن فيلق القدس «قاسم سليماني»، ونائب قائد الحشد الشعبي «أبو مهدي المهندس»، في 3 يناير بعد مداهمة أمر بها القائد السابق للبيت الأبيض «دونالد ترامب» ضد مطار بغداد الدولي.
في غضون ذلك، بدأت الولايات المتحدة في التخفيض التدريجي لقواتها في العراق، حاليا عند 2500 جندي. بالإضافة إلى ذلك، في 7 أبريل، خلال الجولة الأخيرة من الحوار الاستراتيجي، اتفقت بغداد وواشنطن على أن القوات المقاتلة الأمريكية، المنخرطة في القتال ضد تنظيم داعش، ستتخلى عن العراق، بينما ستواصل القوات الأمريكية تقديم المشورة والتدريب.