كندا: العثور على رفات 215 طفلا مدفونين في "سكن مدرسي" تظهر عليهم علامات اعتداء جنسي وجسدي - الإيطالية نيوز

كندا: العثور على رفات 215 طفلا مدفونين في "سكن مدرسي" تظهر عليهم علامات اعتداء جنسي وجسدي

الإيطالية نيوز، الثلاثاء 1 يونيو 2021 - ظهرت حقيقة مأساوية هزت الشعب الأصلي الهندي في جنوب مقاطعة كولومبيا البريطانية (كندا) وجعلته في حالة صدمة. إذ حسب ما ذكرته "Tk'emlúps te Secwépemc" يوم الخميس 27 مايو، أن عملية مسح للأراضي في مدرسة "إقامة كاملوبس للهنود" كشفت نتائجا أولية تظهر رفات 215 طفلا مدفونين في الموقع.


ولكن ليس هذا فقط: غالبًا ما كان الأطفال يتعرضون للاعتداء الجنسي والجسدي، وكثير منهم - كما يتضح من هذا الاكتشاف، حسب ما  أوردته بدورها شبكة CNN - دفعوا حياتهم بـ "ذنبهم" فقط لكونهم مختلفين ثقافيا عن المستعمرين ذو نمط الحياة الغربي الأوروبي.


وقالت صحيفة "دو فورْست نايشن" (الأمة الأولى)، تأكد وجود الرفات في نهاية الأسبوع الماضي بالقرب من مدينة "كاملوبس"، في المنطقة الجنوبية الداخلية لمقاطعة كولومبيا البريطانية.

ظهرت هذه الحقيقة ذات الصلة الإجرامية، وفقا للمصدر نفسه، لتؤكد الظروف القاسية والمروّعة التي عاشها السكان الأصليين للمنطقة منذ عقود وأن العثور على رفات 215 طفلا نالقرب مما كان في السابق "إقامة مدرسية للهنود في كاملوبس"، إحدى مؤسسات النظام الذي يطلق عليه إسم "المدارس السكنية الهندية"، وهي شبكة من المدارس أسستها الحكومة الكندية وسلمت مفاتيح إدارتها للكنائس الكاثوليكية التي كانت تفصل أطفال السكان الأصلين عن ثقافتهم وتنشئتهم وتربيتهم على مبادىء الثقافة السائدة.

وقالت رئيسة مجتمع "Tk'emlúps te Secwépemc"، روزان كازيمير: «روزان كازيمير» (Rosanne Casimir) في بيان: "على حد علمنا، هؤلاء الأطفال المفقودون هم وفيات غير موثقة". وأضافت: "كان البعض منهم لا يتجاوز سنهم ثلاث سنوات.  الأطفال."

مدرسة سكنية تعمل حتى عام 1969

قالت رئيسة مجمتع "Tk'emlúps te Secwépemc" إنهم يعملون مع خدمة "Coroners" في كولومبيا البريطانية، ويتواصلون مع مجتمعات منازل الطلاب، ويحميون الرفات ويعملون مع المتاحف للعثور على سجلات هذه الوفيات.


وفي بيان لـ CBC، قالت «ليزا لابوانت» (Lisa Lapointe)، رئيسة الطب الشرعي في كولومبيا البريطانية، إن خدمة الطب الشرعي تم تنبيهها إلى الاكتشاف يوم الخميس.


وقالت «لابوانت»: "نحن في وقت مبكر في عملية جمع المعلومات وسنواصل العمل بشكل تعاوني مع Tk'emlúps te Secwépemc وآخرين مع تقدم هذا العمل الحساس".


وأضافت: "نحن ندرك الدمار المأساوي والمفجع الذي ألحقه نظام المدارس السكنية الكندية بالكثيرين، ونفكر في كل من هم في حداد اليوم."


كانت "مدرسة إقامة كاملوبس للهنود" تعمل من عام 1890 إلى عام 1969، عندما تولت الحكومة الفيدرالية الإدارة من الكنيسة الكاثوليكية لتشغيلها كمقر إقامة لمدرسة نهارية، حتى إغلاقها في عام 1978.

كان سيحدث تسجيل ما يصل إلى 500 طالب في المدرسة ، وفقًا للمركز الوطني للحقيقة والمصالحة (NCTR). كان هؤلاء الأطفال قد أتوا من مجتمعات السكان الأصليين، من جميع المناطق في مقاطعة كولومبيا البريطانية، وحتى من خارج المقاطعة.


وفقًا لـ«ماري إلين توربل لافوند» (Mary Ellen Turpel-Lafondمديرة مركز التاريخ والحوار في المدرسة الهندية السكنية بجامعة كولومبيا البريطانية في "فانكوفر"، جرى إخبار لجنة الحقيقة والمصالحة التي جرى إنشاؤها في عام 2008 لمعرفة ما حدث في المدارس الداخلية بخمسين حالة وفاة وقعت في مؤسسة كاملوبس.


وقالت إن "المشاكل الكبيرة المستمرة" مع السجلات التاريخية، بما في ذلك تلك "التي تحتفظ بها كيانات كاثوليكية معينة، مع عدم الإفراج عنها"،  جعل من الصعب للغاية فهم ما حدث بدقة.


وقالت أيضا «توربل لافوند» إن هذا الاكتشاف يؤكد ما قاله الناجون من المجتمع لسنوات - أن العديد من الأطفال ذهبوا إلى المدرسة ولم يعودوا أبدًا. وقالت أيضًا إن العملاء الفيدراليين غالبًا ما ينقلون الأطفال، لذا فمن المحتمل أن بعض أولئك الذين تم العثور عليهم هم من مجتمعات السكان الأصليين القاطنين في أماكن أخرى.


كما تساءلت «توربل لافوند» حول حول كيفية وفاة هؤلاء الأطفال في ظل تفشي الاعتداء الجنسي والجسدي الموثق في المدارس الداخلية. ثم افترضت قائلة، يوم الجمعة 28 مايو، في برنامج The Early Edition على قناة CBC"قد تكون هناك أسباب لعدم تسجيل الوفيات بشكل صحيح وعدم معاملتهم بكرامة واحترام لأن هذا كان الغرض الأساسي من المدرسة الداخلية للسيطرة الكاملة على الأطفال الهنود، باستئصال  ثقافتهم وهويتهم منهم."


وفي اليوم الجمعة نفسه، أصدر رئيس الوزراء «جون هورغان» ( John Horgan) بيانًا أعرب فيه عن رعبه وحسرة قلبه عند الاكتشاف. قال «هورغان»: "هذه مأساة ذات أبعاد لا يمكن تصورها. وهي مثال صارخ على العنف الذي فرضه نظام المدارس السكنية الكندية على السكان الأصليين وكيف تستمر عواقب هذه الفظائع حتى يومنا هذا".