جنرال إيطالي: "من دون نزع سلاح المليشيات وبناء جيش وطني لن تكون هناك انتخابات في ‏‏24 ‎ديسمبر المُقبل" - الإيطالية نيوز

جنرال إيطالي: "من دون نزع سلاح المليشيات وبناء جيش وطني لن تكون هناك انتخابات في ‏‏24 ‎ديسمبر المُقبل"


الكاتب: ماسيميليانو بوكّوليني

الإيطالية نيوز، الأثنين 28 يونيو 2021 - قال الأستاذ في جامعة روما للشؤون الاستراتيجية الجنرال الإيطالي «‏كارلو جان»، إن الولايات المتحدة تسعى لاستغلال إيطاليا، لأنها تعلم ‏دور إيطاليا المركزي، كونها “غرفة التحكم” لأي تدخلات دولية في ‏ليبيا.‏


وأوضح الجنرال الإيطالي في مقال له بمجلة “فورميكي” أنه على ‏إيطاليا أن تتحرك بسياسة خارجية منفصلة ومستقلة عن الولايات ‏المتحدة، وتسعى لأن تكسب الأرض من جديد في ليبيا.‏


وأرجع جان ذلك إلى أن القضايا التي تشكل أولوية بالنسبة لإيطاليا ‏في ليبيا ليست أولوية بالنسبة لأمريكا، فمثلا بالنسبة لواشنطن، ‏الهجرة من ليبيا ومنطقة الساحل ليست أولوية، بينما الإرهاب هو ‏أولويتها الأولى، لذلك تحتاج روما إلى سياسة الواقعية وأن تتعلم ‏تسير بمفردها.‏

‏ ‏

وأشار إلى أن الساسة الأمريكيين استغلوا عدم وجود سياسة إيطالية ‏واقعية لتعزيز الاستقرار في ليبيا، ليس فقط من خلال الحديث، ‏وذلك لأنها ليست لديها قدرة على مواجهة السلوك العدواني وغير ‏المتوقع لتركيا، وفي المقابل ‏انتظرت الحكومات الإيطالية المختلفة على أمل التزام أمريكا ‏وتحولها لدعم روما.‏


ولفت إلى أن هذا كان واضحا في تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، ‏أنتوني بلينكين، أمام نظيره الإيطالي لويجي دي مايو، بأنهم بحاجة ‏للدعم العسكري الإيطالي لتأمين الانتخابات، على أمل أن تكون ‏هناك فرصة اقتصادية بليبيا، خاصة وأن إيطاليا ‏لم تفقد قيادتها في العلاقات الاقتصادية مع الشعب الليبي ‏والسلطات المحلية‎.‎


ونوه الجنرال الإيطالي إلى أن وجود الاستخبارات في الفترة الحالية، ‏سيساعد بصورة كبير في الحفاظ على أدوار إيطاليا في ليبيا، لابتعاد ‏عن الإملاءات التركية، لحكومة الدبيبة التي حظرت استيراد ‏طرابلس للأسلحة الإيطالية‎.‎


ولفت إلى أنه كما رأينا في مؤتمر برلين الأخير حول مستقبل ليبيا، تم ‏توجيه الدعوة إلى انسحاب القوات الأجنبية من البلاد إلا أنها لا تزال مجرد ‏تمنيات، مشيرًا إلى أنه من دون نزع سلاح المليشيات وبناء جيش ‏وقوات أمن وطني سيصبح من غير العملي أن يكون هناك انتخابات ‏‏24 ‎ديسمبر.‏


وعن أزمة الهجرة غير الشرعية، فقال إن الدعم الإيطالي الأخير ‏لتجديد تمويل الاتحاد الأوروبي لليبيا للمهاجرين على طريقة ‏البلقان، يمكن أن يسهل اتفاقية مماثلة لأولئك القادمين من ‏طرابلس، تبقى الحقيقة أن على إيطاليا أن تلزم نفسها بشكل مباشر، ‏دون اللجوء إلى “أمريكا الأم”.‏


كما حذر المقال من أن تركيا أكثر ارتباطًا بالولايات المتحدة من ‏إيطاليا، على الرغم من خلافات أنقرة مع اليونان، وهجومها على ‏الأكراد وشرائها أنظمة‎ S-400 ‎ من روسيا، ستظل تركيا ضرورية ‏لوصول الولايات المتحدة إلى البحر الأسود، وللدعم الذي تقدمه ‏لأوكرانيا، ولمحاربة روسيا في سوريا ولبنان، ولالتزاماتها المتجددة في ‏أفغانستان، ومؤخراً لبيع طائراتها المسلحة بدون طيار إلى بولندا‎.‎


وتحدث كذلك عن الدول الأخرى التي تختلف معها إيطاليا في ليبيا ‏هي مصر والإمارات، بقوله إن بايدن يسعى لإنقاذ الموقف، بالتعاون ‏مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي عادت المياه ‏لمجاريها في العلاقات، بعد وساطته في التصعيد بقطاع غزة.