الإسبانيول": المغرب يدرس قطع العلاقات مع إسبانيا وطرد السفير لدى الرباط - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

الإسبانيول": المغرب يدرس قطع العلاقات مع إسبانيا وطرد السفير لدى الرباط

  الإيطالية نيوز، الأربعاء 2 يونيو 2021 - غادر الأمين العام لجبهة البوليساريو، «إبراهيم غالي»، قبل الساعة الثانية صباحًا بقليل،  إسبانيا من مطار بامبلونا على متن طائرة مدنية فرنسية مستأجرة من الجزائر، بعد أن أمضى 44 يومًا في مستشفى "سان بيدرو دي لوغرونيو".


في ذلك الوقت، ساد الصمت المطلق في الرباط. بعد ذلك بساعات قليلة،ترأس الملك «محمد السادس» حكومة أزمة في قصر فاس مع رجاله الموثوق بهم المستشار الشخصي «فؤاد علي  الهمة» ورئيس المخابرات الدولية «ياسين المنصوري». بالإضافة إلى ضابط كبير في القوات المسلحة.


الرباط تعتبر أن إسبانيا "سهلت الهروب" لـ«غالي» إلى الجزائر، بعد ساعات قليلة من مثوله أمام المحكمة الوطنية، وأنها تدرس  للرد المناسب على هذا التواطؤ.


ووفقا لما قالته صحيفة "الإسبانيول" نقلا عن مصادر تعتبرها ذات مصداقية، فإن هذا الرد يتضمن دعوة للسفير الإسباني لمغادرة البلاد. أكيد في حالة اتخاذ هذا القرار الاستثنائي، سيكون تصعيدا أخر في الأزمة في الدبلوماسية للمملكتين، وستتبعه إجراءات جذرية أخرى، التي لا تصل إلى حد إغلاق المفوضية أو الانهيار الكامل للعلاقات.


وترى الصحيفة أن القطيعة والمخطط الذي يلوح في الجو بعد رحيل «غالي» في غضون ساعات قليلة ومن دون إجراءات احترازية من شأنه أن يؤثر على الدبلوماسية من دون أن يمتد إلى العلاقات التجارية. من جانبها، قالت وزارة الخارجية المغربية، في بيان، يوم الاثنين، "المغرب ليس لديه مشكلة مع المواطنين الإسبان والعاملين الاقتصاديين والفاعلين الثقافيين والسياح الذين يتم استقبالهم بشكل جيد كأصدقاء وجيران في البلاد".


وبالتحديد، لم تستدعي الخارجية الإسبانية السفيرة المغربية في مدريد «كريمة بنيعيش» للتشاور من أجل تخفيف حدة التوتر في التصعيد المتزايد للأزمة، معتبرة أنه من الأسهل التوصل لاتفاقات مع الدبلوماسية المغربية المنتشرة في البلاد.


«إبراهيم غالي» "اختبار"

يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن المغرب يصنف جبهة البوليساريو على أنها "جماعة إرهابية"، وأن «إبراهيم غالي» يعتبر "جلادًا" و "مجرمًا". وبهذه الطريقة توصل المغرب إلى استنتاج مفاده أن السلطة التنفيذية الإسبانية تعطي الأولوية للعلاقات الثنائية مع الجزائر والصحراويين "الانفصاليين" على حساب العلاقات التاريخية مع المغرب وشعبه.


كل هذا الغضب، رغم حقيقة أنه عشية المحاكمة، حاول بيان من الخارجية الإسبانية فصل قضية «غالي» عن الأزمة الدبلوماسية، وتركيز "المشكلة الأساسية" على موقف الحكومة الائتلافية من الصحراء الغربية.


وكانت سفيرة المغرب في إسبانيا، «كريمة بنيعيش»، قد حذرت  في إحدى ظهورين علنيين لها من الرباط، من أن اعتمادًا على كيفية مغادرة «غالي» لإسبانيا سيكون "اختبارًا لتقييم علاقات بلادها مع إسبانيا".


