وأبرز «بلا»، في مداخلة له خلال هذا اللقاء الذي نُظّم، مساء أمس، حول موضوع “الانتعاش الاقتصادي والتحول البيئي: حالة المغرب”، الجهود المبذولة من طرف المملكة لتطوير الطاقات المتجددة، مسجلا أن المغرب “اختار أن تكون الطاقة المتجددة هي مستقبل الطاقة الكهربائية”.
وبعد إبرازه لإنجازات المغرب في مجال الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، أوضح أن المملكة لديها هدف طموح يتمثل في رفع حصة الطاقات المتجددة إلى أزيد من 52 في المائة ضمن القدرة الكهربائية في أفق 2030.
وقال إنه بفضل استراتيجيته لإدارة الطاقة، أطلق المغرب دينامية تنموية مندمجة بالنسبة للعديد من القطاعات.
وأوضح السفير أن المغرب، في إطار تطبيق التزاماته الدولية في مجال مكافحة التغير المناخي، يتجاوز 52 بالمائة من تحوله الطاقي سنة 2030.
وذكر «بلا»، بهذه المناسبة، بأن المخطط الجديد للكهرباء 2021-2030، يرتكز بشكل كامل على الطاقات النظيفة المتجددة.
في هذا الصدد، أبرز أن العاهل المغربي «محمد السادس» يضطلع بدور أساسي في تنفيذ وتتبع الاستراتيجية الوطنية في مجال الطاقات المتجددة، بهدف جعل المغرب قطبا محوريا، خاصة في مجال التزويد بالكهرباء في منطقة البحر الأبيض المتوسط برمتها، وفي إفريقيا، مستفيدا قربه الجغرافي من أوروبا.
من جهة أخرى، أشار السفير إلى أن المملكة لم تسلم من تداعيات الأزمة الصحية، لكن بعض القطاعات من قبيل قطاعي الصناعة الغذائية وصناعة السيارات أبانت عن صمودها وحققت نموا إيجابيا في العام 2020.
وتابع أن هذا الصمود والنمو الإيجابي يمثّلان دليلا قاطعا على القوة الاقتصادية الحقيقية للمغرب، وذلك بفضل اعتماد العديد مخططات والقيام بإصلاحات عميقة، بالإضافة إلى الاستقرار السياسي الذي تنعم به المملكة، إلى جانب الإصلاحات السياسية والاقتصادية العميقة، وإطلاق أوراش تنموية كبرى (مخطط المغرب الأخضر، مخطط أليوتيس، مخطط إقلاع، مخطط الطاقة الشمسية…).
وأشار إلى أن استراتيجية “الجيل الأخضر” الجديدة، والتي تهمّ الفترة 2030-2020، تولي أهمية كبيرة لتطوير الزراعة التضامنية الرامية إلى تعزيز الإنجازات المحققة في السنوات العشر الماضية، من خلال إعطاء الأولوية للعنصر البشري، لإفساح المجال لظهور طبقة فلاحية متوسطة قادرة على الاضطلاع بدور مهم في التوازن السوسيو-اقتصادي للبيئة.
من جهة أخرى، تطرق بلا للدور الذي يضطلع به المغرب كقاطرة اقتصادية في القارة الإفريقية، والعلاقات المتميزة للمملكة مع شركائها الأفارقة.
وأبرز أن العلاقات بين المملكة المغربية وإيطاليا تعتبر تاريخية ومتينة ومتعددة الأبعاد، وقد تعززت بمرور الوقت وشهدت زخما جديدا بعد توقيع الشراكة الاستراتيجية متعددة الأبعاد في 2019 بالرباط.
وقال السفير إنه لتمكين المغرب وإيطاليا من الحفاظ على مكانتهما في العالم، لابد أن يضطلع رجال الأعمال “بدور حاسم في تعزيز العلاقات بين بلدينا وفي تحقيق التنمية المستدامة والشاملة” في منطقة البحر الأبيض المتوسط، التي تشهد حاليا تحولات كبرى.
وشكل الاجتماع، الذي عرف مشاركة رجال أعمال وفاعلين اقتصاديين ومسؤولين ومتخصصون، فرصة لفتح النقاش حول التحديات والنماذج والفرص والآفاق لقطاع التحول البيئي في كل من المغرب وإيطاليا.