الإيطالية نيوز، الأحد 2 مايو 2021 - توصل مديرا لجنتي الدولة للأمن القومي في قيرغيزستان وطاجيكستان، «كامشيبيك تاشييف» (Kamchybek Tashiyev) و«صيامومين يتيموف» (Saymumin Yatimov)، في الأول من مايو، إلى اتفاق ثان لوقف إطلاق النار الكامل وسحب الجنود المنتشرين على طول الحدود المتنازع عليها. وأكدت قيرغيزستان أن الطرفين بدأ في اليوم التالي سحب القوات والمعدات العسكرية الإضافية التي نُشرت على طول الحدود.
جرى التوقيع على اتفاقية فاتح مايو بعد مفاوضات أجريت في منطقة "باتكينسكي"، في قرغيزستان. وفي ختام المحادثات، قال «يتيموف» إن الطرفين توصلا إلى اتفاق لضمان السلام والاستقرار على أراضي كل منهما، معربا عن ثقته في قدرة البلدين على تحقيق هذه النتيجة. ثم أضاف ممثل طاجيكستان أنه في المستقبل، سيحل الطرفان جميع مشاكلهما وأن البلدين "سيعيشان كما هو الحال دائمًا في صداقة وتفاهم متبادل"، ما يضمن الاستقرار.
في اليوم الأول من مايو، أجرى رئيسا البلدين محادثة هاتفية، وهما القرغيزي «صدير جاباروف» (Sadyr Japarov) والطاجيكي «إيمومالي رحمون» (Emomalī Rahmon). في الوقت نفسه، أجرى وزيرا خارجية قرغيزستان وطاجيكستان، «رسلان كازاكباييف» (Ruslan Kazakbayev) و«سراج الدين محي الدين» (Sirojiddin Muhriddin)، محادثة هاتفية مع نظيرهما الروسي، «سيرجي لافروف» (Sergei Lavrov)، الذي شجع الطرفين على الالتزام بوقف إطلاق النار الأول المتفق عليه في 29 أبريل.
وللتذكير، تجددت التوترات بين طاجيكستان وقيرغيزستان في 28 أبريل الماضي ، عندما بدأت الاشتباكات على طول الحدود بين مقاطعة "باتكين" القرغيزية ومقاطعة "سوغد" الطاجيكية بسبب نزاع بشأن محطة مياه "غولوفنوي" (Golovnoy)، الواقعة على نهر إسفارا وتطالب بها كلا الطرفين. في البداية، بدأ سكان بعض قرى المقاطعتين في إلقاء الحجارة على بعضهم البعض. وفي وقت لاحق، انضمت القوات المسلحة المعنية إلى الاشتباكات بالأسلحة وقذائف الهاون، علاوة على ذلك، وفقًا لمصادر قيرغيزية، استعانت طاجيكستان أيضًا بطائرة هليكوبتر. في المجموع، شارك حوالي 150 شخصًا في الاشتباكات من الجانبين. في 29 أبريل، اتفقت قيرغيزستان وطاجيكستان بعد ذلك على وقف إطلاق النار لإنهاء الأعمال العدائية.
الخسائر المادية للبلدين
على المستوى المادي، في جزء من قيرغيزستان، حدث تدمير موقع أمامي للقوات المحلية وإضرام النيران في بعض المنازل. على الجانب الطاجيكي، مع ذلك، جرى الإبلاغ عن أضرار بعد قصف أحد الجسور. لكن من وجهة نظر الضحايا والمصابين، زعمت قيرغيزستان أنها تكبدت 33 ضحية، من بينهم 30 مدنياً و 132 جريحاً. على الجانب الطاجيكي، كان عدد القتلى ثمانية، نصفهم من حرس الحدود.
كانت الحدود بين قيرغيزستان وطاجيكستان مسرحًا للاضطرابات عدة مرات، منذ تفكك اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية (URSS) السابق في عام 1991. ومنذ ذلك الحين، يشترك البلدان في آسيا الوسطى في 976 كيلومترًا من الحدود، منها 451 كيلومترًا لم يتم ترسيمها بوضوح وظلت موضع خلاف بين "بيشكيك" و"دوشانبه". على وجه الخصوص، بدأت الخلافات عندما أعلنت قيرغيزستان وطاجيكستان الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي في 31 أغسطس و 9 سبتمبر 1991 على التوالي.