لهذا السبب، أبلغت الحكومة الإسبانية الرباط عبر القنوات الدبلوماسية بعودة «غالي» إلى الجزائر. بالإضافة إلى ذلك، من وزارة الخارجية، تم توضيح مرة أخرى أنه "يغادر بالوثائق نفسها وباسمه الذي دخل به  إلى إسبانيا في 18 أبريل"

مسار رحلة «غالي» من بامبلونا إلى الجزائر العاصمة
12 ساعة بعد مثول «غالي» في المحكمة
كانت الرباط تحرز انتصارا صباح الثلاثاء، عندما اضطرت الطائرة التي غادرت الجزائر متجهة إلى "لوغرونيو" لإعادة زعيم البوليساريو إلى العودة بأمر من المراقبين العسكريين.

فُسِّرت هذه الإيماءة في المغرب على أن القاضي «سانتياغو بيدراز» (Santiago Pedraz) فرضت عليه الإقامة الجبرية في المستشفى، وسحب وثائقه امتثالًا لقرار حظر السفر خارج إسبانيا ووضع سوار تحديد الموقع، بناءً على طلب الاتهام. ومع ذلك، بعد وقت قصير، كان الترتيب الإيجابي لزعيم البوليساريو معروفًا.

واعتبر القاضي في الأمر أنه "لا مكان للأمر بالسجن المؤقت أو أي نوع آخر من التدابير الاحترازية الشخصية ضد «إبراهيم غالي»". قدم المحامي «مانويل أولي» (Manuel Ollé)، الذي مثله في المحكمة الوطنية ، عنوانه ورقم هاتفه الشخصي من أجل تحديد مكانه.

وبهذه الطريقة أطلق سراحه بعد أن حصل على إذن بمغادرة البلاد. وأخيراً، تمكن من مغادرة إسبانيا في اليوم نفسه الذي أدلى فيه بشهادته بشأن الشكويين بتهم مختلفة، بزعم ارتكاب جرائم إبادة جماعية وضد الإنسانية والتعذيب في مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف. بدأ الإدلاء بشهادته في الساعة 10:00؛ وفي غضون ساعتين ونصف، قرر القاضي بالفعل أنه لا توجد علامات على الجريمة. بعد اثنتي عشرة ساعة فقط، انطلق إلى الجزائر مع التصاريح الممنوحة من وزارتي الداخلية والتنمية الإسبانية.

وهذا يترجم إلى توجه واضح للحكومة الإسبانية لإنهاء هذه الحلقة التي أطلقت العنان لأخطر أزمة ثنائية مع المغرب منذ 19 عامًا. ونتيجة لسوء العلاقات الدبلوماسية حلت أزمة الهجرة.

رد «سانشيز»
في الفترة ما بين 17 و 18 مايو، سمحت الرباط لأكثر من 10 آلاف مواطن بدخول سبتة، مع ما أعقب ذلك من رد "حازم وقوي" من رئيس الحكومة الإسبانية «بيدرو سانشيز» (Pedro Sánchez) الذي قام بزيارة المدينتين الإسبانيتين المستقلتين بطائرة هليكوبتر.

وفي وقت لاحق، حاول تخفيف حدة التوتر، وأكد أن إسبانيا هي أفضل داعم للمغرب في أوروبا. وحتى يوم الاثنين، ردت بقوة على بيان من وزارة الخارجية المغربية، وعدت إسبانيا باتخاذ موقف بشأن إقليم الصحراء الغربية.


إن استقباله "لأسباب إنسانية" لم يولد فقط أكبر أزمة دبلوماسية مع المغرب في العقدين الماضيين؛ إذا لم يكن الأمر كذلك، كما أشارت وزارة الخارجية المغربية في أحد تصريحاتها المتعددة في هذه الأسابيع، "فإنها تضع مصداقية الرابطة الثنائية على المحك".