المغرب ينظم أكبر مناورات عسكرية في الصحراء بمشاركة عدة دول بينها إيطاليا مع غياب إسبانيا - الإيطالية نيوز

المغرب ينظم أكبر مناورات عسكرية في الصحراء بمشاركة عدة دول بينها إيطاليا مع غياب إسبانيا

الإيطالية نيوز، الأحد 6 يونيو 2021 ـ ينظم المغرب، انطلاقا من يوم غد الإثنين 7 يونيو واحدى من أهم وأكبر المناورات العسكرية التي لم يسبق أن نظمت  في إفريقيا، التي تستغرق فعاليتها 11 يوما.


ويعتمد المغرب تدبيرا جديدا في سياق الأزمة الدبلوماسية التي ترى أنه بطل الرواية مع إسبانيا المجاورة، والتي توجت بوصول 9000 مهاجر في جيب سبتة خلال 48 ساعة كجزء من استراتيجية عدم التسامح المطلق اتجاه بلده الجار. لأول مرة منذ 20 عامًا، لن تشارك إسبانيا في المناورات العسكرية المسماة "الأسد الأفريقي 2021" ، والتي ستقام في الفترة من 7 إلى 18 يونيو في  مناطق أكادير، تيفنيت، طانطان، المحبس، تافراوت، بن جرير والقنيطرة، بمشاركة الآلاف من الجيوش متعددة الجنسيات وعدد كبير جدا من المعدات البرية والجوية والبحرية.


وذكر بلاغ لأركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية أنه بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المغربية، ستشهد النسخة السابعة عشرة من هذا التمرين مشاركة بريطانيا والبرازيل وكندا وتونس والسنغال وهولندا وإيطاليا، فضلا عن الحلف الأطلسي ومراقبين عسكريين من حوالي ثلاثين دولة تمثل إفريقيا وأوروبا وأمريكا.


ومع ذلك، فإن هذه المناورات تجري في خضم الأزمة بين الرباط ومدريد، والناجمة عن قرار إسبانيا الترحيب بزعيم جبهة البوليساريو، «إبراهيم غالي»، الذي نُقل بشكل عاجل إلى المستشفى بادعاء الإصابة بعدوى فيروس كوفيدـ19، لكن مصادر من داخل المستشفى الذي استضافه قالت بأنه يتلقى العلاج بقسم الحروق الخطيرة. في الواقع، دخل «غالي» إسبانيا في أبريل من الجزائر بوثيقة مزورة باسم دبلوماسي جزائري ومن دون إبلاغ المغرب، الحليف الاستراتيجي، على الرغم من علم ودراية السلطات الإسبانية العدو العدو الأول للرباط والمهدد الحقيقي لسيادة المملكة المغربية على ترابها الوطني.


هذه المرة، في الواقع، ستجرى هذه التدريبات العسكرية حول الداخلة وفي منطقة أخرى هي جزء من مناطق الصحراء التي تعتبر جزءًا لا يتجزأ من الأراضي المغربية ولكنها تطالب بها أيضًا المنظمة الانفصالية. وبحسب صحيفة "الباييس" الإسبانية، رفضت مدريد الدعوة للمشاركة "من أجل عدم إضفاء الشرعية على ضم الصحراء".


من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الإسبانية أنها رفضت دعوة القيادة الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) لأسباب تتعلق بالميزانية، لكن المصادر الحكومية تعترف بأن السبب الأساسي هو أن معظم هذه التدريبات، التي شاركت فيها إسبانيا كل عام، ستقام لأول مرة في "الصحراء الغربية"، حسب ما أوردته الصحيفة الأيبيرية في عددها الصادر يوم السبت 29 مايو. وقال المصدر نفسه إن إرسال جنود إسبان إلى هناك سيضفي الشرعية على سيطرة المغرب على المستعمرة السابقة.


ومع ذلك، فقد شاركت القوات المسلحة الإسبانية كل عام في هذه المناورات العسكرية (التي تم تعليقها في عام 2020 بسبب الوباء)، والتي تهدف إلى تحسين إمكانية التشغيل البيني للقوات الغربية مع القوات الأفريقية في محاربة التهديد الجهادي ذي الأهمية الحاسمة لإسبانيا، كما قالت صحيفة الباييس نفسها، لدرجة أن جنودًا من البرتغال المجاورة سيكونون حاضرين أيضًا هذا العام. لم ترسل الوزارة الإسبانية حتى مراقبين كما فعلت 20 دولة أخرى.


الرواية التي قدمتها مدريد لتبرير غيابها لن تتوافق مع الحقيقة. وبحسب ما قاله مصدر عسكري مغربي لموقع "فورميكي" الإيطالي، بعد اجتماع عقد بين قادة القوات المنظمة لمناورات الأسد الأفريقي لهذا العام، تقرر عدم إشراك القوات الإسبانية في هذا التمرين بسبب الأزمة التي يمر بها هذا البلد مع المغرب. وكانت الرباط هي التي استخدمت حق النقض ضد المشاركة الإسبانية في ضوء ما حدث مع كرم الضيافة لزعيم البوليساريو. لم تعد السلطات المغربية تنوي التعاون مع السلطات الإسبانية حتى يتم توضيح بين الأطراف، وهو أمر لا يبدو ممكناً في الوقت الحالي على الأقل على المدى القصير. وأشار المصدر إلى أن وزارة الدفاع الإسبانية بررت غيابها لأسباب مالية واستخدمت صحافتها لفرز الأمور بشكل غير رسمي. هذه القصة، مع ذلك، تسببت في الكثير من الإحراج في مدريد.


اختارت الرباط في الواقع مناطق طانطان (في جنوب المغرب، مقابل جزر الكناري، حيث يوجد حقل مناورات شيّدته الولايات المتحدة)، المحبس (في الشمال الشرقي من الصحراء، على بعد ما يزيد قليلاً عن 100 كيلومتر. من مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف في الجزائر) والداخلة (فيلا سيسنيروس القديمة، جنوب غرب المستعمرة الإسبانية السابقة). ويمثل تنفيذ المناوارات "الأسد الأفريقي 2021" في الصحراء الغربية خطوة أخرى في طريق الاعتراف بالسيادة المغربية على تلك الأراضي، الذي أقرته الإدارة الأمريكية «دونالد ترامب» في 10 ديسمبر الماضي ولم يشكك فيه حتى الآن خليفته «جو بايدن».


كان من المفترض أن تقام المناورات العسكرية "الأسد الإفريقي 2021" في الفترة من 23 مارس إلى 4 أبريل 2020 في المملكة المغربية وتونس والسنغال وإسبانيا، لكن جرى إلغاؤها في 16 مارس بسبب فيروس كوفيدـ19. في هذه المناورات المشتركة 7800 جندي وأكثر من مائة عربة مدرعة و 46 طائرة دعم و 21 طائرة مقاتلة من سبع دول (إيطاليا والمملكة المتحدة وهولندا وكندا والبرازيل وتونس والسنغال)، بالإضافة إلى مشاركة المغرب والولايات المتحدة في التدريبات المنسَّقة  من قبل "أفريكوم"، ومقرها في شتوتغارت، ألمانيا. بالإضافة إلى ذلك، ستشارك ما يصل إلى 21 دولة كمراقبين، بما في ذلك البرتغال والدنمارك ومالطا والنرويج وبولندا ومصر وليبيا وكينيا وساحل العاج. من ناحية أخرى، شارك 5000 جندي في النسخة السابقة من هذا التمرين، بينهم إسبان.